على ماذا تتغذى دودة القز
ديدان الحرير تتغذي على ورق التوت
وأهمية تربية هذه الدودة في أنها تفرز مادة طبيعية المشهورة باسم "الحرير" والتي يُصنع منه الأقمشة والألبسة الفاخرة، ويستخدم في أغراض أخرى عديدة، مثل صناعة الخيوط الجراحية في الطب وغيره.
ويلاقي الحرير الطبيعي إقبالاً كبيرًا من قبل المستهلك في جميع دول العالم، وتعتبر الصين أكبر الدول المنتجة له، حيث يصل إنتاجها إلى حوالي 65% من إنتاج العالم،
*
ما هي دودة القز وما فائدتها؟
*
ما هي دودة القز وما فائدتها؟
اسم عام يطلق على اليرقة المنتجة للحرير والتي تنتمي لفصائل متعددة من الفراشات. ويوجد بفم دود القز زوج من الغدد اللعابية التي يطلق عليها غدد الحرير وتستخدم في إنتاج الشرانق. وتقوم الغدد الحريرية بإفراز سائل صاف لزج يخرج من خلال فتحات تسمى المغازل، وعندما يخرج السائل ويحتك بالهواء فإنه يتصلب، ويتحدد سمك خيط الحرير الذي يتم إنتاجه من خلال قطر المغزل.
وتكون فراشة دودة القز البالغة عادة صفراء اللون أو مائلة بين الصفرة والبياض وهي ذات جسم سميك به شعر ولها جناح يبلغ طوله حوالي 3.8 سم (حوالي 1.5 بوصة). وتمتلك الفراشة البالغة فمًا بدائيًّا، وهي لا تأكل أثناء فترة بلوغها القصيرة الأمد، وبالنسبة لأنثى الفراشة فهي تموت بعد وضع البيض مباشرة، بينما يعيش الذكر لفترة قصيرة بعد ذلك.
وتضع أنثى الفراشة من 300 إلى 400 بيضة تميل إلى اللون الأزرق في المرة الواحدة، ويثبت البيض بسطح مستو عن طريق مادة صمغية تفرزها الأنثى. أما اليرقة التي تفقس بعد حوالي عشرة أيام فيبلغ طولها حوالي 0.6 سم (حوالي 0.25 بوصة). وتتغذى اليرقات على أوراق نبات التوت الأبيض أو ورق البرتقال أو السيج أو ورق الخس. وتنتج يرقات دود القز التي تعيش على أوراق التوت أجود أنواع الحرير. ويبلغ طول اليرقات البالغة 7.5 سم (حوالي 3 بوصات) ويكون لونها رماديًّا يميل إلى الاصفرار أو رماديًّا غامقًا.
وبعد الفقس بحوالي ستة أسابيع تتوقف دودة القز عن الطعام وتبدأ في نسج الشرانق. ويبلغ طول النسيج الواحد الذي يكوّن الشرنقة من 300 إلى 900 متر. ثم تصبح دودة القز خاملة لمدة تصل إلى حوالي أسبوعين، وإذا ما تركت لاستكمال فترة الخمول، فإنها تصبح فراشة بالغة.
وعند إنتاج الحرير لأغراض تجارية يسمح لعدد كاف من الفراشات البالغة فقط أن تخرج من الشرنقة لضمان استمرار النوع؛ لأنها أثناء خروجها من الشرنقة تحطمها بحيث لا يصبح لها أي استخدام تجاري.
ثم يتم قتل معظم دود القز بالحرارة إما بغمسه في الماء المغلي أو بتجفيفه في الأفران. وأكثر أنواع دود القز المعروفة هي يرقة فراشة دودة القز المنزلية المعروفة والتي تسمى بومبيكس موري وهي من فصيلة بومبي سيديا.
الإعداد للمشروع وأدواته
عمال يغذون ديدان الحرير علي الصواني
لا بد من إدراك أن مشروع تربية الديدان هو مرحلة من مراحل إنتاج الحرير، فقبله هناك زراعة التوت وإنتاج البيض وبعده هناك مرحلة حل الحرير، ثم تجهيزه وإدخاله في الصناعة، ولضمان نجاح مشروع تربية الديدان في هذه المرحلة، لا بد من الإعداد الجيد له.
وأول خطوة في الإعداد تحديد حجم تربية دودة القز والذي يعتمد على عدة عوامل رئيسية، أهمها: كمية أوراق التوت المتاحة في منطقة التربية، ومساحة المكان المخصص للتربية، وحجم العمالة المتوفرة، وأدوات التربية المستخدمة من خامات البيئة.
وبشكل عام فإن علبة بيض من ديدان القز زنة 12 جم تحتوي على حوالي 18000 بيضة تحتاج إلى حوالي 500 كجم ورق توت، كما لا بد من وجود صَوَانٍ يوضع فيها البيض، وكذلك حجرة حوالي 9 أمتار.
كما تتطلب مرحلة الإعداد للمشروع توفير مناخ مناسب للتربية، فخروج اليرقات من البيض يتطلب درجة حرارة حوالي 23 - 25 درجة مئوية، ورطوبة نسبية 70 - 75%.
خطوات تنفيذ المشروع
يتم تنفيذ مشروع تربية الديدان وإنتاج الشرانق كما يلي:
- تجهيز الغرفة:
الإناء يوضع فيه الديدان
تجهز الحجرة التي يتم فيها التربية بحيث تكون جيدة التهوية، وليس بها شقوق أو جحور خوفًا من الفئران، مع وضع سلك أو قماش مثقب على النوافذ لمنع دخول العصافير، ومراعاة عدم استخدام أي مبيدات حشرية داخل حجرة التربية.
- حوامل وصواني التربية:
تصنع حوامل التربية من الخشب، والصواني قاعدتها من السلك وحوافها من الخشب، ولتقليل التكلفة يمكن استخدام الغاب أو البوص في عمل الصواني حيث تجدل بخيوط الدوبارة وتثبت الصواني فوق بعضها في أربعة قوائم من أفرع الأشجار بحيث يترك مسافة 30 - 40 سم بين الصواني، كما يمكن تثبيت الصواني في سقف الحجرة بواسطة أحبال متينة.
- تفقيس البيض:
درجة الحرارة المناسبة لخروج اليرقات من البيض حوالي 23 - 25 درجة مئوية، ورطوبة نسبية 70 - 75%، كما يفضل وضع قطعة إسفنج مشبعة بالماء حول علبة البيض لزيادة الرطوبة، وعلامة ظهور الفقس هي تحول لون قشرة البيض من الرمادي الغامق إلى الرمادي الفاتح، وذلك لانفصال الجنين عن قشرة البيض.
وتتم عملية الفقس خلال 3 - 4 أيام، كما يفضل وضع قماش أسود لتغطية البيض لمدة 2 - 3 ساعات صباح أول وثاني وثالث يوم الفقس من الساعة 6 - 9 صباحًا فقط.
- سحب اليرقات:
في اليوم الثاني من بداية الفقس وعندما تصل نسبة الفقس إلى 90% يفتح غطاء علبة البيض (شاش)، وتنثر فوق الديدان قطع صغيرة من أوراق التوت الصغيرة الطازجة وبعد ساعتين تؤخذ هذه الأوراق بما عليها من ديدان صغيرة تشبه النمل ولونها أسود وتنقل إلى مكان التربية، ثم تقدم إليها أوراق التوت المخرطة بعد السحب بساعة.
- تغذية اليرقات:
اليرقة لها خمسة أعمار يتخللها أربع مرات صياما بين كل عمرين، تمتنع فيها اليرقات عن الغذاء والحركة بعملية الانسلاخ وتغير الجلد القديم بآخر جديد أكبر حجمًا ومدة الطور اليرقي المتغذي ابتداء من الفقس حتى بداية غزل الشرانق حوالي 30 - 35 يومًا.
ويمكن تقسيم الأعمار اليرقية إلى: صغيرة (العمر الأول والثاني والثالث) وكبيرة (العمر الرابع والخامس)، وهذا التقسيم على اختلاف في سلوك اليرقات واحتياجاتها الغذائية والبيئية.
وفي الأعمار اليرقية الصغيرة تقدم أوراق التوت على هيئة شرائح رفيعة يتم تخريطها بالسكين ويزاد حجم التخريط من عمر لآخر. كما يقدم الغذاء 4 وجبات يوميًّا بكميات تغطي الديدان فقط، مع زيادة كمية وجبة المساء. ويجب إحاطة الديدان بقطع من الإسفنج المشبع بالماء حول اليرقات وتغطيتها بورق البرافين أو أوراق الجرائد لزيادة الرطوبة في هذه الأعمار الصغيرة التي تربى في صناديق نظيفة خالية من أي روائح.
أما الأعمار اليرقية الكبيرة فتقدم فيها أوراق التوت كاملة ونظيفة ليس عليها تراب أو قطرات ماء، ويقدم الغذاء 4 وجبات يوميًّا مع زيادة كمية وجبة المساء، ويجب زيادة العناية بالتغذية والنظافة، مع تفريد اليرقات على المساحة المطلوبة خلال العمر الخامس؛ لأن هذا العمر يحدد كمية الشرانق وجودتها.
- الصيام والانسلاخ:
في نهاية كل عمر تدخل اليرقة في فترة صيام تمتنع فيها عن التغذية والحركة؛ لتخرج من الجلد القديم وليكون الجسم جلدًا جديدًا أكبر حجمًا، وتكون فترة الصيام حوالي 24 - 48 ساعة، ويراعى في هذه الفترة عدم تقديم التغذية لليرقات وعدم لمسها أو تحريكها أو نقلها.
وعلامة الصيام هي تحول لون الرأس إلى الغامق ويكون الجلد لامعًا، وتمتنع اليرقة عن الحركة، مع رفع الرأس إلى أعلى وبعد انتهاء فترة الصيام يعود لون الرأس إلى الفاتح وتتحرك الديدان بحثًا عن الغذاء، ويمكن مشاهدة جلد الانسلاخ القديم على صواني التربية فوق الفرشة خصوصًا في الأعمار الكبيرة.
ولضمان انتظام النمو لا يتم وقف الغذاء قبل دخول أكثر من 90% من اليرقات في الصيام، كما لا يتم تقديم الغذاء بعد الخروج من الصيام إلا بعد خروج أكثر من 90% من اليرقات.
- تغيير الفرشة:
هي من العمليات الهامة للمحافظة على نظافة اليرقات، وبالتالي حالتها الصحية وأيضًا لإنتاج شرانق ذات مواصفات عالية الجودة، وهي عبارة عن إزالة مخلفات الغذاء المتبقي وبراز اليرقات وجلد الانسلاخ واليرقات المريضة والميتة.
وتجرى عملية تغيير الفرشة مرة في نهاية العمر الأول ومرة في منتصف العمر الثاني ومرة في بداية العمر الثالث ومرة في منتصفه، ومرة في بداية العمر الرابع ومرة في منتصفه، أما في العمر الخامس فيجب تغيير الفرشة باستمرار وليس أقل من يوم ويوم.
ويتم تغيير الفرشة باستخدام شباك من البلاستيك أو ورق مخرم يوضع فوق اليرقات وعليه أوراق توت طازجة تخرج إليه اليرقات من الثقوب ويتم التخلص من المتبقي ويعاد وضع اليرقات في مكان نظيف مع تفريدها وتقديم الغذاء.
- التعشيش:
في اليوم الثامن من بداية العمر الخامس وبعد إجراء تغيير الفرشة يتم وضع أفرع من الكازوارينا الجافة أو سعف النيل أو حطب القطن حول صواني التربية فتتسلق عليها اليرقات التامة النمو وتفرغ محتوياتها من القناة الهضمية وتبدأ في إفراز الحرير على هيئة (رقم 8) لتكون الشرانق.
وتستغرق غزل الشرنقة 3 - 4 أيام دون انقطاع على هيئة 5 - 6 طبقات من خيط واحد متصل يصل إلى 1000 متر، أو أكثر ثم تتحول اليرقة بداخل الشرنقة إلى عذراء.
وقد تم تصنيع فورمات (قوالب) من البلاستيك لاستخدامها في التعشيش بدلاً من الكازوارينا؛ لسهولة استخدامها وضمان الحصول على شرانق كبيرة الحجم جيدة المواصفات وبهذه الفورمات أشكال متعددة .
- جمع الشرانق:
في اليوم العاشر من بدء التسلق يتم جمع الشرانق المتكونة على التعاشيش ويتم تنظيفها من مخلفات التعشيش، وتسمى حينئذ شرانق طازجة بداخلها طور العذراء الحي. ثم يتم التخلص من الشرانق المعيبة وهي الشرانق المزدوجة والضعيفة واللينة والسوداء والمبقعة والمدببة الطرف أو الطرفين وغير المنتظمة الشكل والغريبة في لونها والخرساء.
- تجفيف الشرانق:
تسمى هذه العملية خنق العذارى؛ وذلك لقتل العذارى قبل أن تخرج من الشرنقة وتسبب تلفها وعدم صلاحيتها للحل ويتم خنق الشرانق بعدة طرق:
- خنق العذارى بتعريضها للشمس المباشرة لمدة 3 - 4 أيام متتالية، بفردها على حصيرة في شكل طبقة واحدة مع تقليبها وتجمع بالليل وتفرد ثانية في الصباح.
- تعريض العذارى لتيار هواء ساخن باستخدام مجففات خاصة لذلك على درجة 70 درجة مئوية لمدة 12 ساعة.
- استعمال بخار الماء الناتج من غلاية لمدة 1 - 2 ساعة.
- استخدام أفران كهربائية على درجة 70 درجة مئوية لمدة ساعتين مع التقليب المستمر وهي أفضل الطرق.
- حفظ وتخزين الشرانق:
تتعرض الشرانق عند حفظها إلى التلف والتعرض للإصابة بالعفن والرطوبة والنمل والعتة، كما تتغذى الفئران على العذارى بعد فتح الشرانق؛ ولذلك يجب حفظ الشرانق في أماكن جافة نظيفة وجيدة التهوية فتوضع في أكياس من الخيش أو القماش ومعها كمية مسحوق مبيد النمل حتى يتم بيعها.
طرق الوقاية من الأمراض فمن أبرزها:
1 - تنظيم درجات الحرارة والرطوبة في أماكن التربية مع التهوية اللازمة، حيث يظهر أن هناك علاقة بين انتشار المرض وزيادة درجات الحرارة والرطوبة عن المعدل المطلوب.
2 - مراعاة النظافة التامة والشروط الصحية اللازمة أثناء تربية الديدان مع ملاحظتها وعزل المريض منها باستمرار وإعدامه مباشرة.
3 - الحصول على بيض سليم مختبر من أماكن موثوق بها.
4 - عدم تغذية اليرقات على أوراق توت غير منتظمة أو كبيرة في العمر مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض.
5 - عدم ازدحام اليرقات في أماكن التربية مع التخلص من اليرقات المصابة بالحرق.
6 - تطهير البيض بوضعه 15 دقيقة في 30% رابع كلوريد الخليك ثم الماء.
منقول للافادة