تجليات نصف الراتب..
هذا كاتب يطل علينا بحلول يخفف معاناتنا ، ويملأ امعدتنا ، بما يتناسب مع نصف الراتب فالحياة تبدو اكثر جمالا واستمتاعا مع النصف..!!
1- صف سيارتك في الكراج أو أمام منزلك، وانس تماما أن لديك سيارة، فمصروف البنزين لا مزاح فيه يا مواطن.
وعليك بالمواصلات العمومية، رغم ما ستعانيه من قلة ذوق سائقي العمومي، ومن تهديد لحياتك، ومن سوء الحظ إذا حُشرْت بين راكبين في سرفيس عمومي!
2- أعد الاعتبار إلى طبق (المجدّرة) العريقة، فالمجدّرة باعتراف خبراء التغذية غذاء كاملا إذ ترتبط النشويات والبقوليات فيها برباط الأخوّة والمحبّة.
لكني لا أنصحك بتناول هذا الطبق أكثر من أربع مرات أسبوعيا، حتى لا تصاب ب(صدمة المجدرة)، ولا تنفر منها مستقبلا.
ويمكنك على سبيل التغيير وخداع العقل أن تتمتع بنقع الحبوب الناشفة مثل اللوبياء والبازيلاء والفاصولياء.. وتأكلها بدلا من المجدرة.
كن واثقا أنّ الحبوبيات ستنقذك، فهي ذات فائدة جمة، وهي أرخص الموجود في السوق!
إذا كنت من محبّي شرب المياه المعدنية، فاعلم أنك لست بحاجة لها بعد اليوم.. ليس لأنك لا تعلم مدى صدقية الرقابة الصحية على تلك المياه!
كن عمليا، قم بغلي الكمية التي تريد من الماء ثم اتركها تبرد، واشرب بعد ذلك هنيئا مريئا. لماذا بعزقة ثلاثين أو أربعين درهم شهريا؟
ألا تعلم أن المبذرين إخوان الشياطين!
3- إذا كنت من قراء الصحف، فلا داعي لاستمرارك بهذا السلوك الشرائي المرضي، فصحفنا فقدت صلتها بالمواطن منذ زمن طويل، ولا تجرؤ على قول (نصف لا) لأي مسؤول، لذا لن تجد فيها ما يروي ظمأك في هذا الظرف العصيب.
وإنك إذا قرأت صحيفة اليوم وصحيفة قبل شهرين فإنك لن تميز الجديدة من القديمة.
وَفّر ثمن الصحف وضعه في جيبك يا مواطن!
4- حسّن علاقتك بجيرانك، واصلح معهم إذا كنت مخاصما، فالجيران في الزمن الجميل كانوا يتهادون ما يطبخون وما يعدون من حلوى..
ويتضامنون معا، ويواسون بعضهم بعضا، ويحبّون بعضهم بعضا!
فعسى أن يعود الزمن الجديد في محنة الرواتب المقطوعة، فهذا ديدن المحن على مر التاريخ يا صديقي..
5- توجه إلى الله بالدعاء وبالصلاة، فإن الله حاضر بالفعل في أي مشهد بشري، وفق قوانين كونية مرئية وغير مرئية.
واصمت كثيرا!
فالصمت هي اللغة التي يتحدث بها الإنسان مع الله. لغة الخالق هي الصمت، فالخالق يخلق بصمت، ويمنح بصمت، ويقتصّ بصمت، ويغيّر الموازين بين البشر ويعدّلها بصمت.
طوبى للصامتين!
6- مارس التأمل والصمت لفترات طويلة. واذهب إلى أعماق الجبال الجميلة لتتأمل ولتصمت. أثناء صمتك وسط الجبل وحيدا ستتوازن، وستسمع أصواتا لم تسمعها من قبل! تلك الأصوات الباطنية والكونية ستعينك على مواجهة التحدي الجديد، فتمنحك حلولا لم تكن لتخطر لك على بال من قبل، جَرّب!
وتذكّر أن الجبل موجود من أجل مساعدتنا، وأنه قابع منذ مئات السنين بلا كلل وبلا ملل من مشكلاتنا البشرية، ي وأنّ أصعب الأمراض النفسية يمكن شفاؤها في عمق أحضان الجبل بتنشق هوائه، وبالإمكانية التي يفتحها لك لتتوحد مع المصدر الواحد للخلق وللكينونة، ذلك التوحّد الذي يمدك بقوة هائلة!
7- مع زوجتك أو صديقتك..
إياك أن تدبّ فيك النخوة، فتدعوها إلى مطعم غال أو إلى مقهى غال، فإنك إن وطأت قدماك وقدماها أحد هذين المكانين، فقل سلاما يا نقودي!
واعلم أن كأس الشاي في المقاهي تقريبا 10 درهم أي ثمن علبة شاي ونصف، أي نحو 150 ميدالية شاي يا مواطن!
9- مع أطفالك..
إياك أن تأتي على سيرة الألعاب، أو تمر بالقرب من محال بيعها، وصمّم من الآن خريطة سير جديدة لك ولأطفالك في شوارع المدينة.
أما إذا اقترحوا عليك أن تأخذهم إلى الملاهي.. فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واجعلهم يستعيذون أيضا، وشَمّر عن ساعديك وانزل لتلعب معهم في الحارة، فتكفّ شرهم عنك، وتريهم وتثبت لهم أن أباهم رافع رأسهم وجالب قوتهم، يلعب معهم بكامل وعيه، وبكامل ابتسامته، في الشارع!
8- في المنزل..
أطفىء الأضواء ما استطعت..
فإنك بذلك توفر كهرباء، وتطرد حشرات، وتنام مبكرا، وتتمتع بالصمت!
بلى.. تتمتع بالصمت!
تلك.. كانت نصائحي العشر أيها القارىء العزيز، حتى يقضي الله امرا كان مفعولا!