سلوة للروح من سالف الأزمان عهدتك
وفي مفترق حيرة أنوء بوجعي نحوك
أقاسمك رغيف الهم وأهديك بقايا الشوق
وحين رحيلك عني.. يصقلني العراء
ويذهب عني وقار البهاء
لذا يا صديقي.. لا تفعل
قوة عند الشدائد أرتجيتك
تشد على ضعفي بحبال مروءتك
ليكون همي حينها وهما راحلا
وذات افتقاد.. أصير جسدا
يبحث عن أشلاء روح تاهت في ممرات الخذلان
أنت تخذلني.. لا تفعل
تثيرني أسئلتك
تستفزني مشاكسات جنونك
أضجر أحيانا وأتململك
وحين غيابك تنهشني مخالب الوحدة
أتوه في عالم غريب.. ولا أجدني
وأحلم أن أكون وجنة لصفعات حكمتك
وأعود وأرتجيك.. لا تفعل
أكون معك مثل ريشة صغيرة
أتهدهد بين أهداب احتواءك
أترقرق في ندى وعذوبة أحاديثك
أدرك ساعتها أن لا شيء في الوجود
يغنيني عن لحظة دفء بين أكناف ودادك
فأمد بدلو فتاتي إليك
وحين تشيح عني بحنانك.. أعود عارية إلا من اليأس
أنت صديقي.. لا تفعل
ألم يعلموا أنك هبة من رب العباد
تصوّب سهام النصح نحو السداد
ألم يعلموا أن فنون وفائك تورث النبل للقلوب
وتورق كرما فوق رخامة العطاء
ألم تدرك أن رحيلك موت
وأن الحياة دونك فناء
أأهون عليك..؟ لا تفعل
حين تثقلني تباريح الفراق
وأعوم غرقا في أعماق هول الأرق
فــ تلوح بنأيك في بيداء مواساتي
لأجوب أوتاد البرازخ
بحثا عن مضجع يحتوي سكرة سهدي
مسلّمة النفس قربانا لقسوتك
أيرضيك موتي..؟ لا تفعل
عذيرك يا رفيق العمر
ربما أكون قد تجاوزت في النطق
وتسربلت في أغوار العتاب بلا توقف
وتاهت أفنان عطاءك في غابات احتياجي المكتظة بالعطش
لا تلوم القلب ساعة حنين
فأويقات الحوج غوية.. تسلكني للهزيع العابث من المراغب
لأنشر لمحاسن بوحك أذناي
وأتجرأ بدنائة النفس لرشفة طيب من نفحات أنسامك
سأنحني مطأطئة رأسي
مستجدية من بحر كرمك موجة غفران
فلا تدفن تبتلي بأعفار الخذلان
أقرّ بأنك نزيه.. لا تفعل..!