اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 زيدوني حقداً ... زيدوني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دلع المنتدى

دلع المنتدى



زيدوني حقداً ... زيدوني  Empty
مُساهمةموضوع: زيدوني حقداً ... زيدوني    زيدوني حقداً ... زيدوني  Icon-new-badge15/8/2011, 16:36


زيدوني حقداً ... زيدوني



أما وقد عايدت أحبّتي وأصدقائي، فاسمحوا لي بأن أكون مُنصفة وأعايد هذه المرَّة أعدائي. فللأمانة، أنا مدينة لهم بكثير من نجاحاتي وانتشاري. ولا يفوتني في بداية هذا العام، أن أتوجه بالدعاء إلى اللّه، كي يحفظهم ويُبقيهم ذخراً لي، للأعوام المقبلة. فالأديب الذي لا أعداء له، هو أديب سيئ الحظ. إنه كاتبٌ غير مضمون المستقبل، لأنه فاقد وقود التحدِّي. وأنا المرأة الكسول بطبعي، التي تُصدر كلّ أربع سنوات كتاباً، أحتاج إلى أعدائي كي يتسنَّى لي الردُّ عليهم بمزيد من الكتابة. فالكاتب، كما تقول غادة السمّان، يزداد ازدهاراً عندما يُهاجَم. لــذا تَعتبر غادة استمراريتها انتقاماً من محترفي إيذائها. فبفضل أحقادهم، اضطرت إلى إثبات حضورها أربعين مرّة، بعدد كتبها. ذلك أنّ الكاتب لا يردُّ على الشتائم بمثلها، ولا على الأحقاد، بما يُماثلها من ضغائن ومكائد. فليس من عادة الكبار أن يهاجِموا، وإن هُوجموا لا يردُّون. وهذا حتى عند الحيوانات، حيث يهجم الكلب الصغير دوماً، على كلبٍ ضخم يُصادفه، ويظلّ يحوم حوله قافزاً متحديّاً إيّاه بالنباح، درءاً لبطشه وخوفاً من ضخامته.
لكنني، خلال سبع عشرة سنة، قضيتها في باريس، أتقاسم الشوارع مع الكلاب الباريسية، لم أشهد مرة كلباً من سلالة “بول دوغ” يردُّ على “كانيش” صغير، يترك سيدته ويركض نحوه لمنازلته.
صحيح أنني تمنيت لو كان لي أعداء شرفاء أكبَرُ بهم، بقدر ما يكبرون بي. فالعدو الكبير، حسب أدونيس، هو أيضاً صديقٌ. ولكن ليس هذا زمن الكبار على ما يبدو، ولا زمن المعارك النبيلة. ولستَ أنتَ مَن تختار أعداءك، بل هم من يختارونك، حسب أهمِّيتك ووصوليّتهم. فأسهل من إنفاق أعوام في كتابة عمل كبير، تفرُّغك لشتم كاتب كبير، تتقاسم فوراً جهده إعلامياً. فبالتشهير به تصنع شهرتك، وعلى منصّة اسمه تتسلّق أغلفة الكتب والمجلات، لتسوّق اسمك.
وبتلويث قلمه تُلمّع قلمك، عساه ذات يومٍ يفقد صوابه، فينزل إلى مستنقعٍ لمنازلتك. وعندها، حتى وإن انتصر عليك، سيخرج ملوَّثاً بالوحل. ومن هنا جاء قول أحد الحكماء: “لا تُجادل أحمق أو جاهلاً، فلا يعرف الناس الفرق بينكماء”، (وفي إمكاننا تغيير الصفتين السابقتين، بما يُناسب من صفات). أمّا المتنبي العظيم، الذي أدرك قبلنا، أنّ النجاح فعلٌ عدائي، وخَبِر من خصومه كلّ أنواع الدسائس، عبثاً استدرجه شعراء عصره، للردّ عليهم، طمعاً في اقتسام جاهه، فقد ترك لنا في قوله:
“وأتعبُ من ناداكَ مَن لا تجيبُه
وأغيظُ من عاداك من لا تُشاكل”

إحدى حكمه الجميلة، في إغاظة الأعداء بتجاهلهم. وهي نصيحة نجدها في قول ابن المعتز:
“اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله”

ذلك أنّ “الحسد داءٌ منصفٌ، يفعل في الحاسد أكثر مِن فِعله في المحسود”.
كلامٌ يؤكده الطب، حيث أثبتت الأبحاث، أنّ المشاعر السلبيّة، كالعدائيّة، والضغينة والكيد، يمكن أن يكون لها تأثيرٌ تراكمي في الجسم، بمرور الوقت، قد يوصل البعض إلى ارتياد العيادات النفسيّة. فهي توذي أصحابها ويصبحون عُرضة للوقوع ضحايا لأمراض القلب والسكتات الدماغية. والذين لديهم شخصيات حاقدة وشرِّيرة، لا يُعمِّرون طويلاً، فوحدها الأحاسيس الجميلة، والنوايا الحسنة، تطيل الحياة.
ذلك أنّ الحاقد، وهو يستشيط كيداً، ينسى أن يتمنى الخير لنفسه، لفرط انشغاله بتمني الشر لعدوه، لكونه، حسب الإمام على (كرّم اللّه وجهه): “يرى زوال نعمتك نعمة عليه”، غير منتبهٍ لِمَا يلحقه بنفسه من ضررٍ. وهو ما ينطبق على تلك النكتة، التي تُروى عن جزائرييْن اثنين، محكوم عليهما بالإعدام، سُئلا، حسب العادة، عن أُمنيتيهما الأخيرتين، قبل إعدامهما. فأجاب الأول “أُريد رؤية أُمي”، وردَّ الثاني “أُريد أن لا يرى أُمه”.


أحلام مستغانمي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر قديسات ابو صهيب

عمر قديسات ابو صهيب



زيدوني حقداً ... زيدوني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زيدوني حقداً ... زيدوني    زيدوني حقداً ... زيدوني  Icon-new-badge15/8/2011, 21:46

السلام عليكم
تحيه عطره دلع
دائما مايصنع التحدي الابطال والعظام ...
فالذي لا يحاول تجاوز الصعاب والعقبات ويهرب ويستكين فسوف يبقى بين الحفر...
ومن يقبل التحدي وتكون العقبات والعراقيل حافزا له فسيكون على اعلى القمم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دلع المنتدى

دلع المنتدى



زيدوني حقداً ... زيدوني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: زيدوني حقداً ... زيدوني    زيدوني حقداً ... زيدوني  Icon-new-badge15/8/2011, 21:55

هلا عمر دائما منور مواضيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زيدوني حقداً ... زيدوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قسم الشعر و الخواطر-
انتقل الى: