اختلطت الأصوات
وتعالت الضحكات في أحد المجالس النسائية
ذلك أن ّ إحداهن ّ تصدّرت المجلس فبدت كمهرِّج
فلانة ٌ ثوبها مُضحك
وذوقها سيء
وفلانة ٌ مشيتها كذا وكذا
أمّـا تأتأة ُ لسانها فهي العجب العُجاب
تجمّع الشباب وصوت ُ قهقهاتهم يـهز ّ المكان
لأعجب
ففي هذا المجلس
فلان المشهور بتقليد الأصوات والحركات
ففـلان الأعرج مشيته كذا
وفلان ٌ الأحمق صوته كذا
وذاك أقرع .وذاك جبان , و .....و .....!
همـا صـورة لما يدور في كثير من مجالس الرجال
وأكثر النساء ممّـــن غلبت عليهم الغفلة
واستـحـوذ عليهم الشيطان
وضعُـف في قلوبهم مراقبة الرحمن
هــؤلاء هـــم أكلوا لـحُــوم الـبـشـر
إنـــهـم الـمُـغـتــابُـــــون
الذين قال فيهم جل ّ وعـلا
أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً فكرهتموه
فيا أيها المغتــاب
هذه همسـة ُ مشفِقة ونصيحة ُ مُـحِـبة ّ
أيهــــا المُـغـتــــاب
إنِّـي أُخـاطِب ُ فيك إيمانك بالله القـائـل جل ّ في علاه
مـايـلفـظ ُ من قول ٍ إلا ّ لديه رقيب ٌ عتيد
والقـائـل
أم يحسبُون أنّـا لانسمع ُ سرّهم ونـجـواهم . بلـى ورُسُلنا لديهم يكتُبُون
وأُخاطبُك بـقـول ِ مـن ْ ارتضيته ُ نبيا ً ورسولا ً
إن ّ العبد َ ليتكلم بالكلمة ِ ما يتبيّن ما فيها
يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب /مسلم
والقائل
وهل يكب الناس ُ في النار ِ على وجوههم إلاّ حصائد َ ألسنتهم
فـاتّـقِـوا اللهّ
ولا تجحدوا نعمة اللسان والبيان
صـُـــنوا ِ الـنِّـعـمـة وارعوها .
واشـكـروا مـن ْ تـفـضّـل ووهـب
قـيِّـدوا ألسنتكم بلجام الشرع
ولا تـُـطلقوها ُ إلا ّ فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
بل إن ّ جوارح الإنسان كلها مرتبطة ٌ باللسان في الاستقامة أو الاعوجاج
قال صلى الله عليه وآله وسلم
إذا أصبح ابن أدم فإن ّ الأعضاء كلها تكفر اللسان
أي تخضع له فتقول
أتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا
وإن اعوججت اعوججنا
يا من ترجو رضى الرحمن
أو َ ما تعلم أنك بلسانك تتقرب إلى أرحم الراحمين
أُذكر ربك بلسانك وجنانك تكسب الحسنات والثمرات
وتكُـفّـه ُ عن الزلاّت
ثقِّل ميزانك وتحبب إلى الرحمن
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اغرس بساتين في الجنان
سبحان الله العظيم وبحمده
اكسب ألف ٌ من الحسنات في دقائق ولحظات
سبحان الله مئة مرة
قال تعالى
ولا يغتب بعضكم بعضا أيُحب ُّ أحدكم أن يأكل َ لحم َ أخيه ِ ميْتا ً فكرهتُموه
ارعني سمعك
يقول صلى الله عليه وآله وسلم لما عُرِج بي مررت ُ بقوم ٍ لهم
أظفار من نحاس يخمـشُون
وجوههم وصدورهم .. فقلت ُ
من ْ هـؤلاء ِ يا جبريل ؟
قال هــؤلاء ِ الذين يأكلون لحوم الناس ويقـعـُـون في أعراضــهـم
فالأمـر ُ جِـد ُّ خـطِـيـــــر
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح ٌ منتنة
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أتـدرون ماهذه الريح ؟
هـــذه ريـــح ُ الذيـــن يـغـتـابُـون المـؤمـنـيــن / رواه أحمد
ينادي حبيبك صلى الله عليه وآله سلم فأنـصِـت
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه
لاتغتابوا المسلمين , ولا تتبّعُـوا عوراتهم
فإنه من ْ تتبّـع عورة أخيه المسلم تتبّـع الله عورته
ومن تتبّع الله عورته يـفـضـحـه ُ ولـو في جـوف ِ بيته .الألبانى
بـِـربِّـك
ألا يـقـشـعِـر ُّ بـدنُـك َ لِـهـول ِ ما سـمـعـت
ألا تذرف ُ عيـنـيـك َ علـى ما اقــتـرفـت
ألا تنادي مِـن أعمـاق قلبك ِ
ربى
تُـبـت ُ وأقلعت
يامن ْ سرى حب ّ الإسلام في عروقك
ينادي ربك ومولاك
وتُـــــوبُـوا إلى الله جميـعــــا ً أيها المؤمنون
فأقبِــــــل يُـقـبِـل ُ الله عليك
أقـــلـــــــع
وانـــــــــدم
واعـــــزم
وتـحـلّـل
واسـتـغـفـر وإليك البشارة
إلا ّ من ْ تاب َ وآمن َ وعمِل عملا ً صالحا ً فأولئك َ يُبدِّل ُ الله سيئاتهم حـسـنـات
يرعاكم الله
احذروا سوء الظن ّ فإنه غيبة ُ القلب
واعتزلوا مجالس الثرثرة
وقـاطِـعوا مجالس السخرية , والاستهزاء والاحتقار
وتبروا من مجالس الإفك . ومجالس الطعن
وطُـوبـى لمن كان مفتاحا ً للخير
وويـل ٌ لمن كانت مفاتيح الشر على يديه