ابن التلميذ
هو أبو الحسن هبة الله بن الغنائم، المعروف بابن التلميذ ، على اسم جدّه لأمه ، نشأ في أسرة أدب وثقافة ، وكان أبوه طبيباً وجده لأمه طبيباً كذلك ، وأكثر أهله كتاباً. تعمق بالعربية وبرع في علومها شـعراً ونـثـراً، وتبحر بالفارسية والسريانية ، يضيف إلى ذلك معرفة المنطق والفلسفة والأدب والموسيقى ، فضلاً عن الطب. استدعاه الخليفة المقتفي لأمر الله إلى بغداد وجعله رئيساً للحكماء، وبقي في مهمته حتى وفاته في صفر من عام 560 هـ .
في مجال الطب أجمع المؤرخون على القول بسعة علم ابن التلميذ، ودقة نظره، وحسن معالجته، وقوة فراسته، وصحة حدسه. وذكر من مصنفاته بضعة عشر كتاباً أشهرها: (الاقراباذين الكبير). ومن تأليفه (المقالة الأمينية في الأدوية البيمارستانية) ، واختصار كتاب (الحاوي) للرازي ، و (الأشربة) لابن مسكويه ، واختصار شرح جالينوس لكتاب فصول أبقراط. وله شرح مسائل حنين ، وحواش على قانون ابن سينا، ومقالة في الفصد... فضلاً عن آثاره كان لابن التلميذ مجالس يعقدها لتدريس الطب، فيحضرها عدد كبير ممن تخرجوا على يديه