غزوات لم يحدث فيها قتال بين المسلمين و أعدائهم
الغزوات التي وقعت بين المسلمين و الكفار و شارك فيها رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و لم يحدث فيها قتال هي حسب تسلسلها الزمني كالتالي :
1. غزوة قرقرة الكُدْر :
قرقرة الكدر ناحية بين المعدن و المدينة يسكنها قبيلة بني سلم حيث بلغ النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنَّ القبيلة المذكورة تتهيّأ للهجوم على يثرب فخرج ( صلى الله عليه و آله ) بنفسه لتأديبهم ، إلاّ أنّهم تفرقوا
2. غزوة ذي أمّر :
ذي أمّر وادٍ بطريق المدينة ، و قد جرت هذه الغزوة عندما أعدّت قبيلة غطفان هجوماً على المدينة ، فخرج الرسول ( صلى الله عليه و آله ) لمحاربتهم ، و لكنّهم فرّوا و هربوا .
و من أحداث هذه الغزوة أن أحد الكفار أراد إغتيال النبي ( صلى الله عليه و آله ) و هو مستريح تحت شجرة في وادي ذي أمر إلا أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) تمكّن من السيطرة عليه بفعل معجزة إلهية ، فأسلم الرجل .
3. غزوة حمراء الأسد
وقعت هذه الغزوة بعد معركة أحد بأيام فهي في الواقع تكملة لمعركة أحد ، حيث أن معركة أحد وقعت في يوم السبت السابع من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة ، و غزوة حمراء الأسد وقعت في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة ذاتها .
و سبب هذه الغزوة هو أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) لمَّا علِم بنوايا العدو بمعاودة الهجوم على المدينة استغلالا لحالة المسلمين و لما لحق بهم من الأذى و الضرر ، و حسب تقدير العدو فإن المسلمين ليس لديهم الاستعداد للدفاع عن المدينة ، و إن هو داهمه فسوف يقضي عليهم .
لكن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أفشل خططهم و باغتهم ، حيث أته ( صلى الله عليه و آله ) أمر بملاحقة العدو في نفس تلك الليلة ليرهب العدو و يلقنه درساً لا ينساه ، فخرج الرسول ( صلى الله عليه و آله ) مع المسلمين إلى " حمراء الأسد " مخلفاً على المدينة ابن أُمّ مكتوم .
و أفلح الرسول ( صلى الله عليه و آله ) بإرهاب العدو و صرفه عن مهاجمة المدينة مرّة أُخرى .
4. غزوة دومة الجندل الأولى :
دومة الجندل منطقة خضراء كثيرة المياه تقع بين تبوك و المدينة المنورة و تبعد عن الشام 50 فرسخاً ، كما تبعُد عن المدينة 10 أميال .
خرج الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في ألف نفر من المسلمين إلى هذه المنطقة في بعض أيام شهر ربيع الثاني من السنة الخامسة للهجرة ، و ذلك بعد أن تلقى أخباراً عن ظلم أهالي هذه المنطقة للناس و التجار ، و بعد أن علم بعزمهم على الإغارة على المدينة ، لكن الأهالي تركوا منطقتهم و هربوا منها عندما علموا باقتراب المسلمين منها ، فأقام بها النبي أيّاماً ثمّ عاد إلى المدينة في العشرين من شهر ربيع الثاني دون حدوث قتال .
5. غزوة الحديبية :
السابق ذكرها
6. غزوة تبوك :
هي آخر معركة اشترك فيها الرسول ( صلى الله عليه و آله ) حيث أنه لم يشارك بعدها في أيّة معركة أو غزوة .
و قصة هذه الغزوة هي أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لمَّا علَم بأن إمبراطور الروم قد أعدّ قوّة عسكرية عظيمة لمهاجمة المسلمين ـ تحسباً لخطرهم المستقبلي على الدولة الرومانية ـ قوامها أربعون ألف فارس معززين بأحدث الأسلحة و المعدات ، و كان جيش الروم قد تقدم إلى منطقة البلقاء ، لذلك أمر النبي ( صلى الله عليه و آله ) عندها المسلمين بالاستعداد لمجابهة جيش الروم ، و رغم أن الظروف لم تكن موافقة لمثل هذه الغزوة حيث أن الحرارة كانت شديدة و كان المسلمون يعانون من الجدب ، و رغم كل ذلك فقد شارك ثلاثون ألف من المسلمين في هذه الغزوة ، و نظراً لما لقيه الجيش الإسلامي في طريقه من المتاعب سُمِّيَ بجيش العُسرة ، إلا أن هذه الغزوة كان لها درواً كبيراً في تمييز المؤمنين من المنافقين ، و المجاهدين الصادقين من الجبناء المتقاعسين و كشف عدد من المنافقين .
و في مطلع شهر شعبان من السنة التاسعة من الهجرة وصل الجيش الإسلامي إلى أرض تبوك ، لكن المسلمين لم يجدوا أثراً لجيش الروم و ذلك لأنه كان قد انسحب إلى داخل بلاده مفضلاً عدم مواجهة المسلمين و معلناً حياده تجاه المسلمين و ما يجري على أرض الإسلام .
7. غزوة دومة الجندل الثانية :
أرسل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لدى رجوعه من غزوة تبوك قوة من المسلمين إلى رجلٌ مسيحي يُسمَّى " أكيدر بن عبد الملك " كان يحكم منطقة دومة الجندل ، فتمكن المسلمون من السيطرة عليه و أحضروه إلى الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، فأعلن خضوعه و قبل دفع الجزية و البقاء على دينه ، و كتب عهداً بذلك ، فصالحه الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و أهداه ، ثمّ أوصله إلى بلده بحراسة خاصة .