تقضي طريقة التفكير الايجابي ان ننظر دائما إلى نصف الكأس الممتلئ، ونغرق ألفاظنا بالتفاؤل، ونستبعد الألفاظ السلبية ولا نكررها او نلقى لها بالا لئلا تأخذ حيزا من تفكيرنا وبالتالي تصبح واقعا في حياتنا... فالإنسان تصنعه بيئته، ومخزونه المعرفي المتراكم هو الذي يصقل شخصيته، وخبراته اليومية تشكل أسلوب ونمط تفكيره وطريقة حياته. على عادة الغالب من الاردنيين نفتح التلفاز صباحا لنرى الاحداث الجديدة، ثم نبدأ يومنا بتصفح الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية، ومن خلال عينة شبه عشوائية للمقالات المنشورة على المواقع الالكترونية – بعد ان قررت استبعاد الاخبار والتركيز على المقالات لاني وببساطة لم اجد في الكأس قطرة ماء- قرأت عدة عناوين منها؛ فساد شعبي متوارث، حكومة صرعات، لصوص بملابس شرفاء، حكومات عربية تصنع الاكفان لشعوبها، الشعب السوري كسر الخوف، معاناة المواطن في البحث عن تامين ضد الغير، المواقع الالكترونية بين المطرقة والسندان، الفان قطرة دم واخرى ستلحق، الى من يعاني اليوم غد فجر آخر، سوريا السلاح والدم والقيادة، اباطرة الفساد في الجامعات، فوضى السياسة والمؤسسية.... وهذا غيض من فيض. ويسأل البعض لماذا لا ينظر الاردنيون الى نصف الكوب الممتلئ ولماذا يعرف الاردني بأنه " مكشر " فلا نرى الابتسامة مرسومة على وجهه بل تظهر خطوط عرضية على جبهة ابن السبع سنين، حاولت تبرير ذلك استنادا على نظرية التفكير الايجابي و نصف الكوب الممتلئ فقلت ان الخطوط العرضية تدل على التركيزالجيد ودليل ذلك اننا اذا اردنا ان نركز على كلمة ما وضعنا تحتها خطا، وكلما زاد الخط ليصبح خطين او ثلاثة دل ذلك على الاهمية والتركيز الاشد، وحاولت تبرير الخطوط الطولية بين الحاجبين على انهما هلالين او قوسين مكتوب في داخلهما " انا مبسوط ومتفائل" لكن هذه العبارة لا ترى بالعين المجردة وهي بحاجة الى ميكرسكوب الكتروني لرؤيتها. نحن شعب والحمد لله نعيش في بحبوحة فلا يوجد لدينا فساد اداري او مالي ولا جهوية وفئوية او عنصرية بغيضة ولا واسطات ومحسوبيات وصحيح ان مديونية بلدنا تعد ضخمة ( 17 مليار) ولكنها في جيوب الشعب واذا ما رغبنا سنسددها بطرفة عين ولكن كما يقول المثل الشعبي " الدين حمول الرجال". اذا رغب أي مواطن بالعلاج فمتوفر للجميع مجانا دون استثناء ولا صحة لمن يقول ان الواحد لو باع نفسه وكل ما يملكه ليسدد فواتير العلاج في المستشفيات... فلن يكفي ذلك، واذا ما رغب الواحد منا بتعليم ابنائه فمتوفر ايضا مجانا وللجميع دون استثناء..... حكوماتنا لا تجبي الضرائب من الشعب ابدا وبالمقابل تمنحنا كل شئ وعكس العبارة خطأ فادح... ولا صحة لمن يقول ان الحكومات تعتبر تركنا بالعيش فوق ثرى الوطن دون اية خدمات منحة عظيمة. حكوماتنا واداراتنا تيسر سبل الاستثمار لكل مواطن ومن يرغب في اقامة مشروع فالكل يرحب به ولا ضرائب ولا عوائق ولا روتين ولا بيقراطية ولا شئ تحت الطاولة او من جانها فنحن شفافون لابعد الحدود. حكوماتنا بريئة جدا ولا صحة لأي ادانة وان وجدت فمجلس النواب- المنتخب ديمقراطيا بطريقة حرة ونزيهة - كفيل بتبرئتها بالاغلبية. وعلى نظرية التفكير الايجابي نحن مبتسمون متفائلون على عكس الشائعات التي تصفنا باننا شعب مكشر ولينظر كل واحد منا الى كأس الماء فلم يعد نصف كوب ممتلئ بل اصبح الكوب ينضح بالماء.