فرصة لا تعوض للصفاء الروحي والتواصل الإيجابي
رمضان دعوة سنوية مفتوحة لحسن العشرة والدفء الأسري
\
شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتنمية العلاقات وتمكينها بين أفراد الأسرة وخاصة الأزواج، وذلك بالانسجام الروحي المفعم بالإحساس العاطفي الصادق بينهما، وبروح التسامح، وحسن الظن، وصدق التعاون، فعلى هذا ينبغي على الزوجين أن يجعلا رمضان منطلقاً للسرور والابتهاج، والإقبال على الحياة، وأن يقضيَاه على أحسن وجه، مبتهجين مسرورين بهذا الضيف الكريم، يقتديان ببيت النبوة الذي كانت تظلله المحبة والمودة والأنس.
فيجب أن تشهد العلاقات داخل الأسرة تغييراً إيجابياً خلال هذا الشهر الكريم، لأن رمضان نقطة التقاء للأسرة، خاصة الزوجين، فهما يصومان معاً، ويفطران معاً، ويؤديان العبادة معاً، فيرفرف عليهما جو من الصفاء الروحي، تذوب فيه كثير من الخلافات الزوجية المتراكمة طوال العام، وكل هذا يساعد على تعميق الحب والود بينهما.
مظلة الطاعة
وليس هناك أجمل من أن يلتقي الزوجان تحت ظل عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم فتتجدد علاقتهما بالله عز وجل، فتذوب عندها كل الخلافات والمشكلات، وتحل مكانها علاقة الألفة والود والإحسان، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الخلافات الزوجية تقل كثيراً في شهر رمضان، بسبب العوامل الإيمانية والروحية والنفسية الموجودة في هذا الشهر المبارك، وهذا يساعد على وضع النموذج الراقي للمعاملة الزوجية والعلاقات الأسرية، انطلاقاً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعن أم المؤمنين السيد عائشة رضي الله عنها قَالَت: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأََهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)، الترمذي.
وأما الأزواج الذين يحرمون أنفسهم من هذا العطاء الروحي والنفسي في شهر الصوم لهم أبعد عنه في غير رمضان، والزوج الذي يتذرع بالصوم في استثارة غضبه، ويتعامل مع زوجته بعصبية وغضب وكلام لا يليق، فلا شك أن هذا سلوك يخالف حكمة الصوم وهدفه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، فإنه لي، وأنا أجْزِي به، الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذ لقي ربَّه فرح بصومه).
الصوم الحقيقي