اسماء كتاب القصة القصيرة في الاردن
شارك كتاب القصة الأردنية القصيرة إبان هذه الفترة في إثراء الحوار الدائر حول الحداثة باعتبارها حركة ترمي الى التجديد ودراسة النفس الانسانية من الداخل معتمدة في ذلك على وسائل فنية جديدة، وطبقوا في قصصهم سماتها الايجابية وهي:
الديمومة التي تعني ان يعيش الشعور زمن الموضوع، بحيث يتماهى زمن الموضوع على زمن الشعور في وحدة واحدة.
التنبؤ الذي يدفع لرؤية ما لم يوجد بعد، بل يفهم كشيء ما سيوجد إن عاجلا أو آجلا، الرؤية التي تدفع بالمبدع إلى السير نحو الطرق غير المعروفة لديه.
الخلق: وهو إنتاج شيء جديد مختلف بطريقة مطلقة عن بقية الأشياء، وهو يأتي بالمفاجئ والمباغت والمطلق واللامشروط، وهو يكون من الممكن الذي يمكن ان يصبح عينيا، فهو خروج وانكشاف الجزء من الممكن بواسطة الوعي.
التصور: وهو حركة يتم بها الاستدلال والتحجيج والتشبيه والتفتيت والتجميع وإعادة التجميع والتأليف. ومن ابرز الكتاب الذين انعكست السمات الايجابية للحداثة في قصصهم: سميحة خريس في مجموعتها: أوركسترا الصادرة عام 1998،وجواهر رفايعة في مجموعتيها القصصيتين: الغجر والصبية 1993 أكثر مما أحتمل 1996، وجميلة عمايرة في مجموعتيها: صرخة البياض 1993 سيدة الخريف 1999، ومحمد سناجلة في مجموعته وجوه العروس السبعة 1995، ورمضان رواشدة في مجموعتيه: انتفاضة وقصص أخرى 1989 وتلك الليلة 1995، وانصاف قلعجي في مجموعتيها: للحزن بقايا فرح 1987 ورعش المدينة 1990، ومحمد خروب في مجموعته: في زمن الفصل 1991.
وكنموذج على استيعاب كتاب القصة لبعض السمات الايجابية للحداثة في قصصهم، نقدم جزءا من مقطع من قصة (اسق العطاش) للقاصة انصاف قلعجي المنشورة في مجموعتها القصصية (رعش المدينة) والتي قسمتها الى 4 مقاطع: (الزمن يتحرك، قوى خفية تحرك الزمن، ينبثق الكون. خلايا مجهولة تتوالد «لعلها التاريخ» من تقاطع خط الزمن السائر من غير منبع الى غير مصب. وخط الكون المنبثق الى أعلى في زاوية قائمة سرعان ما تزول. الخلايا تتفشى وتترك شيئا كالجماجم على حافتي نهر الزمان. يبقى الزمن رغم كل الشوائب صافيا. يسير الزمن ويزيل عن كاهله كل الحمولات التي خلفها التاريخ القذر. خلايا مجهولة تنبض بالنشيد. قوى تحارب ولكن ليست كمرض الايدز. هم فاغرو الأشواق ضد الزمن الجائع اللائب. خلايا تهجم على القبور. موكب الحريق يقترب. يدخل من سياج الحديقة. فوق الشوك. فوق الدم. الحريق يسحبهم. لكنهم رافعو الهامات والقامات. ترى رؤوسهم كأنها السحب الداكنة السائرة مع قمم الجبال البعيدة).