ليلة القبض على الريموت
في رمضان الكريم ترتفع وبشكل غريب أهمية جهاز “الريموت كونترول” ويصبح لوجوده على طاولة التلفزيون أهمية قصوى، بل ويصبح السؤال عنه عادة يومية على ألسنة كل الجالسين في الصالة.
في بيتنا وكما هي بيوت أغلب الأسر العربية نتحلق حول تلفزيون الصالة بمجرد انتهاء الإفطار، ويبدأ السؤال عن جهاز التحكم يأخذ منحى متسارعاً، أين الريموت؟ ثم: عند من الريموت؟ بعدها: من أخفى الريموت؟! وأخيراً مع ازدياد الغضب يكون الصغار المشاكسون فرقة بحث عن الريموت الذي نجده مخبأ بفعل فاعل في مكان ما.
في رمضان يمكن جداً أن تجد الريموت نائماً في وسادة أكثر الأشخاص تحكماً بالتلفزيون، وللغرابة اكتشفت أن هذا الشخص واحد من اثنين إما رب البيت أو الأخت التي تدرس في الجامعة، بينما الأم والإخوة الأولاد وباقي الأخوات يبحثون عنه بلا طائل.
من الممكن أيضاً أن يختفي الريموت لليلتين من الصالة، وعندها يضطر المتفرجون إلى تبديل القنوات دون الاستعانة بجهاز التحكم مع كثير من التبرم والسخط وضيق النفس! أما ظهور ريموت التلفزيون في سيارة الأب أو حقيبة الأخت أثناء مشوار تسوق ليس من قبيل الصدفة البحتة أبداً! يمكن وببساطة أن تجد الريموت بدون بطاريات تشغيل، لأن ابنك الذي يدرس في الصف الأول قرر تشغيل لعبته ولم يجد سوى الريموت لينزع بطارياته!
في بعض البيوت يعد الريموت من الأشياء التي يجب المحافظة على أزرارها بكل الوسائل، حتى لو كانت هذه الوسيلة إلصاقه باللاصق الشفاف “التيب”.
جهاز التحكم السحري المهم جداً في البيت تزداد قيمته مع مسلسلات رمضان، خاصة وأن الإعلانات التجارية التي تستمر خمس دقائق صارت تمثل فرصة لمتابعة مسلسل آخر يعرض في قناة أخرى، ويصبح التبديل بالريموت وخاصة
“باك” التي تعني العودة للقناة الأخيرة واحدة من أفضل الأشياء التي تميز استعمال جهاز التحكم.
الريموت كنترول مثل أي أداة نستعملها بشكل يومي لاستخدامها قواعد وأصول، قرأتها قبل فترة في إحدى المجلات، أبرزها أن تراعي الجالسين بجوارك، فلا تغير القنوات بشكل سريع يمكن أن يسبب لهم الصداع بل اترك لهم برهة من الوقت كي يختاروا هم أيضا ما يريدون مشاهدته. كذلك من المهم أن لا تخف الريموت إذا خرجت من الصالة، فهذا يعني استئثارك وحدك بحق المشاهدة وتهميشك للآخرين، ولأننا في رمضان تجنب وضع برامج الطبخ والناس صائمون !
ومن أهم النقاط بالتأكيد تجنب إخبار الجالسين بقصة المسلسل إن كنت قرأتها أو شاهدتها من قبل، بل اترك لهم حرية الانسجام مع الاحداث، كذلك لا تنتقد ذوق الناس فيما يحبون مشاهدته ..
وغيرها الكثير من النصائح التي يمكن فعلاً أن تغير من أساليب البعض في الاستئثار بهذا الجهاز السحري.