جائزة تزيدنا قرباً
الخميس 11 أغسطس 2011
كرست جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة عشرة، مكانة علمية بنفسها، فيأتيها حفظة كتاب الله عز وجل من كل جهات الدنيا الأربع، وبقاع الأرض، لتلاوة كتاب الله والفوز بشرف المشاركة في هذه الجائزة المباركة، أو حمل لقب من ألقابها وجوائزها.
ولا شك في أن الدعم المباشر الذي تحظى به الجائزة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب المبادرة الخلاقة، والرؤية الإبداعية، أعطى للجائزة زخماً وقوةً وسمعةً دوليةً مرموقةً، فسمعة الجائزة والحمد لله ملأت الآفاق، فها هم المتسابقون من شتى بقاع الأرض يقصدون الجائزة، في تجمع كبير لحفاظ كتاب الله من دول عربية وإسلامية وأوروبية لتلاوة القرآن الكريم والفوز بشرف المشاركة في المحفل الإيماني الكبير، وهنا لابد من توجيه تحية عطرة إلى القائمين على الجائزة الذين عملوا خلال خمسة عشر عاماً على تطوير والعمل على استمرارها وتميزها عاماً بعد آخر، والارتقاء بها لتصل اليوم وهي تحتفل بدورتها الخامسة عشرة إلى الدرجة المشرّفة التي وصلتها اليوم، ففريق العمل القائم على الجائزة يعمل بصمت وجد واجتهاد وابتغاء مرضاة الله والرقي بجائزة تحمل اسم كتاب الله، كما لهم التحية والتقدير بأن جعلوا من أيام شهر رمضان المبارك ولياليه رياضاً يفوح منها عبير الذكر، ومسك الآيات الكريمة، وهي تتلى على ألسنة غضة، تنبض قلوبها بذكر الله ومحبته، ومحبة هذا الدين الذي تنزل رحمة للعالمين.
والمتابع للمشاركين في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم يستوقفه في كثير من الأحيان أعمار المشاركين الذين جاءوا من قارات العالم لنيل شرف المشاركة في الجائزة، وتلاوة آيات الذكر الحكيم هنا على أرض الإمارات، خصوصاً الأطفال منهم الذين شحذوا الهمم وشمروا عن سواعدهم لحفظ كتاب الله، فمنهم من قضى ثلاث سنوات في حفظ كتاب الله وتلاوته استعداداً للمشاركة في الجائزة، ومنهم من قضى أكثر من ذلك، سمعوا عن الجائزة في وسائل الإعلام فتسابقوا للتسجيل في مراكز ومعاهد لتحفيظ القرآن وتلاوته.
ولم تقتصر أيام الجائزة في شهر رمضان المبارك على تلاوة وحفظ القرآن الكريم، بل حرصت أيضاً على استضافة كوكبة من علماء الدين من داخل الدولة وخارجها، من الدول العربية والإسلامية، ولا يستطيع المرء في هذا الشهر الفضيل وأمام ينابيع هذه المعرفة إلا أن يستفيد من هذه الفرصة لينهل من هذه الكوكبة كل ليلة، رحيق المعرفة وهم يقدمون ندوة أو محاضرة، سواء في التفسير، أو في الإعجاز القرآني الذي لا ينتهي، فكل يوم إعجاز جديد، كيف لا وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل أبداً من بين يديه أو من خلفه، بل هو هدى ونور لكل ذي قلب سليم، ومتدبر في خلق هذا الكون الفسيح، وإله خلق وهدى وقدر..
ومع متابعة فعاليات الجائزة يكتشف أيضاً كم نحن بحاجة إلى المزيد من هذه الجرعات الإيمانية الشفافة لكي نزداد قرباً من الله وكتابه.