تصنيف «AAA»
لست متخصصاً اقتصادياً، وإنما أتابع كمستهلك تداعيات أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها أقوى دولة في العالم، على طريقة ما ذهب إليه آلان جرينسبان الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والمعروف بـ”المايسترو” عندما قال إذا عطس الاقتصاد الأميركي أصيب العالم بأسره بالزكام، فكيف الأمر اليوم، واقتصاد أقوى دولة يدخل “غرفة العناية المركزة”؟!.
وقد خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما، ليدافع عن وضع بلاده الائتماني بعد أن خفضت وكالة “ستاندرد آند بورز” تصنيف الولايات المتحدة إلى +AA، مؤكداً أن مشكلاتها الاقتصادية “قابلة للحل”، ولكن تلزمها الإرادة السياسية، وقال إن الولايات المتحدة ستبقى دائماً بلداً بتصنيف AAA، وهو التصنيف الائتماني الأعلى.
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت تراجعاً حاداً واضطراباً في بورصات العالم، وهبوطاً في أسعار النفط الخام، وارتفاعاً كبيراً في قيمة الذهب، بعد أن تملك الرعب المستثمرين بسبب تفاقم المخاوف من الركود بعد خسارة الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني الممتاز، مع توقعات أعلنتها مؤسسة ‘’ستاندارد آند بورز’’ بأن أزمة مالية عالمية جديدة قد تجتاح آسيا بشكل أقوى من الأزمة السابقة، ولا سيما الدول المنفتحة بشكل قوي على الأسواق الخارجية أو التي ما زالت تصلح ميزانياتها بعد أزمة 2008 - 2009 بحسب المؤسسة.
وأكثر ما استوقفني في هذه المتابعة، الطريقة الهادئة التي تعامل بها الإعلام الأميركي مع القضية، والذي ركز في تغطيته على الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين في معالجة هذه الأزمة، مقابل “القصف الإعلامي” الذي تعرض له اقتصاد الإمارات وقضية ديون دبي، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في حواره الإلكتروني مع عدد من الإعلاميين في أبريل من عام 2009. فلم نسمع عن سيارات ُتركت مهجورة في مطارات أميركا، ولا شوارع خالية من البشر الذين غادروها أو مشاريع تم تعليق تنفيذها أو إلغاء الخطط الخاصة بها، وغيرها من صور ذلك “القصف الإعلامي” الذي استهدفنا وتحول إلى آلة لتفريخ الإشاعات، ولكنه لم ينل من عزيمتنا، بعد أن استطعنا تجاوز تلك المرحلة التي أصبحت خلف ظهورنا تماماً، بفضل من الله وبحكمة قيادتنا الرشيدة التي تجلت في طريقة المعالجة الناجعة. وقد انطلقت الدولة، ودبي على وجه التحديد التي ركز عليها “القصف الإعلامي” في برامجها وخططها ومشاريعها. وتواصل الإمارات المضي في توسع لتعزيز الخدمات النوعية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، وترسخ مكانتها كمركز ثقل اقتصادي وسياحي وسياسي في المنطقة، ووجهة مفضلة وأثيرة للاستثمارات العالمية وكبريات الشركات الدولية في مختلف القطاعات الاستثمارية، وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، فإن مؤسساتنا الرسمية والمعنية مباشرة بالقضايا الاقتصادية مدعوة للانفتاح والتعامل بشفافية مع ما يطرح من قضايا لها تأثيرات علينا مباشرة، جراء تداعيات الحالة الاقتصادية الأميركية، للمحافظة على الأجواء الآمنة في أسواقنا، بعيداً عن محترفي “القصف الإعلامي” الذين صمتت مدافعهم عند أعتاب غرفة العناية المركزة التي دخل إليها الاقتصاد الأميركي، والحالة الحرجة لمنطقة” اليورو”!!.