هبوط النفط وصعود الدولار

واصلت أسعار الخام العقود الاجلة للنفط الأميركي خسائرها لتهبط أكثر من دولارين مقتربة من مستوى 73 دولارا للبرميل أمس بعد ان وجه قرار الصين المفاجيء زيادة الاحتياطيات الالزامية لدى البنوك للمرة الثانية في عام ضربة الي توقعات الطلب على الطاقة.
وقال تجار ان هذا القرار الذي أخذ الاسواق على غرة سيبدأ تطبيقه من نهاية الشهر الحالي.
وقال محللون انه ربما يؤدي الي تضييق الائتمان وتباطؤ الانتعاش الاقتصادي.
واعطى النمو السريع والتنمية في الصين -ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم- دعما لاسعار النفط في الاعوام القليلة الماضية.
وواصلت الازمة المالية في اليونان إلقاء بثقلها على الاسواق العالمية غداة قمة بروكسل التي عبرت عن دعم اثينا وانما من دون اعلان اجراءات ملموسة، وهو ما يؤثر بقوة على العملة الاوروبية الواحدة.
وبلغ سعر صرف اليورو ادنى مستوى له منذ 19 ايار ليصل الى 3532ر1 دولار.
وعزا المحللون ذلك الى غياب الاعلان عن حل ملموس في بروكسل في ختام قمة القادة الاوروبين الذين اجتمعوا لبحث الازمة المالية في اليونان وديونها الضخمة. واختصر كينيث برو والتاز داغا من شركة «لويدز تي اس بي» الوضع بالقول ان «الاسواق لم تجد ما يطمئنها في الانقاذ السياسي لليونان الخميس وبقي غموض يلف المبلغ المخصص للمساعدة الضرورية في حال ساءت الامور وتراجع المستثمرون امام شرائح جديدة من الديون العامة».
من جهته، قال نيل ماكينون من بنك الاستثمار الروسي «في تي بي كابيتال» ان «غياب التفاصيل هذا» بشان انقاذ اليونان يفسح المجال امام «خطر تفاقم الازمة في منطقة اليورو وتحولها الى ازمة نقدية».
وقال انه يراهن على اجتماع وزراء المالية الاوروبيين الاثنين «لتصحيح كل ذلك». ورأى ستيوارت بينيت من مصرف كريدي «اغريكول سي آي بي» ان ما تم الاعلان عنه امس يعطي الانطباع «بالقيام بنصف العمل مع ترك السوق في وضع معلق ومتعطشة للمعلومات».
ولاحظ اوليفييه جاكوب من مؤسسة بتروماتريكس ان «قيمة الدولار وتقلباته حول الموضوع اليوناني شكلا محرك اسعار النفط هذا الاسبوع».
وبما ان المواد الاولية مسعرة بالدولار، فانها تفقد جاذبيتها عندما تعود العملة الاميركية الى الارتفاع امام ابرز العملات الاخرى.
ونزلت العقود الاجلة للاسهم الأميركية 3ر0 في المئة لتنخفض 6ر0 في المئة.
وقلص مؤشر يوروفرست لاسهم الشركات الاوروبية الكبرى مكاسبه ليرتفع 3ر0 في المئة الى 58ر993 نقطة. وعززت العقود الاجلة للسندات الحكومية في منطقة اليورو وأذون الخزانة الأميركية مكاسبها بعد الاعلان الصيني.

النفط
هبط الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم اذار 03ر2 دولار الى 25ر73 دولار للبرميل بعد ان سجل عند التسوية في بورصة نيويورك التجارية /نايمكس/ يوم الخميس 28ر75 دولار للبرميل.
وفي لندن تراجع خام القياس الاوروبي مزيج برنت لعقود نيسان 84ر1 دولار الى 28ر72 دولار للبرميل.
وقالت منظمة أوبك ان متوسط أسعار سلة أوبك القياسية واصل الارتفاع ليصل الى 81ر71 دولار للبرميل الخميس من 78ر70 دولار يوم الاربعاء.
وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام.
وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام ميري الفنزويلي واورينت من الاكوادور.

العملات الرئيسية
وسجل اليورو أقل مستوى له في ثمانية أشهر ونصف أمام الدولار بعد أن أخفقت قمة للاتحاد الاوروبي بشأن اليونان في معالجة حالة عدم التيقن بشأن ديون أثينا فيما دفع تشديد الصين لسياستها النقدية العملات عالية المخاطر للانخفاض.
وحدت خطوة بكين لزيادة الاحتياطي الالزامي للبنوك من الاقبال على المخاطرة وسط مخاوف من أن يكبح هذا الاجراء الانتعاش الاقتصادي في الصين.
ودفعت الخطوة مؤشر الدولار الى أعلى مستوى في سبعة أسابيع بينما تراجع الدولار الاسترالي ذو العائد المرتفع على نطاق واسع.
وعرض الاتحاد الاوروبي الخميس تضامنه ومساندته من أجل مساعدة أثينا في احتواء العجز في ميزانيتها لكن افتقار خطة المساعدة لاي تفاصيل أبقى على مخاوف المستمثرين مما وسع الفروق في العائدات بين السندات الحكومية القياسية في اليونان والمانيا التي تعتبر على نطاق واسع أضمن السندات في منطقة اليورو. وزادت المخاوف حول كيف ستتمكن أثينا من سداد خدمة ديونها من تجنب المخاطرة وأضرت باليورو الذي تراجع نحو عشرة في المئة منذ أواخر 2009. وقال محللون ان اعلان الصين المفاجيء فاقم من عمليات بيع العملات عالية المخاطر. وتراجعت العملة الموحدة نحو واحد بالمئة خلال اليوم الى 3538ر1 دولار وفقا لبيانات رويترز في أضعف مستوى لها منذ ايار 2009. ودفعت خسائر اليورو الدولار الى تسجيل 729ر80 مقابل سلة عملات في أعلى مستوى له منذ تموز 2009.
كما سجل اليورو أدنى مستوى له في عشر سنوات أمام الدولار الاسترالي ذي العائد الاعلى عند 5275ر1 دولار استرالي وأقل مستوى له أمام الدولار الكندي منذ أواخر 2007.
وارتفع الدولار والسندات الأميركية والاوروبية بعد قرار البنك المركزي الصيني.
وأصاب تشديد السياسات النقدية الصينية المستثمرين بالفزع فيما أحجموا عن الاصول التي تنطوي على قدر أكبر من المخاطرة مما عزز الدولار الذي ارتفع 7ر0 في المئة أمام سلة عملات الى 563ر80.
وتراجع الدولار الاسترالي المرتبط بالاقتصاد الصيني الى حد كبير الى أقل مستوى له خلال اليوم عند 8823ر0 دولار أمريكي كما تراجع أيضا الى 42ر79 ين.

المعادن النفيسة
هبطت اسعار الذهب للمعاملات الفورية في جلسة التداول في اوروبا لتسجل في اواخر التعاملات 35ر1086 دولار للاوقية /الاونصة/ مقارنة مع 85ر1095 دولار في الاغلاق السابق في سوق نيويورك.
وتراجع المعدن النفيس حوالي 1 في المئة مع هبوط اليورو الي أدنى مستوى له في تسعة أشهر امام الدولار بسبب تساؤلات بشان اتفاق اوروبي لانقاذ اليونان المثقلة بالديون بينما أدى تشديد مفاجئ للسياسة النقدية في الصين الى عزوف المستثمرين عن المخاطرة.
وانخفض سعر الفضة للمعاملات الفورية الي 36ر15 دولار للاوقية من 64ر15 دولار في الاغلاق السابق في نيويورك.
وهبط البلاتين الي 00ر1502 دولار للاوقية من 1528 دولارا كما تراجع البلاديوم الي 50ر412 دولار للاوقية من 50ر419 دولار.

الأسهم الأميركية والأوروبية واليابانية
هبطت الاسهم الأميركية في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت بعد ان فاجأت الصين الاسواق العالمية بزيادة متطلبات احتياطيات البنوك وهو ما زاد المخاوف بشان اثار سياسة لتضييق الائتمان على النمو العالمي وجعل المستثمرين يبتعدون عن الاصول المحفوفة بمخاطر.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 19ر123 نقطة أي بنسبة 21ر1 بالمئة الي 00ر10021 نقطة بينما انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 83ر11 نقطة او 10ر1 بالمئة الى 64ر1066 نقطة.
وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 18ر22 نقطة او 02ر1 بالمئة الى 23ر2155 نقطة.
وارتفعت الاسهم الاوروبية لليوم الخامس على التوالي مدعومة بانتعاش أسهم البنوك بعد أن منيت بخسائر كبيرة في الجلسة السابقة اذ هدأ تعهد الاتحاد الاوروبي بمساندة اليونان من قلق المستثمرين.
وارتفع مؤشر يوروفرست لاسهم الشركات الاوروبية الكبرى فوق مستوى 1000 نقطة. وارتفع المؤشر 2ر1 في المئة الى 06ر1002 نقطة.
وكان المؤشر صعد 55 في المئة منذ أن سجل أدنى مستوى له في أوائل أذار العام الماضي.
وكانت البنوك أكبر الرابحين اذ ارتفعت أسهم ستاندرد تشارترد وباركليز ولويدز ورويال بنك أوف سكوتلند وبانكو سانتاندر وبي.بي.في.ايه بين 9ر0 و1ر2 في المئة.
وقال محللون انه حد من المكاسب خيبة الامل من عدم وجود خطط مفصلة لمساعدة اليونان للسيطرة على العجز المتفاقم في ميزانيتها.
وذكر كوين دي ليوس الاقتصادي لدى كيه.بي.سي للاوراق المالية «اننا في بيئة متقلبة للغاية. انه مجرد ارتفاع فني واذا جاءت البيانات الاقتصادية محبطة سنشهد تراجعا مرة أخرى. سنخطو خطوة للامام واثنتين للوراء».
وقفز المؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية 3ر1 بالمئة مع اقتناص المستثمرين للصفقات في أسهم شركات التصدير وغيرها من الاسهم بعد تعهد زعماء أوروبا بدعم اليونان المثقلة بالديون مما حد من المخاوف من انتشار الازمة الى بقية منطقة اليورو.
وارتفعت اسهم ميتسوبيشي وغيرها من أسهم الموارد مع ارتفاع المعادن اثر انباء من الصين أظهرت أن البنوك قدمت قروضا اكبر من المتوقع بلغت 39ر1 تريليون يوان في كانون الثاني في حين تراجع تضخم أسعار المستهلكين بأكثر من المتوقع في عام حتى كانون الثاني.
وأغلق المؤشر نيكي على ارتفاع 20ر128 نقطة أي بنسبة 3ر1 في المئة إلى 19ر10092 نقطة.
وقفز المؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0ر1 في المئة إلى 16ر891 نقطة وهو أعلى مستوى اقفال في أسبوع.

:shokran:

:shokran: