هناك من لا يستحقون أن نتعب من أجلهم.. ومع ذلك نمنحهم الكثير..
** وهناك من يستحقون أن نهتم بهم.. ونراعي مشاعرهم.. ونقدر تضحياتهم الكبيرة من أجلنا.. ومع ذلك فإننا لا نفكّر فيهم.. ولا نولي شؤونهم القدر المستحق من الاهتمام..
** وهناك من ندللهم.. بدل أن نقسو عليهم..
** وهناك من نقول لهم (نعم) في وقت يجب أن نقول لهم (لا)..
** وهناك من نتسامح معهم.. ونسكت على أفعالهم عوضاً عن أن نعاقبهم.. ونثور في وجوههم ونخسف بهم الأرض..
** وهناك من نراعي مشاعرهم رغم تصرفاتهم الحمقاء.. وأخطائهم الفادحة.. بحقنا.. وبحق أنفسهم.. ومستقبلهم.. في وقت يجب علينا أن نعنّفهم.. ونحدّ من صلفهم وغرورهم ونحط من قدرهم ومن كبريائهم..
** وهناك من نستجيب لمطالبهم.. ونتجاوب مع طموحاتهم وتطلعاتهم.. وأحلامهم الكبيرة دون أن نحصل منهم على الحد الأدنى من الولاء.. والأمانة.. والإخلاص.. أو الطاعة..
** وهناك من إذا عطس ابتأسنا له.. وإذا تضرّر فزعنا من أجله.. وإذا فرح سعدنا معه وأقمنا الدنيا أفراحاً بهدف إسعاده.. وهو الذي لا يهتم لأكبر المصائب التي تلحق بنا.. إن هو لما يصنعها أو يشارك فيها..
** فلماذا كل هذا?!
** لماذا يعطي الإنسان بلا مقابل في بعض الأحيان..?
** ولماذا يتسامح مع من يتعبونه.. أو يسعون إلى تشويه سمعته.. أو إلحاق الضرر به?!
** ولماذا يكون الإنسان مثالياً.. وإنسانياً.. وآدمياً.. حتى مع من ناصبوه العداء.. وأعلنوا الحرب عليه.. ونذروا أنفسهم للإساءة إليه..?
** لماذا.. ولماذا.. ولماذا..?!
** أياً كانت الإجابة.. فإن علينا أن نتوقف فوراً عن هذا النمط من التعامل الإنساني.. مع أناس لا يثمر فيهم المعروف.. ولا يخجلون حتى من أنفسهم..
حوار للمناقشة