هل شاهدت في يوم من الأيام فريقا يسعى وبكل جهد لتسجيل هدف في مرماه، بينما يذود مدافعو الفريق الخصم عنه بالغالي والرخيص؟
هذه ليست نكتة وبالتأكيد وليست كابوساً حلم به حكم مباراة او حتى سيناريو فيلم، فإليك القصة.
جمع هذا اللقاء الغريب بين منتخبي باربادوس وغرينادا في بطولة الكاريبي لعام 1994، وكان الفريق الأول متقدماً على خصمه بهدفين مقابل هدف واحد، لكن هذا لم يكن كافياً لتأهل باربادوس الى المرحلة التالية، اذ كان يلزمه التفوق على غرينادا بفارق هدفين.
ولكي يحتفظ الفريق بأمل المضي قدماً في النصفيات سجل في الدقائق الـ 5 الأخيرة قبل إعلان نهاية اللقاء المتميز هدفاً في مرماه من أجل التوجه الى ركلات الجزاء الترجيحية لحسم النتيجة.
على الفور فهم لاعبو غرينادا خطة باربادوس وقرروا مجاراتهم بالمكر، وأصبحوا يهاجمون مرماهم الذي تنحى عنه حارس المرمى جانباً، لكن دون جدوى فقد تحول معظم لاعبي فريق باربادوس للدفاع عن مرمى منافسهم، وربما استبسلوا بالدفاع عنه في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة أكثر مما فعلوا بالدفاع عن مرماهم خلال اللقاء.
نجح الباربادوسيون بانتزاع التعادل الثمين وكما كان مقرراً آلت المبارة الى الضربات الترجيحية.
ومع انبعاث بصيص الأمل بالاستمرار أبدى لاعبو هذا الفريق كل ما لديهم من تماسك أعصاب ورباطة جأش، لينتهي اللقاء بفوزهم وتأهلهم للمرحلة التالية.
وبغض النظر عن نتائج المباريات التالية التي خاضها فريق باربادوس، فإنه بلا شك أثبت ان كرة القدم ليست مجرد ركل الكرة بمهارة وتسجيل الأهداف بإبداع، بل هي حتماً أكثر من ذلك بكثير، وربما لذلك أصبحت هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم.