فإننا أمام جبهات محاربة للإسلام لا يعلمها إلا الله.
قارن بين شابين اثنين، شاب يعيش في عصر الصحابة، وشاب يعيش في القرن الخامس عشر الذي نعيش فيه.
شاب يسكن المدينة التي عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، جيرانه أبو بكر و عمر و عثمان و علي و أبو هريرة و حسان بن ثابت و أبي بن كعب و معاذ بن جبل ، خطيبهم محمد صلى الله عليه وسلم، وإمامهم في الصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، جبريل يتنزل بالوحي صباحاً ومساءً.
الأمة كلها في مجملها تحب الله ورسوله والدار الآخرة، ليس هناك مغريات ولا شهوات.
وبين شاب يعيش الآن في انقطاع من الوحي وبعْدٍ عن السلف الصالح.
وجيرانه أنواع من كل حدب وصوب.
ويواجه في مجتمعه وفي المجالس من يستهزئ بالدين صراحة، ومن يسخر به ومن يلمزه في وجهه، ويمر بالمجلة الفاتنة، والصورة الخليعة، والفيديو المهدم، والأغنية الماجنة، والضياع وجلساء السوء، والوثنية، والحداثة، والزندقة، والعلمانية و.. إلخ.
فكيف ينجو؟
فهذا صراع رهيب.
وأمام ذلك فليس للعمد -خاصة الشباب- إلا الصبر، بأن يصبر ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))، واعلم (أن النصر مع الصبر)، والصبر يكمن في غض البصر.