النحو العربي منهجية لا تعقيد !

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله جلَّ في علاه والصلاة والسلام على أشرف أنبياه محمدٍ وعلى آله ومن وآلاه ، وبعد :

لاشك أنَّ كثيراً من طلاب اللغة العربية قد أوجدوا علاقة متلازمة بين التعقيد والنحو العربي ، والحقيقة أنَّهم جعلوا النحو معقداً في أذهانهم قبل الشروع في دراسته دراسةً منهجية على ضوءها ينكشف غموضه وتبرز معانيه ، ولهذا أردت أن أضع بين أيدي طلاب اللغة منهجية سهلة واضحة جلية يسير عليها الطلاب حتى يصلوا - بإذن الله - إلى حقل النحو وإدراك ما فيه .

منهجية دراسة النحو العربي :

من أراد الشروع في علمٍ من العلوم لابد له من الوقف والتأمل في تعريفه وموضوعه وفائدة ، وبعد ذلك يبدأ فيه شيئاً فشيئا ، من السهل إلى الصعب قليلاً ثم الأصعب نوعاً ما حتى يقف على أمهات هذا العلم ، مع أهمية التدرج في قراءة مصنفاته .

مستويات الدراسة والقراءة في علم النحو :

المستوى الأول ( المبتدء ) :

من المعلوم أنَّ كثيراً من النحاة قد أشاروا إلى المبتدء في علم النحو أن يبدأ بمتن " الآجرومية " وشروحاته ، وهذه الإشارة اقتنعت بها من واقع تجربة ، غير أنَّ بعضهم كانت إشارته إلى كتاب " شرح قطر الندى وبل الصدى " لابن هشام الأنصاري ، وهو كتاب عظيم الفائدة ، وعلى ضوء هاتين الإشارتين يستحسن للطالب المبتدء أن يقف أولاً على متن " الآجرومية " وما عليه من شروح وأبرزها شرح الشيخ المحقق العلامة محمد محي الدين عبد الحميد - رحمه الله - المسمى بكتاب " التحفة السنية "ومن ثم ينتقل إلى كتاب " شرح قطر الندى وبل الصدى " لابن هشام الأنصاري ، وهو محقق من قبل الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد ، وهذان الكتابان كفيلان بوضع قاعدة الإنطلاق في النحو .

المستوى الثاني ( المتوسط ) :

ينجلي هذا المستوى بالصعود إلى متن " ألفية ابن مالك " وشروحها وحواشيها وأبرز شرحين عليها هما : شرح ابن عقيل وعليه حاشية العلامة الخضري ، وشرح ابن هشام المسمى " أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك " وعليه شرح للشيخ خالد الأزهري ، وهناك شرح أيضاً للأشموني وعليه حاشية العلامة الصبان ، وعلى الطالب في هذا المستوى أن يطلع على هذه الشروح والحواشي ليزيل الغموض عن الألفيه ولا يكتفي بكتاب عن آخر لأنَّ الشروح يكمل بعضها بعضاً ، وأنَّ العلم واسع ،ولا يغفل الطالب في هذا المستوى عن قراءة معاني الحروف من كتاب " مغني اللبيب " لابن هشام وأيضاً باب إعراب الجمل ، وما ذكرت يكفي الطالب في هذا المستوى .

المستوى الثالث ( المتقدم ) :

يبتدأ الطالب في هذه المرحلة بكتاب " شرح الرضي على كافية وشافية ابن الحاجب " ثم يطلع على كتب ابن مالك " التسهيل " و "شرح الكافية الشافية "ثم ينتقل بعد ذلك إلى شروح " المفصَّل " للزمخشري ، وأبرز شرح عليه شرح موفق الدين ابن يعيش ، ويكون الطالب في هذا المستوى على معرفة بأشهر المسائل الخلافية بين البصريين والكوفين التي ألف فيها الأنباري كتابه المشهور " الإنصاف في مسائل الخلاف " ولايكفي الطالب في هذا المستوى دراسة النظام النحوي وحده بل يتوجب عليه القراءة والإطلاع في أصول علم النحو وحسبه كتاب " الاقتراح في أصول النحو " للسيوطي ، وبعد هذه الرحلة بين أبرز كتب هذا العلم آن الأوان لقراءة كتاب سيبويه وتفسيره إن أمكن بكتاب " المقتضَّب " للمبرِّد وإلا فشرح السيرافي كفيل بإزالة الغموض عنه وكشف معانيه ،وهذا لا يعني أن يلغي الطالب كتاب " الأصول في النحو " لابن السراج بل لابد من الإطلاع عليه .

بالجامعة كانوا المساقات الاجبارية للنحو 3 و الرابع اختياري

احلى عربي يا ياسمين