Jasmine collar
| موضوع: اللغة والثقافة في المدرسة الخاصة 14/4/2011, 05:40 | |
|
2011-04-14
في المؤتمر السنوي للمدارس الخاصة الذي عقد في الاردن منذ بضعة ايام انصبت مداخلتي على مجموعة من المنطلقات التي يجب ان تحكم موضوع المدارس الخاصة, خصوصا بعد ان قاربت نسبة الالتحاق بالمدارس الخاصة الاربعين في المائة في بعض الاقطار العربية.
اولا- ستكون كارثة اجتماعية لو ان وزارات التربية والتعليم قبلت ان يكون مستوى التعليم العام وجودته اقل من مستوى وجودة التعليم الخاص, ان ذلك سيؤدي الى ان يكون خريجو المدارس العامة اقل عددا وكفاءة وبالتالي اقل قدرة على التنافس في سوق العمل, وهذا بدوره سيضعف امكانية حراكهم الاجتماعي ويبقيهم اسرى لعوالم الفقر واليأس والتهميش.
ثانيا- لا يجوز للتعليم الخاص ان لا يكون تعليما وطنيا مماثلا للتعليم العام, في قلب الوطنية مسألة الانتماء القومي والهوية العربية والاسلامية, والانتماء والهوية لا تقومان لهما قائمة بدون اللغة والثقافة والتاريخ.
ثالثا- ان مسألة تدريس اللغة العربية في المدارس الخاصة تحتاج الى حلول جذرية تسندها الارادة السياسية الرسمية, ولقد كثر الكلام حول ضعف خريجي المدارس الخاصة في اللغة العربية كلاما وقراءة وكتابة, ان قسما كبيرا منهم يجيدون اللغات الاجنبية اكثر بكثير من اجادتهم لغة الام, ولما كانت دراسات الدماغ البشري تؤكد حميمية اتصال اللغة بالوعي والمنطق والذكاء والمشاعر وان اللغة هي وعاء الفكر, فان ضعف الطلبة في اللغة العربية يطرح اشكالية التشوه الفكري عندهم, وهذا مرتبط بموضوع الثقافة.
ان قسما كبيرا من هؤلاء الخريجين غير قادرين على الارتباط بثقافة امتهم, انهم لا يستطيعون قراءة واستيعاب معاني القرآن الكريم ان كانوا مسلمين ولا فهم الانجيل ان كانوا مسيحيين. ومن المؤكد انهم لن يفهموا ما كتبه الامام الشافعي او جعفر الصادق, وهم مهددون بالانسلاخ من ممارسة تعاليم دينهم.
ان هؤلاء الخريجين لن يستطيعوا متابعة المناظرات الفكرية العربية, انهم لن يتابعوا النهضة الفكرية العربية, بدءا بالشيخ محمد عبده, مرورا بالكواكبي ومحمود العقاد وانتهاء بالعروى او محمد عابد الجابري, وسيقود ذلك الى فراغ فكري يملؤه ما يستطيعون قراءته وفهمه باللغات الاجنبية لمفكري الغرب وفلاسفته.
والامر نفسه سينطبق على حقول الادب والفنون والشعر والانترنت بل وحتى ما يشاهدون من افلام ومسلسلات تلفزيونية.
والامر نفسه ينطبق كذلك على فهمهم لتاريخ امتهم, تحليلا ونقدا واعادة تركيب وتجاوزا, وهذا امر مفجع عندما نعلم بان حاضر الامة ومستقبلها يرسمه تاريخها الى حد كبير.
رابعا- ان الانظمة السياسية العربية, وهي تنصاع لمتطلبات ثقافة العولمة المصرة على تخلي الدول عن مسؤولياتها الاجتماعية وتسليمها الى منطق السوق من خلال خصخصة التعليم والصحة وغيرها, خصوصا وانها تعطي الاولوية للصرف الباذخ على الجيوش والاجهزة الامنية وللتقتير على الخدمات الاجتماعية, ان هذه الانظمة يجب ان تولي اهتماما لوضع ضوابط تحكم مستوى وكيفية ما قررت ان تتركه للقطاع الخاص ومنه التعليم.
اما بالنسبة للغة العربية فان المدارس الخاصة يجب ان تدّرس اما مناهج اللغة العربية الرسمية او ما يماثلها او يفضلها, وفي اعتقادي ان على كل طالب مواطن ملتحق بالتعليم الخاص اجتياز امتحان رسمي عام في اساسيات اللغة العربية قبل منحه شهادة المدرسة الثانوية من قبل مدرسته.
اما موضوع تدريس المواد الثقافية ومادة التاريخ فان هناك حاجة لوضع متطلبات لا تسمح للطلاب المواطنين في المدارس الخاصة, سواء الوطنية او الاجنبية, ان يتخرجوا دون ألمام معقول باساسيات ثقافة وتاريخ امتهم, ان عدم حل هذه المسألة سيهدد هوية وانتماء شريحة مهمة من المواطنين, من الذين سيكون الكثير منهم قادة هذه الامة في السياسة والاقتصاد والفكر والعلم.
من البديهي ان تلك المنطلقات التي يجب ان تحكم المدرسة الخاصة يجب بدورها ان تحكم المدرسة العامة, والتي بدورها لها اشكالياتها الخاصة بها مع اللغة والثقافة والتاريخ, لكن هذا موضوع آخر ليس هنا مجال الحديث عنه.
اذا كنا نريد تخريج مواطنين ملتزمين بقضايا امتهم واوطانهم ومجتمعاتهم, قادرين على المساهمة بحيوية وابداع في اخراج هذه الامة من تخلفها وواقعها السياسي المفجع, فان النقاط التربوية التي ذكرنا سابقا تحتاج الى ان تعالج كاولويات تربوية ضمن استراتيجيات وطنية وقومية, ان ثقافة العولمة السلبية يجب ان تهزم في المدرسة العربية سواء الخاصة او العامة.
| |
|
مثنى سيف
| موضوع: رد: اللغة والثقافة في المدرسة الخاصة 14/4/2011, 15:43 | |
| | |
|
Jasmine collar
| موضوع: رد: اللغة والثقافة في المدرسة الخاصة 14/4/2011, 20:14 | |
| كتير بلاحظ انه طلاب المدارس الخاصة منسلخين عن هويتهم حتى لغتهم تغيرت | |
|