اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 اللغة العربية والفكر العالمي 1

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
jistcoirbid

jistcoirbid



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge8/3/2011, 16:25

اللغة العربية والفكر العالمي (1)
د. محمد قاسم ناصر بوحجام


إنّ التّركيبة أو الجملة " اللّغة العربية والفكر العالمي"، التي تحمل طرفين، وصل بينهما (الواو)، تثير مجموعة من الموضوعات، وتشير إلى مجموعة من الاهتمامات، وتقدّم مجموعة من الأطروحات، وتبرز مجموعة من قضايا اللّغة العربية...كلّها تطلب ضرورة معالجة هموم اللّغة العربية، وتدفع وتدعّ الدّارس دعًّا ليبحث في صميم هذه اللّغة، التي أثارت جدلاً كبيرًا حولها وما تزال. فماذا تعني المعادلة المعروضة للبحث والدّرس والتّحليل
1 – هل تعني البحث في العلاقة بين العربية والفكر العالمي؟ علاقة توافق وتعاون وتآزر، أو علاقة تضاد وتناحر وتنافر؟ علاقة تأثير وتأثّر؟ وما جدوى هذا على مسيرة الفكر الإنساني؟ علاقة غالب بمغلوب، علاقة هيمنة وسيطرة وسيادة؟...
2 – هل يقصد بها إبراز مكانة اللّغة العربية في الفكر العالمي، ومكانها في خريطة تطوّر هذا الفكر؟ ومن ثمّ بيان دورها وفضلها في بناء الحضارة الإنسانيّة؟
3 – هل تبحث في حضور العربيّة في الفكر العالمي حاليا من غيابها؟
4 - هل تهدف إلى تسجيل تخلّف هذه اللّغة عن ركب الفكر العالمي؟ فيكون لزامًا البحث في عوامل هذا لتلافيها؟
5 – هل تطلب دراسة سبل النّهوض بها، وبعث أمجادها، وتصحيح مسارها...لتسهم في تطوير الحياة الفكرية والثّقافية؟
مهما تكن الغاية من وضع هذا العنوان، ومهما يكن مضمون هذه الجملة، فإنّنا نسجّل أهمية كلّ ما تثيره من موضوعات. هي في المحصّلة تبرز الاهتمام بخدمة هذه اللّغة، وتُبين عن أهميّتها؛ لما تثيره من مجموعة هذه الاهتمامات والأسئلة وغيرها.
نحن في هذه الورقة لا نتطرّق لهذه الموضوعات، ولا ندرس هذه العلاقة. إنّما نسجّل مكانة اللّغة العربيّة، وقيمتها ودورها في الحضارة الإنسانية، ودورها التي ستقوم به في مسيرة الفكر العالمي. ونركّز على البحث في الأسباب المعيقة لمسيرتها ولدورها في الإسهام في سيرورة الفكر العالمي وتطوّره. عسى هذا يمكّنها من استرجاع مكانتها الرّائدة في الحضارة الإنسانية، وتتهيّأ لها الأجواء والمناخ كي تتطوّر وتقوم بدورها في هذه المسيرة. نعتمد في هذا البحث عرض أسئلة وأطروحات، تمهّد السّبيل إلى الوصول إلى الخطوات التي تمكّنها وتساعدها على الاندماج في مسيرة الفكر العالمي بقوّة وبفاعليّة، كما كانت في زمن الخصب والازدهار.هذا التّناول وهذا العرض يبدأ بالتّذكير - باختصار – بمقوّماتها وقيمتها.
مكانة اللّغة العربيّة
1 – يقول الدّكتور إبراهيم بن مراد: "من أهمّ ميزات اللّغة العربيّة اليوم قِدَمُها، فهي تكاد تكون أقدم لغة حيّة مستعملة اليوم؛ لأنّ نصوصها المكتوبة تعود إلى أكثر من خمسة عشر قرنًا خلت، بينما لا يزيد عمر الإنقليزية أو الفرنسية أو الإسبانية على السّبعة أو الثّمانية قرون. فإنّ أنظمة هذه اللّغات الصّوتية والصّرفية والنّحوية لم تكوّن إلاّ بين القرنين الثّالث عشر والرّابع عشر الميلاديين. ثمّ إنّ العربيّة قد بقيت على امتداد تاريخها الطّويل محافظة على وحدتها، فلم تتصدّع لتنقسم إلى لهجات، على غرار ما حدث للّغة اللاّتينية، ولم يطرأ على أصواتها وأبنيتها وتراكيبها تبدّل يذكر، ولم تنقسم – لذلك – إلى عربية قديمة وعربية حديثة، قد يستعصي القديم منها على فهم المحدثين." ([1])
قيمة اللّغة العربية – حسب ما سجّل النّصّ - تكمن في:
أ – قِدَمها على كلّ اللّغات المتداولة اليوم في السّاحة العلمية والثّقافية، بشكل واسع. كما أنّ الأنظمة الصّوتية والصّرفية والنّحوية لهذه اللغات المستعملة اليوم تأخّر تكوّنها إلى ما بعد استواء اللّغة العربية على سوقها، واكتملت لها بنيتها، التي حدّدت طبيعتها وهويتها، لقد تأخّر ذلك بحوالي عشرة قرون كاملة.
ب – تمكّنت من المحافظة على وحدة تكوّنها، وانسجام تراكيبها، رغم العواصف التي تعرّضت لها، ومحاولة تقسيمها إلى لهجات ولغات محليّة، لسبب أو لآخر. فلم يكن فيها عربية قديمة وأخرى حديثة، كما حدث للّغات الأوروبية، بالرّغم من تكوّنها المتأخّر عن اللّغة العربيّة.
ج – بقيت أصولها ثابتة، وبنيتها قائمة، تستجيب للتّطوّرات التي حدثت في المعارف التي تتأثّر بها اللّغة قطعًا، فاستجابت وتكيّفت معها، من دون ضياع أصولها، وهو ما لم يحصل مع اللّغات الأخرى، التي انقرضت، أو حصل لها انحراف أو تشويش أو تشوّه في كيانها وطبيعتها.
كلّ هذه المؤشّرات أو المظاهر تكشف عن أصالة اللّغة العربية وقوّتها التي تبوّئها المكانة الرّفيعة، وتبقيها حيّة قادرة على مزيد من العطاء والإبداع بالفعل؛ لأنّها تملك ذلك بالقوّة، وبذلك تحافظ على عالميتها، مهما تكن الظّروف التي تمرّ بها.([2])
2 - يقول الدّكتور حسين نصّار: " إنّ أكبر تحدٍّ واجهته العربيّة كان عندما أخرجها الإسلام من جاهلية غنيّة كلّ الغنى في الإبداع الأدبي، فقيرة كلّ الفقر إلى حدّ الإملاق في الإنتاج العلمي، ثمّ ألقى بها في بحر وافر من الحضارات والعلوم والفلسفات والفنون، وكلّ صنوف المعرفة التي ابتكرتها الأمم المتاخمة للجزيرة العربية، ويسجّل المؤرّخون كيف انبثقت حركة فكرية منذ أواخر القرن الهجري الأوّل، وكيف انفردت الشّعوب النّاطقة بالعربية (من الشّعوب النّاطقة بالسّريانية والفارسية واليونانية) بالرّيادة العلمية والحضارية في مجال البحث العلمي والتّرجمة والتّعريب."
يقول غوستاف لوبون: " لقد أصبحت اللّغة العربية لغة عالمية في جميع الأقطار التي احتكّت مع الشّعوب العربيّة، حيث تراجعت أمامها حتّى اللّغة اللاّتينية في شبه الجزيرة الأيبيرية (الأندلس). ولقد أدرك أولو العلم في تلك الفترة أنّ اللّغة العربيّة هي الوسيلة الوحيدة لنقل العلوم والفنون والآداب، بل لقد اضطرّ رجال الكنيسة إلى تعريب مجموعاتهم القانونية لتسهيل قراءتها في الكنائس الإسبانية" ([3])
هذا النّصّ يسجّل للّغة العربية عالميتها، التي كانت تتمتّع بها في القديم بخاصّة؛ بما قامت به من أدوار في البناء الحضاري، وتطوير وسائل الإفادة وتفعيل مجالات الحضارة الإنسانيّة بعامّة. وهو ما دفع بغالبية الشّعوب التي احتكّت بها أن تتعامل بها في مختلف حقول المعارف الإنسانيّة. فهذا يقرّ بدورها الرّيادي في مسيرة الفكر العالمي، ويبرز مكانتها الحضارية.
3 – هذه المكانة الحضارية العالمية، اكتسبتها اللّغة العربيّة بفضل ما تتمتّع به من مميّزات وإمكانات لصهر الثّقافات التي احتكّت بها، بعد أن استوعبتها، وكيّفتها بما لا يمسّ بأصولها. إنّ هذا يمنحها المرونة في تقبّل الثّقافات الأخرى، وهذا عنصر آخر يضاف إلى مكانتها العالمية. تقول الدّكتورة مها خير بك ناصر: " بهذه البدهيات العلمية، الحضارية، الإنسانية تمّ إنتاج الحضارة (العربية – الإسلامية - العالمية) التي صهرت المعارف العلمية، والفلسفية، والثّقافية، والحضارية عند أمم كثيرة، في مختبر البيئة الفكرية الحضارية الجديدة، وسجّلت النّتائج بلغة عربيّة، أثبتت قدرة متفوّقة على احتواء إبداعات العقل اللاّمحدود، فاغتنت اللّغة العربيّة بمفردات غريبة عن التّداول الاجتماعي، ولكنّها لم تكن غريبة عن طبيعة تكوينها وخصائصها ومميّزاتها." ([4])
4 – تميّزت بصفة التّأثّر والتّأثير بلا حدود، مع المحافظة على هويّتها وشخصيتها. هذه سمة اللّغات القويّة الغنيّة بالعناصر الحيّة التي تعطي وتأخذ، ما يمنحها فرصة التّطوّر والتّجدّد. تقول الدّكتورة مها خير بك ناصر: " احتضنت اللّغة العربيّة حصاد الفكر العربي، الذي خضع في خلال رحلة الفكر اللاّمحدود إلى مؤثّرات داخليّة وخارجيّة، بدأت بالتّفاعل التّجاري والحضاري والاجتماعي مع شعوب غير عربيّة، فأمدّتْهم التّجربة الإنسانيّة القائمة على الحوار والتّبادل والتّفاعل، بمفردات لم تكن في أصل المنطوق العربيّ، ونقلوا أيضًا إلى الآخر مفردات دخلت مع حركة الزّمان، في أصل لغتهم، فأثبتت اللّغة العربيّة قدرتها على التّأثّر والتّأثير، وأكّدت على سلامتها وأصالتها بقبول الكثير من المفردات غير العربيّة، وحافظت على مقوّماتها؛ بالرّغم من تعدّد اللّهجات، التي لم يُحفظ منها إلاّ ما يتوافق وطبيعتها، ولا يتناقض وجوهرها وخصائصها. " ([5])
يسجّل النّصّ مظهرًا آخر من مظاهر القوّة، التي تُبين عن جدارة اللّغة في أخذ سمة العالمية، إنّها صفة التأثّر والتّأثير، أي قبول مفردات من لغات أخرى، وإثراء أخرى بمفردات من بناتها. من دون المساس بأصولها، ومن دون تضييع خصائصها. هذه الظّاهرة ناتجة عن مرونة اللّغة العربيّة وغناها وسعتها لتقبّل هذا الفعل الحضاري.
5 – هناك جانب آخر مهمّ يبيّن طبيعة اللّغة العربية، وهو جانب الاشتقاق، أي هي لغة اشتقاقية. وهي الصّفة التي تجعلها صالحة لكلّ زمان ومكان، وقادرة على استيعاب المستجدّات، والتّفاعل مع أخواتها من اللّغات الأخرى، وفي هذا تقول العربيّة عن نفسها على لسان حافظ إبراهيم:
وسعت كتاب الله لفظًا وغايــةً وما ضقت عن آي به وعظــاتِ
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعـــــات
هذا الجانب القويّ في اللّغة العربيّة يدفع بها أن تكون عالمية، يستفيد منها البشر بمختلف أجناسهم، وبخاصّة الباحثون في اللّسانيات. إنّه أحد مظاهر قوّتها وحيويتها وعلميتها. تقول الدّكتورة مها خير بك ناصر: " تظهر الدّراسات اللّغويّة المنطقيّة والموضوعية ديناميكية اللّغة العربيّة التي أَكسبَتْها حركيّة فيزيائيّة وخصائص كيميائيّة، ساعدت في حفظ بذور هذا الفكر العالمي، وتحصينه في مختبرات الفكر الإسلامي الإنساني، وذلك من خلال الطّاقة الحركيّة الاشتقاقية والتّوليديّة، التي أسهمت في رعاية عملية تخصيب العلوم والمعارف العالميّة، في مختبرات لغويّة عربيّة، خَمّرت المواد المعرفية؛ وَفق ما تفرضه شروط التّجربة، وما تتطلّبه من وسط لغويّ سليم، قادر على استيعاب المكوّنات وتحفيزها في إعادة إنتاجها وتدوينها إرثًا حضاريًّا إنسانيًّا كونيًّا، شارك في صنعه عباقرة عرب وغير عرب." ([6])
6 – ما تملكه اللّغة العربيّة من مميّزات قويّة، جعلتها تتبوّأ مكان الصّدارة بين اللّغات الفاعلة المؤثّرة ، الدّليل على ذلك المكانة التي كانت عليها أو فيها زمن الخصب والنّماء والقوّة. ويذهب الدّكتور عبد الجليل مرتاض بعيدًا حين يقرّر أنّ العولمة الحالية استمدّت جذورها ونبتت بذورها في حقل اللّغة العربيّة: "...ولكن ما وقفنا عليه يدفعنا إلى أن نميل إلى القول، وبكلّ اطمئنان: إنّ اللّغة العربيّة كسبت رهان العولمة القديمة، التي تأسّست على تراثها وأصالتها وجذورها، هذه العولمةُ الجديدة. ولئن كانت العولمة الجديدة موجّهة ومسيّسة ووجبات مطبوخة على قدّ الذّوق والمقاس اللّذين، ترغب فيهما الدّول المسمّاة كبرى، فإنّ العولمة التي قادتها اللّغة العربية قرونًا من الزّمن، من أقصى آسيا شرقًا إلى غرب أوروبا جنوبًا، لم تكن قاهرة، ولا مجبرة إقليميًا وشعبًا؛ لاتّخاذها لغة، أو تَبَنِّي خطّها رسمًا" ([7])
يضيف هذا النّصّ عناصر أخرى مهمّة، تُبين عن قيمة اللّغة العربيّة وفضلها على الفكر العالمي أو دورها – على الأقل – في الفكر الإنساني:
أ – إنّ العولمة الجديدة التي تتبجّح بريادتها للعالم، وبتوجيهها لمسار الفكر العالمي، سبقت في هذا المسار بعولمة قديمة، هي عولمة اللّغة العربيّة.
ب – إنّ العولمة الجديدة تأسّست على أعقاب العولمة القديمة، التي كانت اللّغة العربيّة هي البانية لها، وبذلك كسبت هذا الرّهان.
ج – إنّ العولمة الجديدة انبنت على الهيمنة والسّيطرة والقهر، ولذلك تظهر فيها آثار التّسييس المفرط، والتّوجيه المغرض، والتّغرير الماكر...بينما العولمة القديمة كانت بعيدة كلّ البعد عن هذه السّياسة وهذا التّوجّه، بل اجتهدت في خدمة الفكر بما تملك من مقوّمات قويّة صالحة للتّطوير القويّ، والتّنمية الشّاملة.
7 – تقول الدّكتورة مها خير بك ناصر: " لم تخسر اللّغة العربيّة في زمن نهضة العرب قيمتها الحواريّة، أو طاقاتها الاختزالية المعرفيّة، بل أثبتت عبر تاريخها قدرتها على نقل ما ينتجه الفكر الإنساني، وتكريس المنتج قيمًا معرفيّة، تختزل عمليات التّلقّي والتّأثير، وانعكاساتهما في مظاهر الحياة السّياسيّة والدّينيّة والاقتصاديّة والتّاريخيّة والفكريّة والفلسفيّة والعلميّة، فتميّزت اللّغة العربيّة بالخصوبة والحيويّة والنّموّ والتّطوّر المؤسّس على الأصول... " ([8])
8 - أصالة مقوّمات اللّغة العربية، وآثارها الإيجابية التي ظهرت في مختلف مراحل مسيرة الفكر الإنساني العالمي، منحت هذه اللّغة الفرصة أن تعيد مكانتها بين اللّغات المؤثّرة في الحياة العامّة الحالية، رغم ما تعانيه من مشاكل ومعوّقات ومثبّطات في مسيرتها- داخليًا وخارجيًا -في المشاركة الحضارية الفاعلة في الحياة اليومية. يقول الدّكتور عادل نوفل: " لقد أثبتت اللّغة العربيّة عالميتها، بعد أن اعتُمدت في منظّمة الأمم المتّحدة كلغة من لغات هذه المنظّمة، وأثبتت اللّغة العربيّة عِلميتَها، بعد أن استُخدِمت بنجاح باهر في التّعليم العالي، في كافة العلوم الأساسيّة والطّبيّة والهندسيّة...في الجامعات السّورية، وفي بعض الجامعات العربيّة، وأثبتت حيويتها بقدرتها الفائقة على استيعاب كلّ جديد في مختلف المجالات العلميّة والأدبيّة، بعد أن نُقل إليها ألوف الكتب والمؤلّفات في العلوم والآداب والفنون على مرّ العصور." ([9])
إذا كانت اللّغة العربيّة قد برهنت على عالميتها، وعلى علميتها، وعلى حيويتها، وهي العناصر المكوّنة لقوّة الشّيء، فهي جديرة بأن يلتجئ إليها من يريد أن يستفيد من الحياة ما يعينه على بناء ذاته وشخصيته وكيانه، والتّأسيس لمستقبل حياته. ويتعدّى جدواها إلى إفادة ما حولها وبجنبها من الثّقافات، وهو ما يضفي عليها صفة العالمية بالقوّة والفعل.
9 – قدّم أحمد بن محمد الضّبيب بشرى للمنتسبين للّغة العربيّة والمتعاطفين معها، ولمن يريد الإفادة من مقوّماتها، فحواها: " إنّ دراسة أُجريت في اليابان على اللّغات العالميّة، تستهدف معرفة أكثرها وضوحًا، من النّاحية الصّوتية في استخدامات الحاسب الآلي، أثبتت أنّ العربيّة تتصدّر هذه اللّغات من هذه النّاحية." ([10])
10 – ميزة اللّغة العربيّة أنّها شاملة بمكوّناتها صالحة للولوج في مختلف الميادين العلميّة والفكريّة والأدبيّة والتّربويّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والفنّيّة، وكلّ المجالات التي يحتاج إليها البشر، وتلتصق بحياتهم، ويتوقّف عليها تحرّكهم ونشاطهم. يقول الدّكتور محمد مصطفى بن الحاج: " ولم تكسب العربيّة عالميتها هذه بسعة الانتشار وكسب الصّراع اللّغوي فقط، بل كان لها طابعها العالمي لكونها لغة العلم والبحث والمراسلات الدّولية والعلاقات السّياسيّة والاقتصاديّة، كما كانت لغة الآداب والفنون في مختلف الثّقافات التي اعتنق أهلوها الإسلام. ولقد شهد الكتّاب الأجانب المنصفون فيما كتبوه عن تاريخ العلم في العالم، وعن أصول النّهضة الأوربيّة، وعن فضل الحضارة العربيّة، فأبانوا واعترفوا بعالمية الثّقافة العربيّة ولغتها في تلك العصور." ([11])
11 – من المكاسب التي ظفرت بها اللّغة العربيّة، والتي تكشف عن عالميتها، حصولها على مقاعد لتكون حاضرة في المحافل الدّولية، لتنقل بها اهتمامات العالم العلميّة والثّقافيّة والتّربويّة والسّياسيّة وغيرها، إلى جنب اللّغات الأخرى المتداولة. فقد اعتُمدت في المؤسّسات الثّقافيّة والعلميّة والسّياسيّة الدّوليّة كمنظّمة الأمم المتّحدة واليونسكو، ومنظّمة الأغذية والزّراعة، ومنظّمة الصّحّة العالمية، ومنظّمة العمل الدّولية...
يقول الدّكتور عبد الكريم بكري إنّ من العوامل الدّافعة لغير العرب إلى تعلّم اللّغة العربيّة: " اهتمام الجامعات الأجنبية بالحضارة العربية والثّقافية الإسلامية، ممّا يمكن اعتباره استمرارًا للحركات الاستشراقية التي عرفها الغرب في القرون الأخيرة، والتي كانت تحرص على معرفة الثّقافة الإسلامية في لغتها الأصلية." ([12])
12 – ممّا يستدلّ به أيضًا شاهدًا على عالمية اللّغة العربية حضورها المكثّف في أمريكا، في جامعاتها ومؤسّساتها، لدوافع كثيرة مختلفة. ومهما يكن تفسير هذا الوجود في هذا القطر الذي يريد أن يستحوذ على العالم، ويسيطر على مقدّراته، ويفرض نفسه وثقافته على الجميع، فإنّ حضور اللّغة العربيّة في مجالها الحيوي، وفي حياة شعبها يبرز ما لهذه اللّغة من أهميّة. استثمارُ ذلك استثمارًا إيجابيًا ممنهجًا ومخطّطًا، وبإرادة حكوميّة وشعبيّة، يضيف مؤشّرًا آخر وعاملاً آخر إلى تأكيد عالمية العربيّة من جديد، ويوفّر لها الفرصة كي تتبوّأ مكانتها في الفكر العالمي راهنًا ومستقبلاً. يقول الدّكتور وليد العناني في سياق عرضه لمظاهر حضور اللّغة العربيّة في الجامعات الأميركية، بعد أن سجّل ظاهرة إرسال الطّلبة الأمركيّين إلى الجامعات العربية: " ويقترن بهذا المظهر مظهر أكاديمي آخر، يتمثّل في إقامة علاقات التّبادل الثّقافي وبرامج تعليم العربيّة في ما وراء البحار؛ فقد عقدت كثير من الجامعات الأمريكيّة برامج الدّورات اللّغويّة في البيئة العربيّة، حيث يمضي فيها طلبة البرنامج مدّة معيّنة في إحدى الدّول العربيّة، وغالبًا ما تكون في الصّيف. وظاهر أنّ الغرض الرّئيسي من هذه الدّورات اكتساب كفاية تواصلية مناسبة بالعربيّة، واكتساب قدر مناسب من الثّقافة العربيّة والإسلاميّة، إضافة إلى تحصيل قدر من العاميّة..." ([13])
إذا كانت اللّغة العربية قد كسبت الصّراع اللّغوي، وحازت على الرّهان، بدليل سبقها إلى خوض مجالات البحث المختلفة، ونيل الرّيادة في المراسلات الدّولية، والفوز بالتّقدّم في العلاقات المختلفة لمظاهر الحضارة في العالم... ألا يكون ذلك محفّزًا على استرجاع هذه القوّة الكامنة؛ بإقحام أبنائها لها من جديد في هذه الحقول، والخوض بها في مسيرة الفكر العالمي، حتّى تُبقِيَ على عالميتها، التي هي في كمون وهمود، وسكون وخمود، إلى أن يعمل أبناؤها على بعث قوّتها من جديد. التي قال عنها الدّكتور إبراهيم بن مراد: "...وقد ظلّت اللّغةَ العلميّةَ والثّقافيّةَ الأولى حوالي خمسة قرون أو تزيد، تحمل معها خلاصة الفكر الإنساني القديم في الثّقافة والعلم، وإسهام العرب في إثراء الحضارة الإنسانية في شتّى حقول المعرفة. " ([14])
هذه بعض الشّهادات التي تكشف عن قوّة اللّغة العربيّة، وهذه بعض الخصائص التي تبرز حقيقة اللّغة العربيّة، وهي كلّها تقرّ وتظهر جدارتها في التّموقع مقعد اللّغة العالميّة، وتعترف بسعتها الكبيرة في حمل الفكر العالمي، وقدرتها على تطوير هذا الفكر، والسّير به أشواطًا بعيدة في خدمة الإنسانيّة خدمة شاملة، مِمّا يثبت حضور هذه اللّغة بقوّة في مسيرة الفكر الإنساني في كلّ مراحله. ولكن هل هذا الحضور موجود اليوم؟
يقول الدّكتور إبراهيم بن مراد: " كانت اللّغة العربيّة في القديم لغة عالمية، قد تصدّرت اللّغات المعروفة طيلة قرون كاملة، فكانت اللّغة العالمية الواسعة الانتشار بحقّ، قد حملت معها حضارة وفكرًا أصيلين، وأثّرت في اللّغات القريبة منها والبعيدة عنها. وهي اليوم قاصرة تجهد نفسها، ويجاهد أهلها لتلتحق بالّلغات العالمية الكبرى، وتستعيد إشعاعها الماضي ومنزلتها القديمة ودورها الحضاري. " ([15])
بل إنّ كثيرًا من الدّارسين وعامّة النّاس يشكّكون في قوّتها، وفي قدرتها على مسايرة العصر في سرعة تطوّره، وكثرة مخترعاته، وحجم مستجدّاته، فأصبحوا يلقون أسئلة عديدة عن إمكانية قيام اللّغة العربيّة بدور اللّغة الحاملة للفكر والحضارة، والقادرة على التّواصل والتّبليغ، وبكلمة واحدة صريحة التّشكيك في عالميتها. يردّد هذا أبناؤها والأجانب عنها، عن حسن نيّة، وعن سوء قصد، وبغرض النّيل منها، وإبعادها عن السّاحة، أو على الأقلّ حرمانها من أن تحوز على شرف العالمية، الذي هو من حقّها في الماضي، وهو نصيبها في الحاضر. ينقل الدّكتور محمد سويسي بعض هذه الأسئلة في الفقرة الآتية: " هل العربيّة صالحة لأداء المفاهيم العلميّة والفلسفيّة المعاصرة؟ بل هل العربيّة ما فتئت لغة حيّة، يمكنها التّعبير عن كلّ مدلول نظري أو تطبيقي من المدلولات الحديثة؟ وذلك أنّ العربيّة تعترضها اليوم مشاكل لغويّة عويصة، فوقفت في مفترق الطّرق، بين ماض انقضى وطويت صفحاته، أدّت معانيه أحسن تأدية، وحاضر متجدّد، تطوّرت أحداثه وتنوّعت معالم انبعاثه العلمي والاجتماعي والتّكنولوجي... وقوي تيّار تجدّده بسرعة، فاقت ما للّغة من سرعة التّطوّر، فتخلّفت عن الرّكب، ووقفت لا تفقه المتَّجَه، ولا تعلم أيّ سبيل تسلك كي يكون لها ما يؤهّلها للقيام برسالتها."([16])
هذه الأسئلة تحمل أسوأ الاتّهامات، وأمكر المؤامرات ضدّ اللّغة العربيّة، الغرض منها القضاء عليها، وطمس معالمها، أو الحطّ من قيمتها وصرف النّظر عنها، هذه الاتّهامات قد تكون صادرة عن جهل وسذاجة، وقد تكون نابعة من إرهاب فكري، وقهر ايديولوجي، وعقدة الاستعلاء والتّفوّق والسّيطرة والهيمنة...
كيف يجب ردّ هذه الاتّهامات، لتحظى اللّغة بمكانها في سيرورة الفكر العالمي؟ وترجع لها مكانتها؟ وماذا يجب أن يقام به ليفسح لها المجال كي تؤكّد على هذا المكسب؟ وتسترجع هذا الحقّ؟ هل يمكن لها أن تحقّق هذا المطلب أو هذه الغاية؟ وهل يمكن لها أن تجد مكانًا في الفكر العالمي؟ وهل يكون لها تأثير على مسيرة الحضارة العالمية والإنسانية الرّاهنة؟ الإجابة عن هذه الأسئلة، والرّدّ عن هذه الاهتمامات يحتاج إلى مزيد البحث والدّراسة، ويطلب جرأة وشجاعة في عرض راهن اللّغة العربيّة في أوطانها وخارج ديارها، والوقوف على حقيقة العلاقة بينها وأبنائها، ونظرة غيرها إليها، ومدى إرادة أهل الدّار في النّهوض بها، ومدى استعداد غيرهم لتقبّلها، وإتاحة الفرصة لها، وفسح المجال لها كي تستعيد مكانتها، وتسهم في البناء الحضاري، وإثراء الفكر الإنساني, وتطوير مسيرة الفكر العالمي... البداية تكون بإزالة المشاكل والعوائق والمثبّطات التي تحول بينها والقيام بدورها الحقيقي. فما هي هذه المشاكل والمعيقات؟ ([17])
________________________________________
الهوامش:
[1] - الدّكتور إبراهيم بن مراد، " مكانة اللّغة العربية بين لغات العالم الواسعة الانتشار"، كتاب من قضايا اللّغة العربيّة المعاصرة، إصدار المنظّمة العربية للتّربية والثّقافة والعلوم، تونس، 1990م، ص: 215.
[2] - عن عالمية اللّغة العربيّة في القديم، وازدياد هذه العالمية وقوّتها... ينظر المرجع السّابق، ص: 216 وما بعدها. وعن مكانة اللّغة العربيّة بين اللّغات العالمية ينظر الدّكتور أحمد بن نعمان، كتابَه مستقبل اللّغة العربيّة بين محاربة الأعداء وإرادة السّماء، ط1، شركة دار الأمّة، 2008م، ص: 289، 290. ومقال الدّكتور عبد الجليل مرتاض، " العربيّة ورهانها العولمي لسانيا "، كتاب العربية الرّاهن والمأمول، (المجلس الأعلى للّغة العربيّة، الجزائر)، 1430هـ/ 2009 م، ص: 705 – 743.
[3] -الدّكتور بكري عبد الكريم، " عالمية اللّغة العربية: الرّؤية والأداة"، كتاب العربيّة الرّاهن والمأمول، ص: 285.
[4] - الدّكتورة مها خير بك ناصر، " إشكالية اللّغة العربيّة والعولمة في ضوء البنية اللّغوية وكيميائية التّحوّل"، مجلة اللّغة العربيّة (المجلس الأعلى للّغة العربية)، الجزائر، ع: 16، خريف 2006، ص: 282.
[5] - المرجع السّابق، ص: 286، 287.
[6] - المرجع السّابق، ص: 288.
[7] - الدّكتور عبد الجليل مرتاض، " العربيّة ورهانها العولمي لسانيًا "، كتاب العربيّة الرّاهن والمأمول، ص: 729.
[8] - مجلّة اللّغة العربيّة، ع: 16، ص: 285، 286.
[9] - المرجع السّابق، ص: 760. عن ازدهار اللّغة العربيّة وانتشارها بقوّة في أرجاء كثيرة من المعمورة قديمًا وحديثًا ينظر كتاب العربيّة الرّاهن والمأمول، مقال الدّكتور بكري عبد الكريم، : عالمية اللّغة العربيّة الرّؤية والأداة"، ص: 283 – 294.
[10] - الدّكتور أحمد بوطرفاية، " اللّغة العربية وسهام العولمة"، المرجع السّابق، ص: 777.
[11] - الدّكتور محمد مصطفى بن الحاج، " عالمية اللّغة العربية "، كتاب من قضايا اللّغة العربيّة المعاصرة، ص: 258.
[12] - كتاب العربية الرّاهن والمأمول، ص: 290.
[13] - الدّكتور وليد العناني، " اللّغة العربيّة في أمريكا من الثّقافي إلى الأمني "، المصدر السّابق، ص: 296.
[14] - من قضايا اللّغة العربية المعاصرة، ص: 225.
[15] - المصدر السّابق، ص: 224.
[16] - الدّكتور محمد سويسي، " اللّغة العربيّة في مواكبة الفكر العلمي"، المصدر السّابق، ص: 140.
[17] - كتب الكثير عن المعيقات والمشاكل التي تعاني منها اللّغة العربيّة، وعن بعض الحلول التي يمكن أن تسهم في إزالة هذه التّحدّيات ينظر مثلا: كتاب العربيّة الرّاهن والمأمول ص: 89 وما بعدها، وص: 174 وما بعدها، وص: 740، 741، وص: 745 وما بعها، وص: 771 وما بعدها. وكتاب مستقبل الثّقافة العربيّة في القرن الحادي والعشرين، المنظّمة العربيّة للّتربية والثّقافة والعلوم، تونس، 1998م، ص: 350 وما بعدها، ود. أحمد بن النّعمان، في كتابه: مستقبل اللّغة العربيّة بين محاربة الأعداء وإرادة السّماء، ط1، شركة دار الأمّة، الجزائر، 2008م، ص: 57 وما بعدها. ومجلّة اللّغة العربيّة (المجلس الأعلى للّغة العربية، الجزائر)، ع: 16، خريف 2006م، ص: 304 وما بعدها...
المجال لها كي تستعيد مكانتها، وتسهم في البناء الحضاري، وإثراء الفكر الإنساني, وتطوير مسيرة الفكر العالمي... البداية تكون بإزالة المشاكل والعوائق والمثبّطات التي تحول بينها والقيام بدورها الحقيقي. فما هي هذه المشاكل والمعيقات؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge8/3/2011, 16:54

مبدع يا هشام بطرحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge8/3/2011, 18:17

حيكاي الله وعد مشكورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge8/3/2011, 19:05

تسلملي يا غالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge8/3/2011, 22:55

تسلمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
KLIM

KLIM



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge9/3/2011, 04:57

الغرض منها القضاء عليها () اللغة العربية )، وطمس معالمها، أو الحطّ من قيمتها وصرف النّظر عنها، هذه الاتّهامات قد تكون صادرة عن جهل وسذاجة، وقد تكون نابعة من إرهاب فكري، وقهر ايديولوجي، وعقدة الاستعلاء والتّفوّق والسّيطرة والهيمنة... يسلمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge9/3/2011, 14:35

حياكي الله كلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge9/3/2011, 14:39

يسعدك ربي يا هشام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



اللغة العربية والفكر العالمي 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللغة العربية والفكر العالمي 1   اللغة العربية والفكر العالمي 1 Icon-new-badge9/3/2011, 22:35

تسلمي يا اصيلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللغة العربية والفكر العالمي 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: