اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
KLIM

KLIM



حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية  Empty
مُساهمةموضوع: حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية    حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية  Icon-new-badge23/11/2010, 21:38

يصادف 30 نوفمبر المقبل الذكرى العشرين لرحيل شيخ المعماريين العرب المعماريالمصري حسن فتحي. رحل هذا المعماري الرائد في العام 1989, ولكن فكره العميق يبقىخالدا عقودا وأجيالا, ودهورا, بعده, كما يظل مجالا خصبا لسلاسل غير منتهية من البحثالعميق والجاد لمعماري جاهد خلال حياته العملية بفكره وقلمه ونقل العمارة العربيةالمعاصرة نقلات كبيرة ووضعها على مرمى حجر من التقديرات والجوائز العالمية. في هذهالذكرى العشرينية ينفتح المجال مجددا لتأملات نقدية – لا تنقص منه قيد أنملة بلتزيد فكره وفلسفته قدرا وتقديرا. وفي إطار هذا التكريم والتقدير لفكره وفلسفتهللتراث, تجري استعدادات عربية متميزة على مستوى مؤسسات ومنابر ثقافية رائدة, منهاالمؤتمر الدولي الذي ستعقده مكتبة الإسكندرية, والذي أعلمني به الصديق الدكتور خالدعزب – مدير الإعلام بالمكتبة - خلال لقائي به في لندن قبل أسبوعين والذي سيكونموضوعه حسن فتحي فكره وأعماله. كذلك علمت من مستشار التحرير بمجلة البناء السعوديةالصديق الدكتور مشاري النعيم, في اتصال هاتفي قبل أيام أثناء زيارته لمدينةالقاهرة, بأن المجلة ستخصص عددا قادما خاصا في هذه الذكرى لتكريم شيخ المعماريينوعرض أعماله وفكره. هذه المراجعات والندوات, ومنها هذه السطور هي على طريق عرض بعضفكره وأعماله بما تسعه المساحة ولا تفي بحق الراحل الكبير أو وفكره وفلسفته مايستحقه.

كان لكاتب هذهالسطور شرف مقابلة حسن فتحي في بيته بالقاهرة في صيف العام 1988 قبل وفاته بعامواحد. بيته كان أثرا مملوكيا يجسد فكره التراثي ورؤيته للفن العربي وضرورة بعثالحياة في هذا الفن وتجديده. عاش المعماري الفذ, الذي حرم ما يستحقه من التقديرالعربي في بداية حياته العملية, في بيته بقلب القاهرة الفاطمية على مرمى حجر منمدرسة وجامع السلطان حسن وبين عشرات المآثر المعمارية المملوكية في القاهرةالتاريخية. كان بيته محجا معماريا لطلبة العمارة والمهتمين من كافة عواصم العالم. زيارة حسن فتحي في بيته لم تكن تتطلب الكثير من التعقيدات, فهو قد نذر نفسه فيحياته وفي أواخرها لنشر علمه وفكره, وكان يدرك لهفة المرتحلين والباحثين لمقابلتهوالإستماع لحديثه القيم عن العمارة العربية وخواطره وتأملاته المعمارية.

بالنسبة لنا كان غرض الزيارة بالإضافة لمقابلته هو استشارته في متعلقاتمشروع التخرج للسنة النهائية لنا كطلاب عمارة بالجامعة الأردنية آنذاك. كان يكفيحجز تذكرة الطائرة والوصول لمدينة القاهرة العظيمة, مع خريطة أثرية لقلب القاهرةالفاطمية بآثارها الأخاذة, ثم الوصول لقلعة محمد علي والنزول لموقع مدرسة وجامعالسلطان حسن والبحث عن حارة الدرب الأحمر, ليجد الزائر بوابا طيبا أمينا يجلس على "دكة" مدخل بيت مملوكي أثري يجسد قطعة من التاريخ. كان يكفي الإستئذان من البوابالطيب لمقابلة هذا المعمار المصري الرمز, ليجد الزائر نفسه يصعد مجموعة أدراج تقودلصالون بيت حسن فتحي انتظار لقدومه من مخدعه حيث كان يخلد للراحة.

بضعةالدقائق التي كانت تفصل الزائر عن لقيا شيخ المعماريين كانت كافية لتأمل جمالالصالون وتفيؤ أصالة التراث العربي الذي يكاد يندثر في عصر العولمة. جلسنا, واتخذكل منا متكأه تاركين مقعدا ظنناه لشيخ المعماريين. سبق صوته رؤياه, سمعناه يناديبصوت هدته السنون ترافقه وتسنده السيدة الفاضلة نوال حسن التي كانت مديرة مكتبه, فيما كانت مجموعات من القطط تتقافز حوله بحب وتتمسح برجليه:"حاسبي الأطط يا كريمة! إعملي الشاي يا كريمة!" كان بيته كريما وكانت الشغالة التي تقوم على رعايته كريمةأيضا.

جلس المعمار الرمز واحتبست الأنفاس, فهذا المعماري المكافح على مدىحياة طويلة عملية امتدت قبيل قرن كامل, كان ملهما وأستاذا ومنهلا لطلبة ومريدينيدركون "تاريخية" اللقاء وعظمة الموقف. فمعماري تلميذ على مقاعد الدراسة كان يدركأنه بحضرة أستاذ عظيم, متواضع. جلس حسن فتحي وجلسنا بعد أن انتصبنا قياما, إجلالاوتقديرا, وشكرا لهذا الإستقبال العفوي البسيط دون مقدمات أو سكرتيرات أو حواجز. جلست السيدة نوال حسن وطلبت منا بلطف ألا نثقل طويلا على الشيخ الكبير بأسئلتنا, فحاله كان يغني عن السؤال. كان رحمه الله يمسك سماعة الهاتف بيد هرمة, مرتعشة, امتدت لتناول سماعة الهاتف ردا على مكالمة قطعت اللقاء, ليعود مجددا ويخبرنا عنأصالة البيت العربي وخصوصية الحياة فيه مقارنة بالبيت الغربي, وضرب لنا مثلا البيتالإيطالي حيث يقف الزائر بعتبة الباب الخارجي ليكشف منذ اللحظة الأولى قدرا كبيرامن البيت عامه وخاصه. كان لقاء عابرا عفويا ولكنه كان "محفزا" ومليئا بالخواطروالعظات المعمارية التي كرست فيما بعد حب التراث وأهمية البحث فيه وأصبح منذئذديدنا ومشروع بحث يمتد لحياة كاملة. ولذلك فلم يكن محض صدفة أن أطروحة الدكتوراةبجامعة لندن لكاتب هذه السطور كان موضوعها حسن فتحي في العام 1996. بعد عام من هذااللقاء العابر, وأثناء عملي مع راسم بدران بعد التخرج, يرحل هذا المعمار الصبورالرمز عن العالم ويشيعه كبار المعماريين من أنحاء العالم, ولكن يبقى فكره عميقا فيعقول وآلاف الطلبة والمريدين ويظل محل تكريم العالم كمجدد العمارة العربيةالمعاصرة.

حسن فتحي هو واحد من أهم الرموز التي غيّرت الفكر المعماري العربيفي فترة السبعينيات وبخاصة متعلقات التراث في مقابل مدّ الحداثة. ولد عام 1900بمدينة الإسكندرية بمصر وقدّم على مدى أكثر من خمسين عاما أطروحات وتصورات تجمع بينالفلسفة النظرية وبين الممارسة العملية التي راوحت بين "التجربة – والخطأ" وبينإحباطات وتداعيات الواقع المناهض للتراث – بصفته مرجعية للتخلف عن مواكبة متطلباتالعصر وتسارع وتيرة السير نحو حداثة العالم الغربي. وتتجسّد الكثير من أطروحات فتحيالنظرية في كتابه (Qurna: A tale of two villages) أو (القرنة – قصة قريتين) الذينشرته جامعة شيكاغو عام 1965, والذي ترجم عام 1991 إلى كتاب (العمارة للفقراء), حيثيمكن قراءة الكثير من الأفكار المهمة.

تعود بداية اهتمام حسن فتحي بالتراثوولعه به لطفولته المبكرة وكما يرويها في كتابه "العمارة للفقراء", من خلال قصصالريف "الساحر" التي اعتادت والدته أن تصور من خلالها الريف المصري كصورة حالمةتسرح فيها الطيور والحيوانات المنزلية وسط الماء والخضرة والطبيعة الساحرة. تلاشيهذه الصورة الحالمة بالواقع المغاير للريف المصري وكما وجده فتحي دفعه للتقدملدراسة الزراعة بالجامعة كي يسهم في بناء الصورة النمطية التي طافت بمخيلته طفلا, لكن إخفاقه في إجابة اسئلة أساسية في امتحان القبول انتهى بتقدمه لدراسة العمارة.

يعتقد فتحي بأن العمارة العربية المعاصرة تعاني من حالة "تغريب" ثقافي, وأن "العمارة الإسلامية" قد "توقفت" في الدول العربية قاطبة بدون استثناء منذ القرنالثامن عشر", فبالنسبة لفتحي تمثل العمارة "الإسلامية" فنا تراثيا وإقليميا حيثتحتفظ كل دولة بفنها الخاص", ويرى فتحي أن مشكلة العمارة العربية في العالم العربيمتعددة الجوانب, حيث ترتبط العمارة بالحضارة, فيما تتشكل الحضارة من نواتج التفاعلبين فكر الإنسان وبيئته لتلبية متطلباته واحتياجاته المادية والروحية, ولذلك يرىفتحي أن تغيرات معينة حدثت في عملية البناء وإفراز العمارة العربية: أولها يتمثل فيقلب عملية تصميم المسكن, من الإنغلاق للداخل (Introversion) إلى الإنفتاح علىالخارج (Extroversion). فالأول يمثل المسكن التقليدي "الإسلامي", والثاني يعكسالقيم الغربية. ولذلك فالعمارة العربية المعاصرة في الدول العربية, بالنسبة لفتحي, تواجه تحديات كثيرة في خضم محيط حضري ذي قالب وصبغة غربية. جانب آخر من المشكلة كمايراها فتحي تتمثل في عملية إعادة إنتاج العمارة بين الماضي والحاضر.

ويعتقدأن "النظام المعماري" في القديم كان يتمثل في الحرفي, ومعلم البناء, أما اليومفعملية البناء تشمل المعماري, والحرفي, وطالب الجامعة, والمقاول. ولذلك يعتقد أنالمشكلة تكمن اليوم في مجال أن جميع من في "عملية البناء" لا دراية لديهم أو خبرةعملية وتواصل معرفي مع مواد البناء أو خبرات البناء التقليدية سواء بسواء. وبكلماتأخرى, فإفرازات التصميم المعماري تتحكم فيها مسطرة الرسم (T-square) والمتوفر منمواد البناء المستوردة. ولذلك فجميع الجهات المرتبطة بعملية البناء مهتمون بالعمارةكوسيلة لكسب المعيشة وتحقيق الربح المادي لا باعتبارها منتجا ثقافيا. ويرى فتحي أنهناك مشكلة في تعليم وتدريب المعماري العربي, حيث تغيب دراسة تاريخ عمارة "البيت" العربي, وحيث تسود دراسة الفترات المعمارية كطرز معمارية, ومن هنا يحصل التباس لديخريجي العمارة من المعاهد العربية في فهم العمارة العربية ويعتقد المعظم أنها عبارةعن طرز وأشكال معمارية فحسب, ويسود لديهم الإعتقاد بأن المبنى يمكن أن يتغير طرازهوشكله المعماري كمظهر خارجي كما يغيّر الرجل قميصه. وفي بحثه عن الحل فقد اتجه فتحيللريف المصري لفهم "طريقة البناء" التقليدية السائدة بين الفلاحين في أسوان. وبطريقالتجربة والخطأ وبعد محاولات مضنية يسردها فتحي في كتابه "العمارة للفقراء" يتوصلفتحي لتطوير مجموعة من العناصر الفراغية التي يستعملها في عمارته والتي لهاارتباطات بتشكيل الحيز الفراغي في عمارة فتحي.

ويعتقد فتحي أن العمارة هي منأكثر الفنون التقليدية تعلقا بالتراث وبالموروث من القديم, ومن هنا كانت دراستهلأصول العمارة الفرعونية, وبيوت النوبة القديمة بأسوان حيث بنى الفلاحون بيوتهمبأنفسهم باستخدام الموارد الطبيعية المتوفرة, لاستخلاص مجموعة من الدروس والأفكارالتي استفاد منها لاحقا في تطبيقاته المعمارية. وقد كان دافعهلذلك هو البحث عنبديل لعملية البناء الحديثة باستخدام أخشاب البناء في إقامة السقف للمباني بالطرقالحديثة, والتي تعذر الحصول عليها في الحرب العالمية الثانية إذ احتكرها الجيش آنئذلاستعمالات حربية. وقد كتب في مذكراته "العمارة للفقراء" عن بحثه المضني إلى أننصحه أخوه بطريق المصادفة أنه ربما يجد ضالته المنشودة في قرى أسوان. ويسجل فتحيذهوله من الواقع الرائع والعفوي الذي وجده حين زار لأول مرة تلك القرى التي ترسخفيها تراث قديم متوارث بالبناء بالطرق التقليدية وبدون أي اعتماد على أخشاب البناءللتدعيم في بيوتهم التي كانت تغطيها القبوات والقباب وبمواد محلية من الطوب الطينيالمخلوط بالقش كي يتماسك بعد أن يجف.


وكتاباتحسن فتحي في فلسفة "التراث" تظهر إدراكا عميقا لجوانب مهمة في دور التراث فيالمجتمع, دورته الحركية زمنيا, وفوق ذلك كله متعلقات التراث الإجتماعية الإقتصاديةالثقافية. فالتراث يعني لحسن فتحي كل الخبرات الموروثة والتركة التي تناقلتهاالأجيال, لكنه ليس بالضرورة يعني القدم بل ترتبط أهميته بدوره المجتمعي أكثر منبعده الزمني. والتراث كما يراه فتحي يعني مجموعة من "القرارات" التي تم اتخاذهالمجابهة إشكاليات معينة في فترة معينة تم تطويرها وتطويعها لتخدم غاية مجتمعيةوقبلها المجتمع بمراحل "إجماعية" بما أكسبه خاصية الثبات النسبي. ويميز فتحي بين "التراث" المعماري في كتاباته عن "التراث" الإنساني, لكنه يربط بينها بروابط تشابهمن حيث احتوائها على "دورة زمنية" تبدأ وتتطور صعودا نحو الإكتمال حيث تسهم الأجيالالمتعاقبة في بناء تلك الدورة للتراث. ولكن هناك صورتان من صور التراث الإنسانياللتان تعودان لبداية الوجود البشري هما ضرب الطوب وصناعة الخبز.

ويرى فتحيأن ثمة أوجه للتراث رغم أنها لم تظهر إلا حديثا وكان ينبغي أن تكون في الطور الأولمن دورتها إلا أنه قد ولدت ميتة, فهو يرى أن الحداثة لا تعني بالضرورة أن تكون "حيوية", وأن التغيير لا يكون دوما للأفضل. لكنه مع ذلك يرى أن هناك مواقف تستدعيالحداثة فلا يتوقع أحد من برج مراقبة المطار أن يكون مبنيا بأسلوب ريفي, كما أنالإنشاء الصناعي قد يفرض على المصمم تقليدا جديدا. ويستطرد فتحي في مذكراته فيقولأنه ما أن يتم إرساء وقبول تقليد بذاته حتى يكون من واجب "الفنان" أن يبقى علىتواصل مع هذا التراث, على أن يعطيه من ابتكاره الذاتي ما يضمن "حركيته" حتى يصل إلىدورته الكاملة ويستكمل نموّه بالكامل. ويشير فتحي إلى أن الفنان سيتحرر بالتراث منقرارات كثيرة لكنه سيكون مضطرا لاتخاذ قرارات أخرى جديدة بنفس الأهمية ليمنع موتالتراث.

"والحداثة" في مقابل التراث كما يراها فتحي هي:" التعايش الزمني فينفس الوقت مع الآخر", لكن ذلك المفهوم لا يتضمن الإختيار الواعي بالضرورة, وهومفهوم ينسجم مع أطروحات الكثيرين من المفكرين في فلسفة التراث والحداثة. لكن فتحييعتقد أن استخدام المعماريين لمفهوم الحداثة يرتبط ارتباطا وثيقا بقيم جماليةوفنية, وتبعا لذلك تتم نسبة العمارة الغربية للحداثة لارتباطاتها الزمنية, في الوقتالذي تتم فيه نسبة العمارة "الإسلامية" للتخلف تبعا لماضيها الزمني. ومن هنا يرىفتحي أن هناك خلطا كبيرا وسوء استعمال لفكرة الحداثة بناء على التسلسل الزمني الخطي "للحداثة" ومعناه الضمني. ولذا يرى فتحي أن التوفيق بين معنيي "الحداثة" الزمنيالخطي التسلسلي وبين المعنى المغلوط لدى المعماريين يتم بفهم أن العمل المعماريالمنتمي لزمنه أو وقته المعاصر يجب أن يكون جزءا من الحياة اليومية, وأن يكونمنسجما مع مستوى الإنجازات البشرية في مختلف صنوف المعرفة والعلم الإنساني وكذلكالعلوم الطبيعية التي لا يمكن فصلها عن العمارة والتخطيط. ومن هنا, يرى فتحي أنه منأجل إدراك المعيار الدقيق لمفهوم "الحداثة" يجب علينا إدراك العوامل التي تسببالتغيير, ولا نقوم بالتقليد بدون تقييم أو سيطرة, وألا ننقاد لهذهالعوامل.

بالرغم من أن حسن فتحي يتعاطى مع "التراث" كمفهوم وفلسفة مجردة فيكتاباته أحيانا, إلا أنه يعمد إلى إسقاطها سريعا على متعلقات العمارة عموما, والبيئة الريفية التي تأثر بها خصوصا. فحسن فتحي يميز في كتاباته عن التراث بينتراث البيئة الحضرية المبنية وبين التراث الريفي حيث يولي الأخير أهمية خاصة, وينظربعين التعاطف مع حال الريف المتواضع. فنراه يكتب في مذكراته:"والتراث للفلاحين هوالضمان الوحيد لحضارتهم, ..., وإذا خرجوا عن قضبان التراث فسوف يلقون الهلاك حتما. إن الخروج عن التراث عمدا في مجتمع هو أساسا مجتمع تقليدي كما في مجتمع الفلاحين, لهو نوع من الجريمة الحضارية, ويجب على المهندس المعماري أن يحترم التراث الذييقتحمه, أما ما يفعله في المدينة فهو أمر آخر, فالجمهور والبيئة المحيطة هناكيستطيعان العناية بأنفسهما (!)". ومفهوم التراث في فكر فتحي يرتبط ارتباطا وثيقابالعمارة الريفية التي كانت محور تطبيقاته العملية وفكره النظري وجلّ اهتمامه – علىالأقل في جزء كبير من حياته العملية ومن خلال كتاباته المختلفة, قبل أن يحوّل عمارة "الفقراء" التي طوّرها في حياته على شكل "نمطي" يسهل تمييزه كعمارة ذات صبغة خاصةبه إلى عمارة "الأثرياء" في الخليج العربي في أواخر سنوات ممارسته للمهنة.

وبرغم تطرقه لمفهوم "التراث" في مقابل "البيئية" (The Tradition versus the Vernacular), إلا أن فتحي يستعمل الإثنين في مواضع محددة تخدم غايات متباينة. فالتراث بالنسبة لحسن فتحي يعني مفهوما نظريا فلسفيا مجردا يعنى بمعالجة واسترجاعمضامين وقيم اجتماعية, بينما يرى أن مفهوم "البيئية" يسجد التعامل مع عناصر الطبيعةالمحيطة ومفاهيم متعلقة بالبيئة "وعملية البناء" وما يهمها ويرتبط بها, بالرغم منأن "البيئية" أو (Vernacular) قد تظل لها متعلقات اجتماعية كما في عملية "التعاونالجماعي" أو (self-help) كعملية اجتماعية مرتبطة بالبناء, لا فقط كمجرد مفهوم مرتبطبمواد البناء المحلية أو القوانين المناخية المحددة للإقليم الجغرافي. ومن هنا يبحثفتحي في كتاباته المختلفة في الأدوار "التاريخية" للعديد من المفردات التقليديةالتي حفلت بها العمارة العربية كملقف الهواء والفناء والقاعة وغيرها, وأجرى أبحاثاعلمية لقياس سرعة ودرجة حرارة الهواء في هذه العناصر الفراغية التقليدية.
ويرىفتحي أن الفتحات الكبيرة والمنشآت الخرسانية "والصناديق" الواقفة أو (free standing) في العمارة الحديثة ليس لها معنى في المناخات الحارة أو في المجتمعاتالتي سادت فيها تراثات ضاربة في القدم باستخدام الأفنية والتي تجسد ضروبا منالتجارب المجتمعية الرائدة في التعامل مع درجات الحرارة العالية وفي تأمين الخصوصيةالمطلوبة. ويعلق (Curtis) في كتابه (Modern Architecture since 1900) على مرجعيةفتحي للعمارة الفرعونية بأنها "فكرة للعودة لأصول الحضارة المصرية والتي تعاملت معالطين والعوامل البيئية في الجزء الجنوبي من مصر. ففتحي كان يأمل في أن يعيد بعثالعمارة في مصر من جديد من جذورها بتشجيع الفلاح أن يبني لنفسه .
ولد حسن فتحي في 22-11-1317هـ/ 23-3-1900م بمدينة الإسكندرية لأسرة غنية أرستقراطية، تخرج في المهندس خانة - جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) عام 1344هـ/ 1926م، درس بكلية الفنون الجميلة من 1349هـ/ 1930م حتى 1365هـ/ 1946م، أقام معرضا لعمارة الطين بالمنصورة 1356هـ/ 1937م، وأتم بناء أول بيت بالطين والأقبية للجمعية الزراعية الملكية ببهتيم 1360هـ/ 1941م.
ترعرعت عبقرية هذا المعماري الفذ في ظل الاستعمار الثقافي العربي الذي ورثه التسلط الحضاري العثماني في عصر الاستشراق والتهجين الأنجلوفرنسي، والتي استشرت أمراضه، خاصة في الذهنية المحلية. دعيت طريقته في التعمير بالعمارة بدون مهندس معماري، ورغم انتشار أفكاره في العالم، فإن نصيبها كان التجاهل والضياع بين فساد الطامعين وبيروقراطية المتخلفين.
عمر طويل قضاه حسن فتحي بين نجاح وإخفاق، نجاح خارج مصر، حيث الإمكانات والعقول الواعية، وإخفاق في مصر، حيث البيروقراطية وأصحاب المصالح الذين لا يسعدهم رؤية الناجحين.

قصته مع القبة والقبو

خلال آلاف السنين، كانت مادة البناء عند الفلاحين هي الطمي الذي يحصلون عليه من فيضان النيل بدون تكلفة، اقتنع حسن فتحي أن الطوب الطيني هو المادة المناسبة للبناء في مصر، وكان أغلى شيء في هذه المباني هو الخشب لتغطية الأسقف، لذلك كان يود أن يعرف كيف يبني القبة ليستغني عن الخشب، لذلك تتبع حسن فتحي الآثار القديمة للبناء بالطين بالمقابر الفاطمية، ووجد في الأقصر قبة طينية فوق مخازن الغلال من رع (رمسيس)، عمرها 3400 سنة، فأحضر بنائين من النوبة ليبنوا أول قبة من الطوب الطيني.
القبة والقبو من أقدم العناصر المعمارية التي نبعت من ثلاث حضارات عريقة، هي المصرية والهيلينية والساسانية، واستمر حسن فتحي في استخدام هذين الشكلين في عماراته أثناء ممارسته طوال عمره، لقد أدمج حسن فتحي كلا من الزمان والمكان، فهما عنده شيء واحد، وكما ذكر، كان العامل الاقتصادي هو ما دفعه في فترة الحرب العالمية الثانية إلى الاستغناء عن مادة الخشب، واعتماده العمل على الطوب النيء في الإنشاء والتغطية، وفي نفس الوقت مقدرا عامل التشكيل الفني للمادة البنائية.
لقد أيقن حسن فتحي أن حيز المبنى وفراغه هو في حقيقة الأمر امتداد خارجي للطبيعة الداخلة للإنسان المصري، كما أن الحيز الداخلي في المساكن التي صممها كان يتسم بالسكينة واحتواء الإنسان برفق وتعاطف.

التكنولوجيا المتوافقة في فكر حسن فتحي

كانت أبحاث حسن فتحي تدور حول ثلاثة أمور: عمارة الفقراء، والبناء بالجهود الذاتية، وتكنولوجيا البناء المتوافقة. فماذا تعني التكنولوجيا المتوافقة؟ المقصود بهذا التعريف هو التوافق بين التكنولوجيا والبيئة الطبيعية وما تحويه من مواد، وما يسود فيها من مناخ. كما يعود اللفظ إلى التوافق مع ثقافة الجماعة وتقاليدها الفنية والروحية وظروفها الاجتماعية والاقتصادية. لذلك فإن ما هو متوافق مع منطقة، قد يختلف عما هو متوافق مع منطقة أخرى من هذه البلاد، نظرا لاختلاف البيئة، ومن هنا يتضح أن جذور فكر حسن فتحي تمتد مكانا إلى التربة المحلية، وزمانا إلى الأصالة والتراث عبر العصور.

العمارة الإسلامية للمساجد

يقول حسن فتحي: "إذا خلت العمارة من الناحية الوجدانية لأصبحت ميكانيكا". فمبنى المسجد يعبر عن انفتاحه في اتجاهين بتصميمه وتكويناته المعمارية في الاتجاه الأول رأسيا، للاتصال بالسماء عن طريق القبة، والاتجاه الثاني أفقيا نحو مكة المكرمة طريق القبلة.
كما يقول: "إن المساجد التقليدية لها باب واحد أساسي في الواجهة العمومية يرمز إلى وحدانية الخالق عز وجل، والذي سيقوم المسلم بالصلاة بين يديه في الداخل، أما عن القبة، فإن علماء الآثار يسمون تجويفها بالباب الوهمي في العمارة الفرعونية، أو (عتبة الأيدية) لأنه إذا كان الجسم لا يستطيع الولوج من القبلة إلى الكعبة، فإن الروح يمكنها أن تلج إليها من خلالها".

حسن فتحي الإنسان وتصوره للجمال قبل التصميم

اعتقد حسن فتحي في التآلف بين الطبيعة والإنسان، لذلك كان شديد الاهتمام بأن يكون عمله ضمن البيئة، وليس دخيلا عليها. آمن بضرورة الجمال كهدف عند التصميم، كما آمن بالقيمة التراثية الكامنة وراء استخدام الأشكال التقليدية في العمارة، فهي - بنظره - تجسيد لإحساسه بقيم معمارية وجمالية وبيئية استقرت في وجدان الإنسان.
جاء اهتمامه بالريف من خلال والدته التي عشقت الريف، وتمنت أن تعيش فيه طيلة عمرها، ورسمت له صورة رومانسية رسخت في وجدانه، من هنا بدأت عاطفته تتجه نحو الفلاح المصري الضعيف الذي يعيش في مساكن متواضعة، وبدأ عقله يفكر في الأسلوب الأفضل لإسكان هؤلاء المساكين، حسب تعبيره.
حسن فتحي رومانسي بطبعه، يهوى الموسيقى الكلاسيكية، ويعزف على الكمان، ويلبس العباءة الصوفية الحرماء، انتقل من مسكنه في الزمالك إلى مسكنه في منزل (علي لبيب) الذي شيد على العصر المملوكي، والمعروف برقم 4 درب اللبانة.
لقد امتدت رومانسية حسن فتحي إلى حد بنائه مسرحا في قرية القرن الجديدة، أقيمت عليه بعض العروض الريفية تحت أضواء الشعلات النارية.

العملات الإسلامية والعمارة الغربية

كان حسن فتحي يدعو إلى تطبيق الأنماط المعمارية العربية الإسلامية، وتشهد مشروعاته التي صممها على تمكنه من تحقيق ذلك النمط المعماري، أخذا في الاعتبار البيئة، واستغلال خاماتها والبعد عن الخامات المستوردة من الخارج.
إن دعوته إلى عمارة الطين لا تخلو من الرغبة في كشف البيان حول الأسباب التي تقف وراء احتقار هذه المادة وإحلال المواد الأوروبية المسبقة الصنع والغالية الثمن مكانها.
كان يدعو إلى خلق عصر جديد تكون فيها التكنولوجيا في خدمة الإنسان، وليس العكس، وقد كان هذا من أهداف المعهد الدولي للتكنولوجيا المتوافقة فيما يتعلق بالسكان، والذي نادى بإنشائه، ولكنه لم ينفذ.
لقد وجد أن العمارة الأثرية للشوارع وواجهات المنازل المشرفة عليها لم تتطور في القاهرة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي عندما فرض محمد علي باشا العمارة الغربية في البلاد، ومنذ ذلك الحين، أفسح المنزل المزود بالفناء الداخلي الطريق أمام المنازل الأوروبية الطابع، ذات الطبيعة المنفتحة نحو الشارع، والتي لا يوجد فيها مجال للقاعة، إلى أن هجر مفهوم القاعة نهائيا، واستبدل الصالون الحديث به، كما وجد أن العمارة الغربية أو الأوروبية تتغلب فيها النواحي التكنولوجية على النواحي الفنية التعبيرية، وبالتجريد أو التبسيط النابع من الهندسة الإنشائية، وليس تفاعل ذكاء المعماري مع البيئة الطبيعية، من حيث الاعتبارات الثقافية.
ومن وجهة نظر فتحي، فإنه بتطبيق مفهوم المعاصرة على الكثير من هذه الأعمال، سنجد أنها متخلفة، بل إنها لم تدخل في مجال العمارة كفن، حتى يمكن تقييمها من حيث المعاصرة أو التخلف.
يقول حسن: "إن هذا لا يعني إنكار أن التقدم التكنولوجي له الكثير من المزايا؛ لأن التكنولوجيا كانت تهدف باستمرار إلى تحكم الإنسان في البيئة المحيطة به، وأنه يجب على الإنسان أن يخضع معدلات التغيير لطبيعته من نفسه، لا أن يخضع نفسه لها".
"إن العناصر الجديدة والإنشاءات الحديثة تتطلب ابتكار قواعد جديدة في الجمال، وإيجاد التوافق بين صدق أشكال هذه العناصر"، "عندما نعتبر حركة الشمس في توجيه الأبنية للحصول على الأشعة أو تحاشيها، وعندما نعتبر حركة الهواء الخارجي لخلق التيارات داخل الأبنية وخارجها، فإننا سندخل المتغيرات الكونية والأرضية (الجيوفيزيقية) في التصميم، وإذا أخذنا في الاعتبار العلوم الإنسانية والطبيعية كالأيروديناميكا والفسيولوجيا والطبيعة، فإننا بذلك سنحقق المعاصرة في أجلى معانيها، وإذا كان الإنسان القديم قد توصل إلى المعاصرة عن طريق المعرفة المباشرة، فإن الإنسان الحديث يمكنه التوصل إلى المعاصرة عن طريق العلوم التحليلية. إذن فنحن نأمل أن نصل إلى عالمية القدامى".

حسن فتحي ومدينة المستقبل

كان للفترة الزمنية 1378-1380هـ/ 1959-1961م التي قضاها حسن فتحي مستشارا في مؤسسة الدكتور "دكسياس" في اليونان أثرها الواضح على الفكر التخطيطي له، فقد قام بعدد من الدراسات حول مدينة المستقبل، وذلك ضمن فريق بحثي من المؤسسة، وكان الهدف من الدراسة تجديد نظرية جديدة للتعامل مع التجمعات السكنية خاصة في الدول النامية، وهي الدراسات التي تبلورت في النهاية في كتاب وضعه د. "دكسياس" بعنوان: "المدنية الديناميكية كمنهج تخطيطي يمكن تطبيقه في تخطيط أي مدينة".
وفي 1380هـ/ أكتوبر 1960م وضع حسن فتحي ورقة عمل توضح برنامج العمل لفريق البحث. وهنا يمكن القول: إن حسن فتحي، وهو في الستين من عمره، بدأ مرحلة فكرية جديدة في مجال التخطيط العمراني.
استمر حسن فتحي حبيس هذه النظرية عن مدينة المستقبل، بينما نجد الدكتور "دكسياس" قد استطاع أن يجمع من خلال فريق البحث الفكر الأساسي لكتابه "المدينة الديناميكية"، وكذلك النظرية المشتركة لتخطيط المدن؛ الأمر الذي ساعده على الانتشار في العالم كمؤسسة استشارية تعمل في هذا المجال.

حسن فتحي في عيون المعماريين

نال حسن فتحي اهتماما كبيرا من المعماريين في الغرب بما نشر عن أعماله في المجلات المعمارية الفرنسية والإنجليزية والإيطالية واليونانية والأسبانية وغيرها، أو ما نشر من كتب ألفها هو، أو ألفت عنه باللغة الأجنبية، ولم ينل مثل هذا الاهتمام من بني عشيرته وأهله في مصر أو العالم العربي إلا مؤخرا، وعلى نطاق ضيق جدا حتى كاد أن ينسى وتنساه الأجيال الشابة من المعماريين العرب.
يقول "جيمس ريتشاردز" في كتابه عن حسن فتحي: " لقد كان حسن فتحي فيلسوفا ومعماريا في الوقت نفسه، ويمكن اعتبار أعماله القليلة موردا خصبا لفكر متجدد يحاول أن يتعامل مع مواد البناء المتوفرة في البيئة بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة وحاجة السكان، مع توفير أنسب الظروف المناخية لمعيشتهم، وذلك بدلا من استيراد تكنولوجيا الغرب التي لا تتناسب مع الواقع المحلي. لقد كان يرفض العلامة المستمدة من تكنولوجيا واحدة، كما كان يرفض تغريب التراث الحضاري الذي يعده جزءا من ذاتيته".
لقد كان اهتمام حسن فتحي منصبا على عمارة الفقراء، حتى أصبح من أكبر الداعين إلى هذه الرسالة في السبعينيات والثمانينيات، فانتشرت في عدد كبير من جامعات العالم دون الجامعات المصرية التي استمرت منعزلة عن تيار هذه الفكرة.
ويقول الأستاذ الدكتور "يحيى الزين" عنه: "يمثل المهندس حسن فتحي جيلا من الرواد في بلدنا، جيلا يعتبر موسوعة ثقافية. إن معظم المنشآت التي بنيت في القاهرة في هذه الفترة كان لها طابع كلاسيكي مأخوذ من الطراز الروماني وطراز عصر النهضة، ثم بدأت بعد ذلك تظهر في أوروبا تيارات العمارة الحديثة، وكانت كل الاتجاهات مبنية بصفة أساسية على التفكير والبحث العلمي والفلسفة، وكان حسن فتحي متابعا لكل هذه الاتجاهات الجديدة في العالم، ولكنه استطاع أن يحدد له طريقا مبتكرا، وأكد على ضرورة الرجوع للمنبع والاهتمام بالأصالة، وأنه كما قال عن نفسه: لم يبتدع فكرا جديدا، ولكنه يقيم التراث ويجعله متصلا بالحاضر".

القرنة الجديدة

عام 1945م تاريخ حاسم في مسيرة حسن فتحي، فقد كلف بإعادة بناء قرية القرنة الجديدة، تفريقا لها عن قرية القرنة القديمة المحفورة في الصخور في منطقة استكمال الآثار الفرعونية بوادي الملوك، والواقعة على الجهة الشرقية من نهر النيل بين الأقصر وطيبة، وهو أيضا تاريخ بداية الصراع الحاد بين سعي حسن فتحي المتحالف مع الإنسان المحلي، ومجابهته لقوى التخلف والتغريب في أوساط المكاتب الحكومية الهندسية في مصر في ذلك الوقت.
استطاع حسن فتحي تحقيق مشروع القرنة الجديدة خلال ثلاث مراحل إنشائية ما بين 1945-1948م، كأحد أجمل المجتمعات العمرانية الريفية في العالم العربي حتى اليوم، لذا فهي ليست بالنسبة له غاية بحد ذاتها بقدر ما تشكل نموذجا لبرنامجه الوطني حول تطوير العمارة في الريف.
لقد كان إتقان حسن فتحي للغتين الإنجليزية والفرنسية نطقا وكتابة، عاملا مهما لجذب العديد من أفراد الطبقات المثقفة المصرية والأجنبية، وهكذا بدأت تتوافد أفواج السياح وأعضاء السلك الدبلوماسي على القرية، كما زارها العديد من المعماريين الأجانب، ونشر عنها في كل أرجاء العالم حتى أصبحت علامة مميزة أضافت بعدا إعلاميا لحسن فتحي المعماري والفنان والإنسان، فالتخطيط العام للقرية عام 1946م يعتبر في ذاته تقدما تخطيطا وفكريا بالنسبة لذلك الوقت.

قرية باريس

قام هذا المشروع على أساس استخدام المواد المحلية وطرق الإنشاء التقليدية بعد إخضاعها للقوانين الهندسية، ومراعاة ظروف البيئة، خاصة إذا ما كان هذا المشروع يمثل مجتمعا صغيرا ومنعزلا مثل باقي مجتمعات الواحات.
لقد تم اختيار أحد الأحياء الذي روعي في تخطيطه عوامل السكان والمواصلات والمناخ، حيث إن عامل المناخ وحركة الهواء لهما أكبر الأثر في تجديد ملامح التخطيط؛ وذلك لقسوة الجو في المنطقة، حيث تبلغ درجة الحرارة في أشهر الصيف 48 درجة مئوية.
ومن أهم الوسائل فاعلية في تخفيف حدة الحرارة في هذه المناطق الإكثار من الظل والإقلال من الأسطح المعرضة لأشعة الشمس، ثم مراعاة استقبال هواء الشمال بكل الوسائل الممكنة، وعمل التصميم على أساس التحكم في سير الهواء الرطب من الأجزاء المظللة إلى الأجزاء المعرضة لأشعة الشمس.
إن تخطيط وبناء قرية باريس بالواحات الخارجة يعد من أوضح الأمثلة البحثية التي قام بها حسن فتحي في مشروع إرشادي، اهتم فيه بكل النواحي التخطيطية والمعمارية والإدارية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nermeen

nermeen



حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية    حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية  Icon-new-badge23/11/2010, 23:50

يسلموا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
KLIM

KLIM



حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية    حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية  Icon-new-badge16/2/2011, 07:59

تسلمي يا قمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حسن فتحي ابرز الشخصيات المعمارية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الديانه اليهوديه ( ابرز الشخصيات - الكتب - الافكار والمعتقدات )
» من هو فتحي نزيل السيرة الذاتية فتحي تربل ويكييديا صورة فتحي تربل
» بلقيس احمد فتحي mp3 , بلقيس احمد فتحي صولا , بلقيس احمد فتحي يا هوى , بلقيس احمد فتحي مسألة صعبة , بلقيس احمد فتحي يا هوى , بلقيس احمد فتحي سمعنا , بلقيس احمد فتحي قدر قدر , بلقيس احمد فتحي مسألة صعبة كلمات
» من هو فتحي البعجة السيرة الذاتية فتحي البعجة ويكييديا صورة فتحي البعجة
» من هو فتحي رجب العكاري السيرة الذاتية فتحي رجب العكاري ويكييديا صورة فتحي رجب العكاري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: منتدى الاسرة :: منتدى الاسرة :: ديكورات و عقارات-
انتقل الى: