التعلم عملية ذهنية ونفسية، يحتاج الطالب من اجل نجاحها الى بيئة ملائمة نفسياً واجتماعياً بما ينعكس ايجاباً على كل من الطالب والمعلم والمدرسة، وحتى تؤدي العملية التعليمية الى نجاح ملموس عند الطالب لا بد من:
أ- تهيئة المناخ النفسي والاجتماعي:
ان اهم متطلبات البيئة التربوية تهيئة المناخ النفسي والاجتماعي بالدرجة الاولى، ولكي ننجح في تنفيذ الخطط والبرامج المعدة لتعليم الطفل في الروضة او المدرسة يجب ان ننظم المؤسسة التعليمية روضة كانت ام مدرسة بشكل متكامل يلبي جميع احتياجات الطفل النفسية، كتنمية العلاقة بينه وبين الوالدين والمربين، فالطفل بحاجة الى الحب والحنان، وبنفس الوقت بحاجة الى تعليمه دوره الاجتماعي وتوسيع دائرة علاقاته الاجتماعية وتعليمه الثبات وعدم التردد او التذبذب وتعويده على المشاركة الوجدانية في مواقع ومواقف الحزن والفرح، واكسابه العادات الاجتماعية لتوفير بيئة سليمة تنمي الألفة بينه وبين المؤسسة التعليمية، ويتم ذلك من خلال التعرف على حاجات ومشاكل الطلبة وتكوين مفهوم ايجابي عن الذات عندهم مما يؤدي الى تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ب- التعامل مع الطلبة:
ان التعامل مع الطلبة فن تربوي ومهارة تعليمية، يجب ان يتمتع بها فن يتعامل مع الطلبة سواء كان المدرسون او الأهل، ويجب ان يكون التعامل مع الطلبة ملبياً لمعظم احتياجاتهم النفسية والانفعالية، اضافة الى تعليمهم وتوجيههم التوجيه التربوي السليم. ويمكن ان تكون آلية التعامل الايجابية بالشكل التالي:.
1- مراعاة حاجات الاطفال، وتلبية رغباتهم في اللعب والتعبير الحركي.
2- توفير جو هادئ ومريح للأطفال، وذلك بالاهتمام بهم وبمشاكلهم وتزويدهم بدفء المشاعر والمودة.
3- العمل على اكسابهم العادات الصحية وترسيخها لديهم بحيث تصبح جزءاً من حياتهم اليومية.
4- مراقبة سلوك الطلبة، خصوصاً تلك الملفتة للنظر مثل الانعزال، والانطواء والحزن والعدوانية، والعمل على تسوية هذه المظاهر بالتعاون مع المرشد النفسي في المؤسسة التعليمية.
5- الحرص على سلامة الاطفال.. ووسائل لعبهم ونقلهم، والملاعب التي يستخدمونها في المدرسة، وتعليمهم قواعد السير، وقواعد استخدام الطريق وتعريفهم باشارات السير ومدلولاتها والاشارات الضوئية واهمية الالتزام بها.
6- توجيه الطلبة لاحترام قواعد وانظمة المؤسسة التعليمية ويجب ان تكون هذه الانظمة مكتوبة ومعلقة في مكان واضح يتيح لكل الطلبة الاطلاع عليها.
ج- الاهتمام بالنشاط اللامنهجي:
ان التطبيقات العملية التي تكمل دور المدرسة مهمة جداً للطلبة ففي مجال التاريخ مثلاً لا بد من زيارة الموقع او المواقع التي وردت في حصة التاريخ حتى يتم ربط المعلومة الواردة في الكتاب وتلك التي يجسدها الموقع, وكذلك الحال في دروس الجغرافيا والعلوم الطبيعية، بمعنى ان نربط المعلومة المكتوبة بالموقع او بالأثر الذي تعبّر عنه تلك المعلومة، حتى ترتسم بذهن الطالب وذاكرته صورة الموقع او الاثر وتتعمق معرفته به.
وهكذا فان البيئة التعليمية المناسبة هي تلك التي تستجيب لكل متطلبات الطالب اجتماعياً ونفسياً، وفكرياً وعلمياً، وليست مجرد البيئة المحيطة بالمدرسة او المنزل فقط كمواقع .. بل كقيم ومعان.
موضوع: من اجل بيئة تعليمية تربوية 
28/10/2010, 17:24
