جيت قبل العطر يبرد !! ✖

مشكور أخي برنس على طرح موضوع هام جدا لكل فرد في العالم
راجيا منك تقبل مشاركتي لأهمية موضوعك

أحببت أن ألقي الضوء في الرد إلى موضوع شدّني
عند قراءته وبحثت عنه في أكثر من مصدر فخرجت بالآتي
بدايةً أقول :
إنّك تلتقي أحياناً بإنسان وتنجذب إليه بشدّة وتتحدث معه وكأنك تعرفه منذ زمن ،وترغب أن تطول مدّة بقاءك معه ، وقد تلتقي به في ظرفٍ كنت مهموماً مغموماً فينسيك همّك وتشعر معه بانسجام وسعادة كنت تفتقدها...وتتمنى لو بقيت معه مدّة أطول ...ما لسبب ؟؟
ألم يخطر ببالك.. لماذا هو دون سواه ؟؟
ألم تسأل نفسك... لماذا أبدوا مشدوداً إليه هكذا ؟؟
ولماذا حديثه أقنعني لهذا الحدّ ووصل إلى بؤرة شعوري بينما سواه تحدث معي بنفس الموضوع ولم يحرك بي ساكناً ؟؟
لماذا استطاع تحفيزي لما يدعوا إليه وعجز غيره عن ذلك ؟؟
ولو تأملت في حالك مليّاً لرأيت كيف جذبك حديثه وأسلوب حواره إلى شخصه بطريقةٍ عجيبة وشدّك إلى فكره وذاته كما يجذب المغناطيس نشارة الحديد..!
إنها الشخصية الكاريزمية !!! التي لا ينسى أصحابها أبدااااااا ...
ما سرّ الكاريزما هذه ؟؟ وما سرّ خلطتها الغامضة ؟؟
انها خلطة نعم ...ولكن !!
ليست مثل تلك الخلطات الجاهزة الموجودة عند الصيدليات أو العطّارين على اختلاف أسعارها !! إنها خلطة ناااااااادرة جعلت الكثير يبحث فيها ويكتب عنها ويتمنى الغوص في تركيبة أهلها ليتسنى له معرفتها ومعرفة سحرها ..؟؟
و ( كاريزما )
كلمة إغريقية قديمة تعني :
( موهبة ربانية أو نعمة أو منحة إلهية )
كما أنها تعني الروح التي تبعث الطاقة العاطفية المؤثرة
في الناس على المستوى الفكري أو الحسي أو الانفعالي بواسطة مهارات منها :
( التواصل البصري ، فنظرة حانية فقط من الكاريزمي كفيلة بإيصال رسالته إلى الأعماق بأقصر عبارة يعجز الكثير عن إيصالها ...ونبرة الصوت ودرجته , والمهارة الخطابية التي تلامس حاجة الناس ويستشفّ السامع نبرة التفاعل معه , والهيئة... و الإلتفاته... والمشي رافع الرأس بخطوات واثقة ..
بل هي مجموعة من السمات الشخصية والقيم التي تجذب الآخرين وتكسب طابع التأثير عليهم. تظهر صفاته لمن يراه منذ الوهلة الأولى سواء كان ذلك في :
المحيط الإداري
أو المجال الديني
أو المجال السياسي
أو المجال الفنّي
أو غير ذلك ...
يصبح مثار اهتمام من يراه لما عنده من القيم والمبادئ المثلى، وكيف أنّه ذو مصداقية ووضوح وعزيمة فيتأثر به ويحظى بالقبول الشديد منه، هذه القوة ذات تأثير عالي وذات إنتاجيه متميّزة و فعّالة متى ما استغلت الاستغلال الحسن .
قد يمتلك هذه القوّة الكاريزمية
المعلم..
أو الزوج ..
أو الأم..
أو الشاعر..
أو الخطيب..
أو القــــــــــــــائد.....
وقد يكون أحياناً شخص جاهل غير متعلم ولكن يمتلك الكاريزما في أسلوبه وفي نبرة صوته وثقته بنفسه وثباته وأصالته وحواره وتعامله وقدرته على الإقناع.
إن الكاريزما شيء روحي أكثر مما هو شيء جسدي / ظاهري
أي أن الفرد يكتسب الكاريزما بسبب روحه( شخصيته ) التي يتواصل بها مع الآخرين مما يضفي عليه روعه منفردة وجاذبيه من نوع خاصّ ....
وليست بسبب شكله ولا ملامحه ولا مظهر هندامه ( هذا في الأساس ) حيث أن هناك من الشخصيات الكاريزمية من لا يتمتعون بالوسامة ولا يهتمون بمظهرهم كثيراً إنما أرواحهم وشخصياتهم أضفت عليهم " هالة " الكاريزما
( وإن كانت بعض الملامح لها دور في ذلك كدّقة الأنف وطول الرقبة ، كذلك إغلاق الشفتين عند الإنصات حيث تنبئ عن متابعة وتركيز لما يقول الشخص الآخر ..واستقامة الظهر عند الجلوس وعند المشي فإن ذلك يمنحه عزّة و شموخاً ..)
وسنقف على أهم ما يتميّز به الكاريزمي ...
أهم ما يتميّز به هو الدرجة فوق الطبيعية من الثقة بالنفس . وهي لا تقتصر فقط على أسلوب المهارات التواصلية المميزة عنده والفطنة وسرعة البديهة والصوت الواثق الهادئ..وضبط الانفعال والنظرات الثاقبة المباشرة , بل هي كل ذلك معاً مجسدا في روح عازمة وملامسة لآمال الناس .
وقد يرغب الكثير من الناس في إظهار هذه الخصال وتقمص دور الإنسان الكاريزمي وذلك لمحاولة التأثير أو لإظهار السلطة , ولكن الفرق الحقيقي بين الشخصية الكاريزمية والشخصية التي تدعي الكاريزما بهدف السلطة , هو الشعور الحقيقي الفعلي مع الناس , فمجرد ظهور هذا الشخص أمام الناس فإنه يشكّل تلبية لحاجة إنسانية في نفس كل واحد منهم
( كالأمل , والاستقرار , والنجاح، وتحدي الصعاب ، والشموخ ، والثقة والثبات والإصلاح .....)
وعندما تستمع لحديث الكاريزمي فانك تشعر فوراً بانجذابك إلى المعاني التي يجسّدها وتتأثر مشاعرك بما يقول وبالطريقة التي يطرح فيها أفكاره دون أن تشعر بنفسك ، وتجد أنّك مستعد لعمل كلّ ما يطلبه منك تلقائيا، بل وتقديم ذلك بأبهى صورة وأكثرها إتقاناً لشدّة موافقتك له وإعجابك به .
الكاريزمي إنسان اجتماعي ( فلا كاريزما بدون جمهور ) محبوب
لا يقف أمامه شيء مغامر ويعرف أين يقف لشدّة وضوحه ..
له نظرة عميقة ويعشق التحدي وميزة هامّة للكاريزمي هو أنّه يستمدّ قوته من داخله وليست بسلب الآخرين قواهم ..
وهو شخص وجــد ليبقى في الذاكرة....... سواء أحببته أم كرهته
قدراته هائلة لا حدود لها إن أحسن استغلالها
وأبرزها السيطرة عندما تقابله..إنّه يجذبك منذ أول وهلة..
يسيطر على تفكيرك ومشاعرك وأحاسيسك وبعد ذلك على حواسك ، فيقيّدك ومع هذا تكون سعيد مبتهجاً ومقتنعا بهذه القيود...!!
هل هو ساحر !! بالطبع ساحر لكنّه سحرٌ من نوع خاص ...
فتحبه وتناصره إن كان رئيساً ...
وتنصت له بسمعك وبصرك إن كان خطيباً ...
وتعشقه وتغمض عينها وتتبعه إن كان زوجاً /ـة..
وتنقاد إليه إن كان مديراً أو رئيساً دون تضجر وملل ويجعلك تحبّ العمل وتمارسه كهواية محببة ....
فالكاريزما عنصر مهم مؤثّر في شخصية «القـــــــائد» كونها تضمن انجذاب العاملين إليه والاحتفاظ بولائهم والطاعة فيما يوكلون به من أعمال ..
ذكرت أحداهن : أعرف شخصيّة قيادية تتمتع بقدر كبير من الكاريزما .. ما إن تدخل للقاعة إلاّ والجميع يفطن لدخولها ويتنحى من كان في طريقها حتى تمرّ ، ومن كانت واقفة جلست ومن كانت متّكئة اعتدلت ومن كانت تتحدث توقفت..!!
وكذا قال أحدهم أيضاً عن أستاذه في الجامعة ووصف حديثه قائلاً :
إن تعاطى السخرية كأن كل شيء يسخر معه ...
وإن تعاطى الحزن ..كأن الأرض حينها أصبحت خرم إبرة !!
وإن ابتسم ضجّت القاعة لابتسامته ...
ثمّ قال : هل تعرفون ما سر كاريزما هذا الشخص ؟..
إنه فقط صادق.. وواضح.. وصريح.. ولم ينحني يوماً لأحد !!
فإن اجتمع مع ما ذكر الوسامة أصبحت كاريزما خطيرة !!!
والمتتبع لبعض القصص العاطفية يجد أن جميع المحبوبين قد يفتقدون للجمال والوسامة والرقة في الكلام أو حتى الصوت الحسن ، ولكنهم يملكون جاذبية شديدة قد لا تكون لكل إنسان يراهم ولكن هناك من يقع في مثل جاذبيتهم كالنار تحرق من حولها من الحشرات الطائرة ، ومهما أبعدتها عنها وجدتها تنخرط إليها دون وعي أو تركيز .
فالكاريزما بين البشر واضحة للعيان..كاجتماع الناس حول سياسي بارع ينتزع أنظار الناس بخطاباته الرنانة.. أو حول مدير مبدع يتقن الحوار ويمنحك الثقة ويتفنن في تحفيزك ...
أو داعية مسدد يحرّك القلوب بخطبه البليغة ..... فقد يكون الكلام الجميل والشعر من كاريزما تأثير البشر على البشر وإلاّ لما وجد من يسرق القصائد والأدبيات ليؤثّر في الناس .
ملاحظة هامّة :
يختلف خبراء القيادة والتدريب حول إمكانية (أو عدم إمكانية) خلق الكاريزما لدى الأشخاص المملين ؛ فالبعض يرى إمكانية خلق وبناء الكاريزما من خلال التدرب على أداء معيّن ؛ وفي المقابل يرى البعض الآخر أن أمراً كهذا قد يؤدي لنتائج عكسية تماما .. فحين تأتي قوة «الكاريزما» من غموضها وتلقائيتها وحضورها بشكل طبيعي ؛ قد يؤدي تصنع ( الجلوس بطريقة أنيقة أو تركيز النظر بطريقة مكشوفة أو إيماءة مصطنعة أو التفاتة مركّبة ) إلى تأكيد عدم الثقة بالنفس وفضح هشاشة الإنسان من الداخل ! ولو تصرّف بتلقائية لكان أفضل له، و يرى البعض الآخر أن لكل إنسان نسبة معينة من الكاريزما قد يخاطر بدفنها إذا تصنع تصرفات دخيلة على شخصيته أو تقمّص شخصية إنسان كاريزمي .. لذا فأفضل نصيحة لاكتشاف جاذبية الإنسان الخاصة أن يتصرف على سجيتّه تماماً ، وينسى رأي الناس فيه !!
توجد سبع مكونات للشخصية الكاريزمية وكلما زادت نسبة وجود كل صفة من هذه الصفات فيه كلما زادت الكاريزماتية عنده حتى إذا امتلك هذه الصفات جميعاً أصبح شخصاً كاريزمياً
وهذه الصفات السبع :هي :
1- لديه القدرة على إعطاء رسالة صامته لما يريد ، فيستطيع بحضوره فقط أن يعطي تصريحاً قبل أن يفتح فمه
( وهذه موهبة وصفة صعبة جداً ...وقلّ من يمتلكها !! )
2- لديه القدرة على صياغة كلامه بأسلوب جيد و يحسن تبسيط الأمور المعقدة بحيث يستطيع توجيه أي شخص لما يريد وأن يفهم ماذا يريد .
3- يمتلك مهارات الاستماع فالاستماع ضروري جداً في عملية التواصل لأنه يمكّن من فهم الآخرين بالشكل الصحيح والتحدث معهم باللغة التي يفهمونها ، مما يشعرهم بأنهم متميزين عنده فيتأثرون بما يقول ، وله القدرة على الاتصال معهم عاطفيا وفكريا ..
4- و ( الصفة الأهم ) القدرة على الإقناع فمهما كانت أفكاره عظيمة ومؤثرة فلن يكون لها أي فائدة بدون إقناع الآخرين بها.
5- قدرته على استغلال وقته وأوقات الآخرين واحترام خصوصيتهم واستقلاليتهم وهذا الأمر يعتبر أساسي في بناء علاقاته مع الآخرين أو هدمهما ! !
6- قدرته على التكيّف مع أنماط البشر وفهم شخصياتهم وطريقة تفكيرهم ومعرفة ما ذا يريدون بالضبط ..بما لا يتعارض مع القيم والأخلاق ولا يلغي شخصيّته .
7- بعد النظر والقدرة على رؤية ما هو ايجابي ومفيد في الأمور فإن ذلك يقوي الصبر والتحدي في النفس نحو التغيير الايجابي
همسة موجعة ولكنها ضرورية ......
لابد أن تعلم إذا أردت التدريب للدخول إلى عالم الكاريزما أن ذلك يعني اقتحام مخاطرة شديدة لعدّة أسباب منها /
أن الكاريزمي دائماً تحت المجهر في جميع أحواله شأنه شأن المشاهير ولك أن تتخيّل مثل هذا الحال ( لبس كذا ، أكل كذا ، خرج ، دخل ، سافر ، نال ترقية ، عيّن في كذا ، اشترى بيتاً ، ساعة ....)
بل حتّى لو اشترى ****اً عدّه الحساد قاطرة ...!!
وهو محسود من الفاشلين والعاطلين لنجاحه وإعجاب الناس به رغم عدم بذلهم لأيّ خطوة حتى يكونوا مثله !!.......
كما أنّه محطّ الأعين على مستوى محيطه الذي يعمل به وقد تحاك حوله الدسائس والاتهامات ويكون عرضة للمؤامرات وهو آخر من يعلم لأنّه لا يتعمّد إيذاء أحد ولم يسلب حقاً من أحد....!!
ولا يصبر على مثل ذلك إلا الإنسان الكاريزمي ( أساساً ) لأنه واثق بنفسه ولا يلتفت لمن حوله مادام لم يذنب في حقهم ... وإن كان بالطبع بشراً ويتألم كغيره لكنّه أكثر احتمالاً من الإنسان العادي ..
وأمر آخر أيضاً أن الإنسان الكاريزمي لم يكسب مودّة من حوله أو مكانته عند الناس بسعي منه أو لكثرة مداراته أو مراعاته وإنما نال ذلك بالفطرة لذا يتهم دائماّ بالاستعلاء والغرور ...
وإذا أردت أن تعرف ما إذا كانت شخصيتك كاريزمية تأمل في الأسئلة الآتية :-
- هل لديك القدرة على التعبير عما تريد بلغة العيون دون أن تتكلم ؟
. هل تمتلك مهارات الاستماع الجيد ؟
. هل لديك القدرة على صياغة كلامك بأسلوب حسن مؤثر في من أمامك على اختلاف فئاتهم ؟
. هل لديك القدرة على الإقناع والتأثير على من حولك ؟
. هل لديك القدرة على التكيف مع أصناف البشر على اختلاف طبائعهم وإيجاد الحلول العملية الذكية ؟
. هل لديك القدرة على استغلال الوقت بفعالية نحو الانجاز ؟
. هل تستطيع قراءة مشاعرك بذكاء ومعرفة ما الذي تريده بالضبط , وماهيّة أهدافك ؟
هل تستطيع استشعار مشاعر الآخرين ومعرفة حاجاتهم ؟
. هل لديك قدرة على التحكم بانفعالاتك وإظهارها بأسلوب ايجابي مؤثر في الناس نحو التغيير ؟
. هل تتمتع بالحاسة السادسة أو ما يعرف بالحدس أو البديهة
والفراسة ؟
وبعد قراءتك للأسئلة السابقة إليك بعض الأفكار التي تزيد من مستوى الكاريزما في الشخصية :
- تأنى قبل أن تتحدث , اجلس مستقيم الظهر , وابعد يديك عن وجهك , كن واثقا مما تقول وتكلم بوضوح وهدوء ولتكن لهجتك متفائلة ، تحدّث متى ما كنت مقتنعا ومتحمسا لما تقول حتى تؤثر فيمن حولك , كن واثقا من نفسك واشعر الآخرين بذلك . أما عند الوقوف , قف بشكل مستقيم ومريح ولا تهز قدميك أو تعبث بقلم في يدك , حتى لا يشعر الشخص المقابل لك بأنك متوتر أو خائف .
- عندما يتحدث إليك شخص اجعله يشعر بأنك مهتم به وانك مستمتع بالتحدث معه وابتسم في وجهه بين الحين والأخر , وعندما يتكلم إليك هزّ رأسك وأشعره بأنك متابع لحديثه ، حافظ على لغة العيون ونطاق التعبير بينكما . فذلك سيشجّعه على التحدث معك بأريحية ويثق بك وبالتالي يسهُل عليك إقناعه - وعندما تتحدث إلى مجموعة كن واثقا من نفسك ومرتاحا لمن حولك وللمحيط الذي توجد فيه ، وغيّر موقعك بين الحين والأخر ليشعر الجميع بوجودك .
هااااااام
- عند اللقاء الأول احرص على إعطاء الآخرين انطباعا جيدا عن نفسك فهو اللقاء الذي لن ينسوا تفاصيله ...
وأخيراً ....
لابد أن تعي جيداً أن ما ذكر أعلاه يزيد نسبة الكاريزما عندك ولكن بالتأكيد لن يخلقها.