أنت التي استعمرتيني بطغيان حنانك وحبك (قصة رومانسية بتجنن)

جرحها فجمعت شتات جراحها ولملت دموعها المتناثره وخبأتهم في حقيبه قلبها ومضت بعيداً ..
مرت الأيام ثقيلة متثاقلة وكل ما فيها يصرخ مناديا له طالبا طوق النجاه .. حتى سجادة صلاتها أوشكت على أن تنطق باسمه .. وهي التي صاحبتها ابتهالاتها إلى الله في كل ليلة
وفجأة .. يرن هاتفها لترى رسالة من رقمه، أنا متعب، أنا مريض، أنا بحالة صحية خطيرة! أريد رؤيتك ولو لدقائق .. أرجوك
بحركة لا إرادية ضغطت زر الاتصال متناسية ذلك الجرح العميق "ألوو انت بخير؟ ماذا بك؟ كيف أنت الآن؟ من يهتم بك؟؟....؟!
سألته بقلب يرتجف حبا ويتزلزل خوفا عليه .. كانت أسألتها متتالية وكثيرة ...
رد قائلا .. حين أراك سأخبرك عن كل التفاصيل
سكتت قليلا! ثم قالت حسنا، أراك اليوم، أريد أن أطمئن عليك
تجملت ولبست أجمل فساتينها وتعطرت بأرقى عطورها وأسدلت خصل شعرها
كم أصبحت جميلة بذاك اليوم، أيعقل أن القلب السعيد يجملنا هكذا!، أيعقل أن الحب والحبيب يصنعان بنا ما تعجز عنه عمليات ومساحيق التجميل!

هناك .. لبس هو أجمل ثيابه وتعطر بعطرها التي تحبه وتعشقه وأخذ وردة جورية حمراء وذهب مسرعا، وها هو الشوق الذي كان بالماضي يقتله .. يحييه الآن من جديد
جلس على كرسي قريب من البحر، جلس يرتب الكلمات والجمل والمفردات باحثا عن أروع عبارات الحنين وعن أقوى أشعار الحب منتظرا حبيبته .. وإذ بها تأتي بخطوات خجولة مرتدية فستاناً أحمر كلون الوردة التي يحملها
نظرت إليه، لمعت عيناها حبا وشوقا وفرحا ..
قالت: إذا لست مريضاً أليس كذلك؟!، كانت مسرحية بكل تأكيد!!
ضحك بخجل "نعم كنت أمثل، لست مريضا جسديا لكني مريض الاشتياق .. والشوق مؤلم
اقتربت منه ووضعت يدها على خده وهي تتحسس تفاصيل وجهه قائله "كنت أعلم أنك بخير وأنك تدعي المرض لكني أتيت، أتعلم لماذا؟!، لأني كنت أنتظر أن تكذب علي لأصدقك، فالمشكلة ليست فيك أبدا، المشكلة هي أنا .. أحبك رغم كل شيء
نزلت دمعة من عينيه ورجفت يداه!! مسحت بيديها دمعته قائلة: لا تبكي يا طفلي، دموعك هذه توجعني فلا تبكيها، لا أريد أن أراها.
قبل جبينها قائلا: أتعلمين أنك استعمرتيني بطغيان حنانك وحبك، وكنت أقوى من أسلحتي وقسوتي
ردت عليه مازحة: أتعلم أنك لست مريض، لكنك المرض بحد ذاته!!، أنت مرضي العضال! فكيف أشفى منك بربك؟

حينها ضمها لقلبه وبكى كما الطفل الصغير قائلا: إن شفيتي أنت من المرض .. حينها سأموت أنا