اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 اين الخلل 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
avatar



اين الخلل 1 Empty
مُساهمةموضوع: اين الخلل 1   اين الخلل 1 Icon-new-badge26/2/2010, 23:10

مظاهر الخلل في التربية والتعليم
المظهر الأول : الفصام النكد بين التعليم الديني واللاديني
مع
بدايات القرن المعاصر ظهر ما يسمى بالتعليم الديني والتعليم المدني ، ولحق
ذلك التفرقة بين الخريجين ، فالذي يتخرج من التعليم المدني يأخذ الوظائف
والمناصب ، والذي يتخرج من التعليم الديني يبقى من المساكين والدراويش
الذين يراوحون مكانهم ، وينتظرون فتات الرزق من موائد المتسلطين ، ثم
أيضاً احتقار المدرس الذي يدرس المواد الدينية ، و من تلك المعالم أيضاً
ظهور الفكر العلماني كشعار سياسي ، وتعليمي ، وإعلامي ، واجتماعي ،
واقتصادي ، فالعلمنة ليست تنحية الدين عن السياسة ، بل هي تنحية الدين عن
الحياة كلها .

المظهر الثاني : هامشية التعليم الديني الموجود
ورغم
فصل التعليم الديني ؛ فإنه تعرض لكثير من التهميش ، من ذلك قلة الحصص
ووضعها .. فحصة الدين تأتي في آخر الحصص ، أو في آخر الدوام ، مع كونها
قليلة ، وأكثر الدول الإسلامية يوجد فيها- بالذات في المراحل المتقدمة في
المدارس- مادة اسمها مادة الدين والتربية الإسلامية ، فيها التفسير ،
والفقه ، والحديث ، والعقيدة ، وكل شيء ، ومع ذلك تتواضع صفحاتها ، وتكبر
حروفها ، إلى غير ذلك من التهميش الواضح للتعليم الديني .

المظهر الثالث :عدم إدخالها في نسبة النجاح للشهادة
حيث
لا تأثير لها في النسبة ، فعندما تعطى له النسبة التي يدخل بها إلى
الجامعة أو ينال بها مرتبة الشرف ، يخرجون المواد الدينية والإسلامية فلا
تخرج في الشهادة ، ولا تحسب في النسبة ، مطلوب منه فقط فيها النجاح ، وإذا
أخفق في المواد الدينية ، وهو متفوق في غيرها ، فلا بد أن ينجح في الدينية
؛ لأنه قد تفوّق في غيرها .

المظهر الرابع : تدني علامة النجاح
فعلامة
النجاح في المواد العلمية عالية ، أما علامة النجاح في المواد الدينية
فتكون أقل ، ففي بعض الدول تكون علامة النجاح ثلاثين - يعني يكفي ثلاثين
درجة من مئة لينجح - وفي بعضها أربعين وأكثرها خمسين مساواة مع غيرها من
المواد.

المظهر الخامس : التفريغ من الهوية الإسلامية
ويظهر
هذا في المواد الإسلامية وغير الإسلامية ، فلا يوجد ربط بين المواد التي
تدرس ، خاصة المواد العلمية ، و المنهج الإسلامي ، حتى قال أحد الباحثين
من المتخصصين بعبارة جميلة تلخص هذا المعنى : " فالسؤال الذي يبدو لي
منحصراً هو إلى أي مدى ترتبط مناهجنا في التعليم وطريقة تدريس هذه المناهج
بتصورنا عن فلسفة الكون وطبيعة الحياة ؟ ذلك التصور المستمد من إيماننا
بالله ، و بعبارة أخرى هل هذه المناهج وفي طريقة تدريسها في أكثر الجامعات
الإسلامية ترتبط بهذا التصور الإيماني ؟ " ، ثم يجيب فيقول : " لعلي لا
أكون مخطئاً إن المرء سيضنيه البحث دون أن يعثر على مثل هذه الصلة ، إن
العلوم في أكثر الجامعات الإسلامية التي تدرّس وهي مقطوعة الصلة بهذا
التصور، ستبحث ولن تجد هذه الصلة ، وينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ؛
فإن تلك في جانب وهذه في جانب آخر " .

إن من معالم تضييع الهوية الإسلامية في المناهج
التعليمية والسياسات التعليمية ، أنها لا توضح حقائق التاريخ الإسلامي ،
ولا تربط الأمة بتاريخها ، فتجد أن كتاب التاريخ المعاصر ، تزدحم صفحاته
حتى يكاد الجلد أن يخرج منها ، وكما أشرت مرة في تغيير المناهج أن حظ عمر
بن الخطاب وتاريخه اختصر إلى سبعة أسطر ، وتاريخ عثمان بن عفان اختصر إلى
خمسة أسطر في مناهج التاريخ الذي يدرس حالياً في مصر ، سبعة أسطر وخمسة
أسطر ! بينما إذا جاء التاريخ المعاصر ، والقضايا الأخرى تأخذ بعداً
عميقاً ، ثم التركيز على الإبعاد عن الهوية الإسلامية ، فهناك مصر فرعونية
، والعراق آشورية ، وتركيا طورانية ، ومن هذه النسب التي لا يراد لها أن
ترتبط بالإسلام ، وقريباً في مجلة الوسط تحقيق عريض في مصر عن قضايا منها
الهوية ، " ما هي هوية المجتمع في مصر ؟ " طبعاً قضية العربية والإسلامية
كان الأكثر لا بد أن يضعها ، لكن كثير من الآراء تركز على الفرعونية
والإفريقية ، والارتباط بدول البحر المتوسط ، أي شيء يريدون أن يربطونا به
؟ لو قلنا : هي عربية وإسلامية ، يقولون : يوجد شعوب أخرى ، ولا تبقى هذه
هي الهوية الأساسية التي يدور المحور حولها .
أيضاً من معالم التفريغ
التركيز على التغريب أو المذاهب ، التي تتبعها السياسات التعليمة ، سواء
أكانت شيوعية أم رأسمالية ، أم غير ذلك .

المظهر السادس : إهمال منارات العلم الإسلامي العريقة
فبحجة
تطوير الأزهر تم تفريغه من محتواه في عصور ماضية ، وكذلك جامعة الزيتونة
في تونس ، وتمّ سحب الدراسات الإسلامية ، لئلا تكون مخصصة في هذه الجامعات
، وجعل أقسام منها في كليات الآداب ، وفي أقسام وكليات ليس لها صلة بها ؛
حتى تصطبغها ببعض الصبغة ، وتبقي منها الظلال ، والآثار الباهتة ،
والضعيفة ، ولذلك حتى في آخر الأخبار في الزيتونة ، يفرض على الطلاب
والطالبات الدارسين في هذه الجامعة الإسلامية ممارسات وأنشطة كما يسمونها
رياضية ، واحتفالات ، لا تمت للإسلام بصلة ، حتى يفرضوا على الدارس أن
يمارس الخطأ ، فيدرس ما هو مكتوب ، بعيداً عما هو ممارس في الواقع ،
إجباراً كما هو مشاهد .

المظهر السابع : سياسيات الابتعاث التي تهدف إلى تكريس هذا الجانب .

المظهر الثامن : انتشار المدارس والمناهج الأجنبية
وتكاد
المدارس الراقية والمحترمة والمعترف بها ، تكون أجنبية في كثير من البلاد
الإسلامية ، فتلك جامعة أمريكية ، وتلك مدرسة فرنسية ، لتمارس هذه
الجامعات دورها بمنهج واضح ، إنها ليست إسلامية أبداً لا تتستر حتى بشيء
من تلك الأستار الضعيفة أو الواهية ، وهذا كله باسم السفارات ، وباسم لقاء
الحضارات ، بينما البلاد الغربية المتمسكة بهويتها لا ترضى بذلك ، وتحارب
هذا ، والمدارس العربية والإسلامية في أكثر الدول الأوروبية ليس معترفاً
بها بالصورة التي يعترف بمدارسهم عندنا ، بل بعض المدارس ما تزال تلاحق أو
تعاني من القوانين الموجودة في تلك الدول التي لا تسمح لها بأن تكون ذات
مناهج تعليمية متكاملة ، وشهادات معترف بها ونحو ذلك ، والمناهج الأجنبية
، واللغات الأجنبية ، والتدريس بها ، فعندما تدرّس اللغة الإنجليزية حتى
تأتي بالمنهج الجيد في اللغة الإنجليزية ، لا بد أن يكون المدرس إنجليزياً
، والمؤلف شخص إنجليزي ، وتجد الطلاب مسلمين وعرب ، فلماذا لا يؤلف منهج
يراعي هذا الجانب ؟ وتجد أن المناهج - حتى التي تدرس هنا في جامعاتنا -
فيها مواضيع وقصص لا تراعي الأمور الشرعية ، فمثلاً مادة الأدب الإنجليزي
فيها قصص تذكر شرب الخمور ، والقبل ، وغير ذلك من المخالفات الشرعية
والمحرمات ؛ لأن الكاتب يذكر قصة قومه ، وأحوال مجتمعه ، وحتى نتعلم اللغة
الإنجليزية لا بد أن نتعلم المفاسد النصرانية والغربية ، بينما يغضب منك
الياباني عندما تكلمه بالإنكليزية ، بل ربما يضربك ، ويبطش بك ، و يعرض
عنك ، كما حدثني كثير ممن زاروا تلك الديار ، سواء في اليابان أو في الصين
، وهو لا يقبل أن يتكلم بغير لغته ، الألمان لا يدرسون في جامعاتهم إلا
باللغة الألمانية ، اليابانيون والصينيون الذين لغتهم أعقد لغة في العالم
؛ لأنه ليس لها حروف ، ليس هناك حرف وحرف وتجمع بعد ذلك الكلمات ، كل كلمة
لها رسمة ، فبعدد الكلمات تحفظ الرسومات ، ويموت الكبير وهو لا يعرف كل
مفردات لغة قومه ، ومع ذلك لا يدرسون إلا بلغتهم ، وإذا أخذوا هذه اللغات
يدرسونها كمادة لغوية في المخاطبة ، وبالقدر المحدد ، وأغلب الدول
الإسلامية تدرس باللغة الإنجليزية ، وباللغة الفرنسية ، حتى إذا تكلم
الطالب من هؤلاء باللغة العربية تشك في عروبته ، ويذكرك باللهجة التي طغت
علينا الآن مع كثرة السائقين والخدم ، وصارت مفرداتنا أكثر عجمة من العجم .

المظهر التاسع :اختلاط الجنسين
في
أكثر الدول الإسلامية يذهب الزائر إلى الجامعة ، فلا يعرف هل هو في مؤسسة
علمية أم في معرض أزياء ؟ أو في ملهى ليلي أو في حديقة لتبادل الحب
والغرام ، وضياع التعليم وضياع الأخلاق في الوقت نفسه ؟ وأخيراً تمنع
الجامعة من تدخل متحجبة ، أو متنقبة من باب أولى ، لماذا ؟ لأن هذا الحجاب
سوف يضغط على عقلها فلا تفهم المحاضرات والدروس ، فينبغي أن تتخلى عنه ! .

المظهر العاشر : العبث بالدراسات اللغوية وإخراجها من حضانة الدين
يقولون
لك : في لغة الأدب والشعر ينبغي أن لا يحكم بالإسلام من ناحية التحليل
والتحريم ، وهذه أذواق وعواطف وإبداعات ، وكما قال زعيمهم الأول " طه حسين
" وهو ممن بدءوا هذه المسيرة يقول : " فالذين يزعمون أننا نتعلم العربية
ونعلمها لأنها لغة الدين فحسب ، ثم يرتبون على ذلك ما يرتبون من النتائج
العلمية والعملية ، إنما يخادعون الناس ، وليس ينبغي أن تقوم حياة الأمم
على الخداع ؛ فإن اللغة العربية ليست ملكاً لرجال الدين يؤمنون وحدهم بها
، ويقومون وحدهم من دونها ، ويتصرفون وحدهم فيها " يريد أن يدخل هو في
الدفاع عن اللغة العربية وتبنيها ، ثم يقول:" لكنها - أي اللغة - ملكٌ
لجميع الذين يتكلمون بها ، من الأمم ، والأجيال ، وكل فرد من هؤلاء حر في
أن يتصرف في هذه اللغة تصرف المالك ، متى استوفى الشروط التي تبيح له هذا
التصرف "، وطبعاً هذه الشروط تسير وفق الأهواء فيتصرف في اللغة كأنه
مالكها ، وبالتالي يبث فيها سمومه ، ويضعف مقوماتها ، ونحن نعرف أن اللغة
هي الوعاء الذي جاء فيه هذا الدين بكتاب الله - سبحانه وتعالى - وسنة نبيه
- صلى الله عليه وسلم - ومن هنا طبعاً جاءتنا الدعوة إلى العامية ،
وجاءتنا مناهج الحداثة الكفرية ، وجاءتنا أيضاً الإباحية التي سماها بعض
الأدباء عبيد الأدب[ نظرية الأدب للأدب ] وَ [ النظرة الفنية الأدبية ] ،
بغض النظر عن أي قيمة أخلاقية أو معنى إسلامي، وكذلك جاءنا الشعر الحر ،
ثم أيضاً الأدب الشعبي ، وغير ذلك من مظاهر العدوان على اللغة العربية .

المظهر الحادي عشر : تدريس التعليم المحرم شرعاً وإهدار الطاقات فيه
فعندنا
كليات للقانون والقوانين الوضعية وأقسام لها ، وفي البلاد الإسلامية وهناك
المعاهد العليا للموسيقى ، وكليات الفنون الجميلة التي تدرس النحت
والتماثيل ، وكأننا قد ملئنا البلاد بعلماء الفلك والذرة ؛ حتى نحتاج إلى
تعليم الفنون الجميلة كالرقص الشرقي وغيره ، وقد سبق أن ذكرنا في درس
المجلات أن إحداهن قالت لماذا نكرّس علماء للذرة ، وأبحاث للذرة ، مما
يهدد أمن العالم وسلامه ، يكفي أن نبني مدارس لتعليم الباليه ، والرقص
الشرعي ؛ حتى نتطور ونرقى .. إلى آخر ما يكرّس ، وتهدر فيه الطاقات ،
والأموال ، والمتخصصين ، وحملة شهادات عليا ، ودكتوراة في هذه الأمور
السخيفة .

المظهر الثاني عشر : عقم العملية التعليمية
يغلب
على الأنظمة التعليمية في البلاد الإسلامية الاهتمام بالكم دون الكيف ،
فهم يخرجّون أعداداً هائلة ممن لا يفقهون مما تعلموا شيئاً ، بل ربما لا
يعرفون مما تعلموا إلا العناوين ، أيضاً بين العملية التعليمية ، والمسائل
الروتينية فالمدرس يعلّم ، وعليه أن يقسّم الدرجات بين ثلاث وأربع ،
وأسئلة شفهية ، وعنده توجيه ، وعنده تصحيح ، وعنده بعض الأمور ، وأشياء
شكلية كثيرة ، يعرف هو أنها شكلية ، ويعرف من يراقبه أنها شكلية ، ويعرف
من وضعها أنها شكلية ، ومع ذلك هي أساسية ، ولها الأولوية ، وكل ذلك على
حساب العملية التعليمية ، أيضاً بين الجانب النظري والعملي أغلب الدراسات
نظرية ، أما المعامل والبحوث والتطبيقات العملية فدائرتها أضيق ما تكون
بين الثبات والأنظمة المتجددة .
أكثر التغييرات في النظم التعليمية في
العالم الإسلامي ، فكل يوم يخترعون نظاماً جديداً ، وطريقة جديدة ، وكذلك
بين المؤهلات والواسطات التي ذكرناها ، فالذي يتفوّق ويتخرج بأعلى الدرجات
لا يحظى بالفرصة لكي يدرس ويتخصص ، ويأتي غيره ممن له طرق أخرى فيصل ،
وكذلك بين الانطواء النظري ، والانفتاح العملي معلوم أن الجامعات في كثير
من ديار العالم ، أنها هي التي تحل مشكلات الاقتصاد ، وتقدّم التقنية ،
وتطوّر المصانع ، أما الجامعات عندنا في غالب الأحوال تقدم كتباً تحفظ ،
ثم يستفرغها الطلاب على صفحات الورق ، وآخر الظواهر ما تردده وسائل
الإعلام الغربية من ضرورة تغيير المناهج في البلاد الإسلامية ؛ للقضاء على
جذور الإرهاب ، وهو ما يسمى بـ " سياسة تجفيف المنابع " وقد بدأت بعض
الدول الإسلامية بحذف بعض الموضوعات المتعلقة بالجهاد ، والعلاقة مع
اليهود ، تنفيذاً لهذه السياسة .

التوجيه والإعلام
أهميته وخطورته
أولاً : اتساع دائرة التعامل
فالخطاب الإعلامي موجه للمجتمع بكل فئاته المتعلم وغير المتعلمة ويصل لجميع أفراد المجتمع .

ثانياً : تعدد الوسائل في القديم
كان هناك عندك كتاب ، وجواب ، وبحث ، أما الآن فصحيفة ، وإذاعة ، وتلفزيون ، وبث مباشر ، وفيديو ، وإنترنت .

ثالثاً : عمق وقوة التأثير
لأن هذا المعلم يبقى معك فترة ، ويتفاعل معك ، ويأتيك المشهد الذي يغيّر تغييراً قوياً في العواطف والأفكار .

رابعاً : امتداد زمن التأثير
المدرسة
أربع ساعات ، أو ست ساعات ، أما هنا فمن وقت الإشراق إلى وقت الغروب.. إلى
أن يدلهم الليل ، موجات الأثير تحمل لك كل شيء من هذه المواد الإعلامية .

خامساً : اتساع رقعة التأثير
فالتعليم
في القرى النائية تجد هناك مدرسة واحدة ، ابتدائية ، وإذا كبرت فمعها
متوسطة ، وإذا اتسعت فثانوية ، أما الجامعات فقليلة ، أما الإعلام فكل
قرية فيها إذاعة وفيها تلفزيون وفيها قنوات ؛ لأن هذه القنوات تعبر
القارات بدون تعب ، ولا تحتاج إلى مبان ، ولا تحتاج إلى مدرسين ، ويتكلم
المذيع من مكانه ويسمع شرق الأرض وغربها .

مظاهر الخلل في الإعلام
المظهر الأول : التناقض وتكريس الخصام
فهناك
برنامج ديني يقول : التبرج حرام ، ثم تأتي بعده تمثيلية فيها التبرج بأجلى
صوره وأوضحها ! وهناك برنامج طبي يحذر من التدخين وآثاره ، ثم يأتي الفيلم
الذي يكاد أن يخرج الدخان فيه من شاشة التلفاز من كثرة ما يرى أحياناً من
كثرة المدخنين !
أيضاً إدارة للبرامج الدينية في كل دائرة تلفزيونيه ،
وتقدم هذه الإدارة البرامج بعيدة من كل شيء ، صفحة إسلامية في كل مجلة
وجريدة ، ليبقى هناك إسلام ، وهناك شيء لا علاقة له بالإسلام ؛ حتى
المجلات التي ليس لها - كما يقولون - في الإسلام نصيب لا من قريب ولا من
بعيد ، لا بد لها من صفحة في ظلال الإسلام ، أو صفحة فتاوى ، أو صفحة
الدين ، كل ذلك لإيجاد هذا التناقض في حس الناس وفي واقع الحياة .

المظهر الثاني : تهوين المحرمات وتبريرها
فتمارس
المحرمات عبر وسائل الإعلام بصورة تلقائية ، وتشرب الخمور ، وتمارس
الفواحش ، وتظهر القبلات ، ويظهر التبرج ، ويظهر على أنه أمر عادي ، بل
ربما يظهر على أنه مطلوب ومرغوب إلى آخره .

المظهر الثالث : تضييع الهوية
فلا
يكاد المرء يعرف ما هي الشخصية التي يريد الإعلام أن يصوغها ، فهل هو
يريدها الشخصية العربية المعتزة بعروبتها ، أو الشخصية الوطنية المنتمية
لوطنها ، لا تعرف ما الذي يريده الإعلام ؛ لأنك تشاهد خليطاً غير متميز
ورقع شوهاء مختلطة ممتزجة ، لا يعرف أولها من آخرها ، فليس هناك مناهج
مدروسة ، ولا سياسات مرسومة في وسائل الإعلام ، بل على طريقة القس زويمر
الذي قال: " لا نريد المسلمين أن يدخلوا المسيحية ، نريد أن يخرجوا من
الإسلام " المهم أن يخرج من هذه الهوية ، وبعد ذلك فليضع في أي واد من
الأودية ،ونرى ممارسات بلهاء في بعض وسائل الإعلام حيث لا هدف ولا غاية ،
وبعضها فيها جانب آخر - وهو أخطر - وهو تركيز هويات غير إسلامية .. تركيز
للمسخ الإجرامي ، بعضها يدعو إلى بعثية خاسئة ، أو شيوعية خاسرة ، أو
رأسمالية ماكرة ، أو إباحية داعرة ، أو إلحادية كافرة ، إلى آخر ذلك مما
يكرس هذه الجوانب .

المظهر الرابع : يأتي فقدان البعد الإسلامي في النقد والتحليل
انطلاقا
من هذه الصورة الهلامية والببغاوية في التقليد ، والنقل لكل مواد الإعلام
الغربية ، ننقل الأخبار ، وتقع الأحداث ، وليس هناك أي تسليط للضوء على
تقويمها في ميزان الإسلام ، وارتباطها بسنن الله - عز وجل- أثرها نفعاً أو
ضرراً على المسلمين ، كل ذلك لا أثر له ، لا من قريب ولا من بعيد إلا فيما
ندر ، وهناك صورة أخرى تزيد في هذا ، لا تكتفي بعدم صدق النقل ، ودقة
التحليل بالمنهج الإسلامي ، بل تتركه وتغير فإذا بالمجاهدين ثوّار ، وإذا
بالملتزمين متطرفين ، وإذا .. وإذا ، إلى آخر ذلك فهو أيضا يزيد في بعد
هذا الجانب .

المظهر الخامس : تزييف القدوات
حتى
يقال للرجل : ما أعلقه ! ما أظرفه ! وليس في قلبه من الإيمان حبة خردل ،
ولذلك نجد أن التسليط الذي يسلطه الإعلام وأضواءها ، تبرز قدوات يسمون بـ
" النجوم والأبطال " ، وتأتينا العبارات من خلال هذه الوسائل ، سواء عن
أهل الفن أو أهل الرياضة .. " حطمنا أسطورة الصين " .. " قهرنا امبراطورية
اليابان " .. " هزمنا قوة الألمان " ، وذلك إما أن يكون في حصول فوز رياضي
في مباراة ، أو حصول فيلم من الأفلام في مهرجان على جائزة أو مرتبة ،
وبالتالي استطعنا أن ننافس ، وأيضاً تكريس ذكرى وفاة فلان .. بطولة فلان
.. جهاد فلان ، ومنهجه في الحياة ، وآراءه في الأزمات ..
عندما تأتي أي
قضية ، أو أي حدث ، فالذين تسلط عليهم الأضواء هي هذه النوعيات ، رغم
خوائها وفسادها إلا أنها تبرز للمجتمع كقدوات ، وبالتالي تزييف هذه
القدوات ، ويتأثر الناس بها سلباً في تصوراتهم وسلوكياتهم .

المظهر السادس : المتاجرة بالغرائز والتلاعب بالعواطف
أي
المواد الإعلامية سواء في شرق أو غرب ، لا بد أن تأتي في هذين الجانبين ..
المتاجرة بالغرائز ، والتلاعب بالعواطف -كما يقولون - مشاهد أو أفلام
بوليسية ، لا بد أن يكون أساسها وبطولتها تتعلق بالحب والغرام ، والعشق
والهيام ، وما يلحق بذلك من كشف العورات ، وإثارة النزوات ، وتأجيج
الشهوات ، كل هذا مخالف لما ينبغي أن يكون في حياة الأمة المسلمة ، ثم كنت
ربما قبل أكثر من عشر سنوات أركز على جانب التلاعب بالعواطف ، كتبت
مقالاًَ بعنوان : [ الحياة فن ] ، ذكرت فيه أن الناس ينفعلون ويحزنون ، بل
يبكون وتدمع أعينهم ، والسبب هو أن البطل في الفيلم مسكين حرم أو ظلم أو
سجن ، وقد يفرحون ويهللون ، بمعنى أن مشاعر الحب والبغض ، ومشاعر الولاء
والبراء ، ومشاعر الحماس والانفعال ، ومشاعر الانقباض والحزن ، أصبحت أمر
تتسلط عليه هذه الوسائل الإعلامية ، حتى أني أعلم وأعرف في فترات مضت ، أن
الشباب في سن المتوسطة والثانوية ، عندما كانوا يقرأوون قصص ، أو روايات
مثل [ قيس وليلى ] ، يبقى معها وقتاً طويلاً ، وتدمع عينه ، ويحزن لمأسآة
قيس وما وقع له .. كل ذلك داخل في هذا الإطار ، ويحصل من وراء ذلك إفساد
الأذواق ، وتقويض الأخلاق ، وإضعاف الإيمان في القلوب ، وإجهاض الإسلام في
السلوك .

المظهر السابع : تضييع الأوقات وتبديد الطاقات
أموال تصرف على هذه الوسائل في كثير من البلاد ، أضعاف أضعاف ما يصرف على الزراعة ، والصناعة ، والتعليم .
ولقمة
العيش التي يبحث عنها الناس فلا يجدونها إلا ملطخة بالأوحال ، وعندما تطأ
أيديهم ، بل ربما أعناقهم النعال ، ومع ذلك تصرف المبالغ الهائلة في هذه
الوسائل ، رغم أن الحاجة ليست بالدرجة المهمة على هذا النسق ، ورغم أنها
تؤدي هذه الأدوار السلبية ، والأوقات تتحنط أحياناً أمام أفلام الكرتون ،
وتتصلب أعناق الشباب أمام المباريات ، وتتعلق أبصار الفتيات بالتمثيليات ،
وتنشغل القوى الفكرية ، وتنشل الحركة المرورية أحياناً بسبب هذه الموجات
الإعلامية ، وقريباً يحدثني أحد المدرسين في إحدى الكليات : أنه في يوم من
الأيام كان هناك ثلاثة فصول كاملة خاوية على عروشها ؛ لأنه كانت هناك
مباريات تبث في التلفاز في وقت الصباح على ما فهمت على أقل تقدير .

المظهر الثامن : تغيير الأفكار وتبديل الاهتمامات
فتغيير أفكار الناس واهتماماتهم وطموحاتهم بناء على هذا الجانب .

المظهر التاسع : تكريس التبعية وإحياء التقليد
من
خلال تمجيد الأجنبي وتعظيم الغربي ، دائماً الأجنبي والغربي هو الذي يظهر
في الصورة المشرقة وكذا ، والعربي والمسلم يظهر حتى في إعلامنا العربي
والإسلامي ، يظهر العربي في صورة الأبله والساذج والضعيف والمتخلف ،
وبالتالي نعلم أنه لا بد من خلال هذا التكريس أن يرتبط الناس بالغرب ،
وبالأمم القوية ، وبالأمم المتحضرة ، وأنه لا يمكن أن نسير ولا أن نتقدم
إلا إذا أخذنا هذا الجانب .

المظهر العاشر : محاربة الإعلام الإسلامي بالإعلام
فإذا
تحجبت المذيعة لا يمكن أن تظهر على شاشة التلفاز ، وإذا أريد أن يكون
بدلاً من المقدمات الموسيقية نشيداً إسلامياً ، فلا يمكن أن يكون ذلك ؛
لأن هذا سيظهر لماذا كان هذا هنا ؛ لأن الجانب الآخر سيكون هناك دلالة على
أن الجانب الآخر محرم ، أو غير مشروع .
وأخيراً هجمة شرسة مجددة رغم
الإعلام الذي ذكرنا فيه هذه المظاهر من الخلل ، إلا أن هناك أمور تزيد على
هذا مثل ما قرأت في ندوة في مجلة [ روز اليوسف ] حول الرأي الآخر في وسيلة
التلفاز يقول بعضهم : أن التلفاز وسيلة ترفيه ، وليس مجال لطرح الآراء
والأفكار ، يعني الناس لتضحك ولتنام ، ولتستمتع وتعيش كما يعيش المخدرون
من المدمنين ، وكذلك هجمة قوية ، ومزيد من الانحلال ، بل ذكر بعض الكتاب
أن مرد التطرف الذي يسمونه ، ويدعونه أن أجهزة الإعلام كرست هذه الجوانب
عن طريق البرامج الدينية التي بثت هذه الأفكار ، وقد سبق أن ذكرنا قبل ذلك
عدد ساعات البث وموازينها ، أقول : أيها الإخوة إن الموازين انعكست
ويذكرنا ذلك بقول أبي العلاء المعري :
إذا وصف الطائي بالبخل مادر **** وعير قسا بالفهاهة باقل
وطاولت الأرض السماء سفاهة ****وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة **** وقال الدجى للصبح لونك حائل
فيا موت زر إن الحياة مريرة **** ويا نفس جدي إن دهرك هازل

هذه الصور المقصود أن نتوعى لها ، وأن نعرف حقيقتها،
أن نحذر من آثارها ،ونتحمل مسئوليتنا تجاه الإصلاح وهذا الذي يدعونا لهذا
الحديث ، وأخيراً ينبغي أن يكون في حس كل إنسان مسلم ، أن لايركز دائماً
على هذه الأخطاء ، وليركّز على الدائرة التي ذكرتها من قبل ، وهي الأخطاء
من الأفراد ، فيما تملكه أنت من طاقات في عقلك وتفكيرك ، ووقتك ، وثقافتك
، وعلمك ، ومشاعرك ، وحماسك ، فيما تملكه أنت من أبنائك وأسرتك ، فيما
تملكه من كلمة حق تقولها ، أو مقالة صدقة تكتبها ، أو إنكار منكر تمارسه ،
كل هذا هو الذي ينبغي أن نواجه به أنفسنا ، كما أشرت في مسألة المرآة حتى
يكون ذلك بداية لهذا التصحيح .

أقول : إن الجوانب كثيرة ومتعددة ، وأؤكد ثانياً
وثالثاً ، أن ذكر هذه المظاهر من الخلل لا يراد بها الاستمتاع ، ولا يراد
بها الإثارة ، بل يراد بها أن نخطو خطوات عملية في ميدان التغيير والإصلاح
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عدي الزعبي

عدي الزعبي



اين الخلل 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: اين الخلل 1   اين الخلل 1 Icon-new-badge27/2/2010, 22:41

مشكوووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اين الخلل 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: منتدى الاسرة :: المنتدى الاسلامي :: اسلاميات-
انتقل الى: