"فقدنا الثقة، نريد إنصافا، ظلمنا، ما هو مصيرنا"، كلمات وتساؤلات رددها طلبة الثانوية العامة وذووهم منذ السبت الماضي، وترددت بأصوات ملؤها القهر ويحيطها التخبط، جراء خطأ اعتبروه وذووهم بأنه دمر مستقبلهم.
اعتصامات واحتجاجات متواصلة لم تتوقف أمام بوابات مديريات التربية والتعليم منذ بداية الأسبوع الحالي، منادية بحلول وبمعرفة ما هو صحيح وما هو خطأ من علاماتهم، وأحدث تلك الاعتصامات بدأها الطلبة وذووهم منذ صباح أمس أمام مديرية الامتحانات والاختبارات.
واتفق المعتصمون أن كشوفات العلامات الموجودة في المدارس مطابقة لكشوفات العلامات التي أصابها الخطأ منذ الساعات الأولى لإعلان النتائج والتي بدورها كانت غير صحيحة.
وأجمع المعتصمون على رغبتهم في رؤية دفاتر العلامات ذاهبين الى أن المصداقية "مشكوك فيها"، معتبرين عملية تقديم طلبات الاعتراض عملية "تخدير" مؤكدين بأن خطأ فرز العلامات في الكمبيوترات يعني أخطاء كثيرة حدثت منذ بداية الامتحانات.
ذوو الطلبة تركوا مسؤولياتهم خلف ظهورهم من أعمال وأشغال ومنازل واحتشدوا أمام المديريات يحملون في أيديهم أوراق طلبات "الاعتراض" التي وبعد تعبئتها يضعها موظفو المديرية داخل الملفات المرتبة فوق بعضها والغاصة بالأوراق، لا يعرف أصحابها ما هو مصيرها وما مدى قدرتها على إعادة حقوقهم بحسب ما قالوه لـ"الغد".
"ينام ويصحو على نار" يقول الطالب محمد والقلق ظاهر عليه وهو يحاول أن يصف حالته أثناء حديثه مع "الغد" ودرجة الخوف التي يعيشها منذ إعلان النتائج التي أظهرت نجاحه، وما لبثت أن انقلبت وتوالت الأخطاء الواحد تلو الآخر حول نتيجته، حالة عاشها وكثيرين بكل تفاصيلها المؤلمة وكانوا ضحايا لنتائج متخبطة أفقدتهم الثقة.
لا يكترث محمد بحسب ما أشار إليه بالمدة الزمنية التي سيستغرقها خلال انضمامه في صفوف المعتصمين في أي مكان كانوا فكل ما يفكر فيه أن يرى "النور" ويتأكد من صحة نتيجته قائلا "رح أحكي مع حالي كمان شوي" واصفا خطورة حالة الضياع التي يعيشها حاليا.
والدة الطالبة نور تبكي أمام مبنى المديرية وتصرخ طالبة "التفسير" لما حدث بفلذة كبدها التي يفوق معدلها الـ 98% في امتحانات التجريبي في مدرستها والأولى على صفها.
"حسبي الله ونعم الوكيل" تقول والدة نور ذاكرة أن ابنتها وبعد إعلان النتائج التي "ظلمتها" حين ظهرت نتيجتها بأنها راسبة ما تزال حبيسة غرفتها عاجزة عن النطق من هول الصدمة التي صعقتها.
فيما كانت حالة الطالبة أميمة الشمري كما وصفها كثير من المعتصمين من الطلاب الملتفين حولها "يرثى لها" فأميمة كانت في حالة شبيهة بحالة الانهيار العصبي تبكي وتصرخ بأعلى صوتها "حرام حرام" وتقول لـ"الغد" "أريد أن أرى علاماتي".
"أنا أولى المملكة ولست أولى المدرسة"، تستكمل أميمة وهي تشرح درجة تفوقها في مدرستها التي توقعت أن تكون من أوائل المملكة لكنها خدعت بنتيجتها التي كانت 79.3% مؤكدة أنها فور خروجها من قاعة الامتحان يكون في انتظارها معلمون يحسبون لها علاماتها متنبئين بتفوق عالٍ.
أما الطالب هاني والذي تواجد بين صفوف المعتصمين فاعترف لـ"الغد" بأنه قد حرم من مادتي الرياضيات والانجليزي لكن المفارقة كما قال أنه نجح في جميع المواد.
والدة الطالبة سيرين تقول نريد حق أولادنا الذين وقعوا ضحية خطأ أشخاص لم يحسبوا حساب المصيبة التي انهالت على العديد من العائلات وطلبة فقدوا الثقة بكل شيء وبأنفسهم، وبأدائهم خلال الفصل الدراسي المقبل.
"لم نعد نريد أن نداوم" يقول مجموعة من الطلاب الذين يرفضون أن يلتحقوا بالفصل الدراسي الثاني من دون حل مشكلتهم، ويقول أحدهم "نحن نموت ونحن ندرس وفي النهاية لا نأخذ ما نستحقه من درجات".
[b]
موضوع: كشوفات العلامات في المدارس مطابقة للكشوفات الخاطئة 
10/2/2010, 19:51
