المونديال الأفريقي والدروس المستفادة

انفض سامر المونديال الأفريقي “أنجولا 2010” ولم تنته دروسه المستفادة، باعتباره ثاني أقوى بطولة قارية على مستوى العالم:

أولاً: كان الانضباط داخل الملعب وخارجه أحد أهم أسباب فوز منتخب مصر بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي، كما أن تغليب مصلحة الجماعة على الفرد كان عنواناً بارزاً لأداء الفريق طوال مشواره بالبطولة عندما كسب ست مباريات متتالية، ليسجل رقماً قياسياً بعدم الخسارة في 18 مباراة هي كل مسيرته في البطولات الثلاث الأخيرة.

ثانياً: إن دعم مهمة المدرب الوطني، برغم بعض الحملات الإعلامية كان أيضاً بين عوامل التفوق المصري وأثبتت التجارب أن حسن شحاتة هو أفضل مدرب في تاريخ الكرة المصرية، بإنجازه الذي من الصعب تكراره في السنوات المقبلة.

ثالثاً: إن التوحد خلف هدف واحد من شأنه أن يحقق المعجزات، وهو نفس ما حدث عام 2007 عندما تكاتفت كل الجهود من أجل فوز منتخب الإمارات للمرة الأولى في تاريخه بلقب دورة الخليج.

رابعاً: إن تجديد الدماء يمنح المنتخب قوة دفع هائلة، كما حدث في تجربة اللاعب محمد ناجي “جدو” الذي أشاد به موقع الاتحاد الدولي ووصفه ب “البديل الرائع” حيث تحول من لاعب مغمور قبل انطلاق البطولة الى “بطل قومي” فور إطلاق الحكم صافرة النهاية لكأس أفريقيا، وحسناً فعل كاتانيتش مدرب منتخب الإمارات عندما ضم الى تشكيلة الأبيض عدداً من أبرز نجوم منتخب الشباب “ثامن العالم” ومن بينهم عامر عبدالرحمن الفائز مؤخراً بلقب أفضل لاعب عربي صاعد وذلك بعد أيام من مشاركته ضمن فريق أصدقاء زيدان الذي واجه فريق أصدقاء رونالدو لمواجهة الجوع.

أضاف منتخب مصر إنجازاً جديداً لما حققه في كأس أفريقيا، باحتلاله المركز العاشر في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو أفضل ترتيب لمنتخب عربي على مر التاريخ.

ينتظر الاتحاد الأفريقي مأزقاً حقيقياً قبل توفيق أوضاع كأس أفريقيا بإقامته في السنوات الفردية، فبعد إقامة البطولة رقم (28) عام 2012 سيجد لزاماً عليه أن يبدأ مباشرة تصفيات البطولة التالية التي تستضيفها ليبيا، ليحدد المتأهلين لبطولة 2013، وكان من الأفضل من وجهة نظري إقامة البطولة المقبلة عام 2013 على أن تقام بعد البطولة بعد المقبلة عام 2015.

وهكذا، دون أن تتعرض المنتخبات الأفريقية لضغوط هائلة نتيجة إقامة البطولتين المقبلتين في عامين متتاليين، وبالمناسبة فإن بطل 2010 وبطل 2012 لن يشارك في بطولة العالم للقارات، بينما ستتاح الفرصة لبطل 2013 للمشاركة في بطولة القارات التي تقام بالبرازيل في نفس العام لتمكينها من اختبار مقدرتها قبل احتضان مونديال 2014.

الله يعطيك العافيه
بأنتظار جديدك

يعطيك العافيه