الرياح

اخواني الكرام اولا اشكركم على تشجيعكم لأكمال هذه السلسة من المعارف في مجال الطقس والمناخ
واستميحكم عذرا من رداءة التصوير في بعض الاحيان ولكن املنا بأن نصل الى الهدف في نقل المعلومه وترسيخها
اليوم درسنا عن الرياح ومصدر المعلومات سبق وان اشرنا اليه في الدرس السابق
الرياح
يشهد الغلاف الجوي حركة مستمرة ومن يراقب الجهاز الذي يقيس سرعة الرياح واتجاهها يلحظ أن الرياح تغير سرعتها واتجاهها في كل لحظة ويمكن ان نميز بين نمطين لحركة الهواء : الرياح وهي الحركة الأفقية للهواء .
والتيارات الرأسية وهي حركة التيارات الصاعدة والهابطة وتبدو الحركة الرأسية عند مقارنتها بالحركة الأفقية ضئيلة ومحدودة لأنها محصورة في
طبقة التروبوسفير التي لا يتجاوز سمكها 8-12 كم فقط وبالرغم من ذلك فان للحركة الرأسية أهمية كبرى في نشأة كثير من الظواهر الجوية مثل التكاثف وتكون الغيوم وسقوط الأمطار وحدوث البرق والرعد وغيرها من مظاهر الطقس المهمة . ولعل السبب في ضآلة الحركة الرأسية للهواء هو ضآلة سمك طبقة التروبوسفير التى تنحصر تلك الحركة فيها .
1- وظائف الرياح
تقوم الرياح بوظائف متعددة ولكننا سنكتفى بذكر اثنتين منها فقط هما : نقل الطاقه ونقل بخار الماء .
نقل الطاقة: تنقل الرياح كميات هائلة من الطاقة الفائضة في المناطق المدارية الى المناطق القطبية التى تشكو من عجز كبير في الطاقة .
وكما يبدو واضحاً في الشكل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فأن انحراف الرياح يزداد كلما ابتعدت عن خط الاستواء ويصل الى اقصى حد له عند القطبين مباشرة . ويرجع السبب في زيادة انحراف الرياح كلما ابتعدنا عن خط الاستواء باتجاه القطبين الى زيادة السرعة الدوارنية للأرض كلما زادت درجة العرض أي كلما ابتعدنا عن خط الاستواء باتجاه القطبين ولتوضيح ذلك نفترض وجود جسم ثابت فوق القطب مباشرة تجد ان ذلك الجسم بالرغم من ثباته الظاهر يتحرك مع حركة الارض وتكون حركته كلها عموديه على محور الارض تماما ولو كان ذلك الجسم موجودا على خط الاستواء مباشرة فأن حركته تكون كلها موازية لمحور الارض اما لو كان الجسم موجودا في اي مكان آخر بين القطب وخط الاستواء فأن حركته تصبح محصله ( Resultunt ) للحركتين العمودية والموازية انظر الشكل التالي




فأن معدل نقل الطاقة يستمر في الزيادة حتى دائرة 35 شمالا ثم يأخذ بعد ذلك بالتناقص لأن جزء من الطاقة المنقولة يذهب في تسخين المناطق المعتدلة والباردة التى تمر عليها تلك الرياح . ولا شك أن الاختلاف الكبير في توازن الطاقة بين المناطق المدارية والقطبية هو الدافع الرئيس لحركة الرياح , ونشأة الدورة العامة للغلاف الجوي .
نقل بخار الماء : المصدر الرئيس لبخار الماء هو المسطحات المائية الا ان الرياح تنقله بعيداً الى اليابسة حيث يسقط على شكل امطار وثلوج . ولولا هذه لكانت الامطار التى تصيب اليابسة أقل مما هي عليه الان بكثير
قال تعالى في محكم كتابه العزيز (( والله الذي ارسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه الى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور))
والرياح بالاضافة الى هاتين الوظيفتين تنقل بعض عناصر الطقس الأخرى كالضباب المتنقل والصقيع المتنقل وغيرهما من أماكن نشأتها الى مناطق أخرى بعيدة . وتقوم الرياح ايضا بنقل التلوث الجوي والبحري من مصادرهما المحلية الى المناطق المجاورة وتستغل الرياح في الوقت الحاضر لتوليد الكهرباء خاصة في المناطق التي يكثر فيها هبوب رياح فيها شديدة وذات اتجاه ثابت
2- العوامل التي تؤثر في حركة الرياح
أهم العوامل الرئيسية التي تؤثر في حركة الرياح هي :
تحدر الضغط الجوي
قوة كوروليوس
الاحتكاك
قوة الجذب نحو المركز
2-1 تحدر الضغط الجوي
الباعث الرئيس لنشوء الرياح هو الاختلاف في توزيع الضغط الجوي على سطح الأرض ولذا فان الرياح تكون أقوى وأشد عندما يكون تحدر الضغط شديدا .
2-2 قوة كوروليوس ( coriolis force )
لو كانت الكرة الارضية ثابتة لا تدور حول محورها لهبت الرياح مباشرة من مراكز الضغط المرتفع الى مراكز الضغط المنخفض . لكن هذا لا يحدث في الواقع بل تنحرف الرياح الى يمين اتجاهها في النصف الشمالي والى يسار اتجاهها في النصف الجنوبي . وكما هو مبين في الصورة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




تزداد الحركة العمودية كلما ابتعدنا عن خط الاستواء باتجاه القطب وتتناقص الحركة الموازية سيما وأن الحركة العمودية تساوي صفراً عند خط الاستواء وتبلغ أقصى حد لها عند القطبين وبما أن قوة كوروليوس ترتبط بالحركة العمودية ارتباطا مباشرا ً فانها تزداد بأزدياد درجة العرض أي أن قوة كوروليوس تتناسب طرداً مع جيب درجة عرض المكان فجيب الزاوية صفراً يساوي صفراً
بينما يصل جيب درجة عرض 90 الى واحد ويزداد تأثير قوة كوروليوس كلما زادت سرعة الرياح أي أن العلاقة بين قوة كوروليوس وسرعة الرياح علاقة طردية . تشبه قوة كوروليوس قوة كبرى تؤثر في اتجاه الرياح بينما يؤثر تحدر الضغط الجوي على سرعتها , ولكن تأثير قوة كوروليوس يتجه دائما الى يمين القوة الناتجة عن تحدر الضغط الجوي ويضل دائما متعامداً عليها بحيث يصبح اتجاه الرياح في هذه الحاله محصلة قوتين
2-3 الاحتكاك
تخفف خشونة السطح من سرعة الرياح ولهذا ان الرياح في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي الملاصقة لسطح الارض مباشرة رياح راكدة تماماً . أما فوق تلك الطبقة فان تاثير الاحتكاك يقل وتزداد سرعة الرياح بالارتفاع بحيث يمكن اهمال تأثير عامل الاحتكاك تماماً في طبقات الجو العليا . واعتبار تحدر الضغط وقوة كوروليوس القوتين المسيطرتين على حركة الرياح
اما على سطح الارض فأن الاحتكاك يعد قوة ثالثة تؤثر في سرعة الرياح واتجاهها ويكون في تأثيره معاكساً تماماً لتأثير تحدر الضغط الجوي
ولهذا فأن اتجاه الرياح السطحية هو في الواقع محصلة لثلاث قوى هي تحدر الضغط وقوة كروليوس والاحتكاك انظر الشكل


يختلف تأثير الاحتكاك على سرعة الرياح تبعا لاختلاف خشونة السطح ولا سيما أنه قد بات ثابتاً أن تأثير العوارض الصغيرة في خشونة السطح يفوق تأثير العوارض الكبيرة مثل التلال والجبال . تزيد خشونة سطح الأرض عامة بأستثناء المناطق المغطاة بالكثبان الرملية او الجليد على خشونة المسطحات المائية بخمسة أضعاف مما يجعل الرياح فوق المسطحات المائية أسرع منها فوق اليابسة واشد انحرافاً الى يمين اتجاهها . كما ان الرياح فوق المناطق السهلية أسرع منها فوق المناطق الوعرة وسرعة الرياح في المدن الكبيرة أقل منها في المناطق الريفية المفتوحة . لا يقتصر تأثير عامل الاحتكاك على التقليل من سرعة الرياح بل يؤثر في اتجاهها ويجعلها أقل انحرافاً ويدفعها الى قطع خطوط الضغط المتساوي بزوايا أقرب الى العمودية فالزاويةالتى تقطع بها الرياح خطوط الضغط المتساوي فوق المسطحات المائية تتراوح بين 10-20 بينما تتراوح بين 20-40 فوق اليابسة
2-4 قوة الجذب نحو المركز
لا يوجد لهذه القوة تأثير كبير الا في بعض الحالات النادرة التى تدور فيها الرياح بقوة كبيرة ضمن مساحة صغيرة كما هو الحال في أعاصير التورنادو .

فأن قوة الجذب نحو المركز تعادل القوة الطاردة عن المركز.

3- تغير سرعة الرياح
تستمر زيادة سرعة الرياح بالارتفاع حتى ارتفاع اربعة كيلو مترات تقريباً حيث يتلاشى نهائيا اي تاثير لعامل الاحتكاك . وتتراوح سرعة الرياح الغربية في الأجزاء العليا من التروبوسفير بين 300- 350 كم / الساعة . الا انها تتناقص في الستراتوسفير الى 150 كم /الساعه
وتبلغ أدنى حد لها في طبقة الأيونوسفير حيث لا تزيد على 12 كم / الساعه .
وبما أن معدل تزايد سرعة الرياح بالارتفاع اكبرعندما تكون درجة الحرارة منخفضة والهواء اقل اضطراباً وأكثر استقراراً , فأن معدل تزايد سرعة الريح بالارتفاع اكبر في الشتاء منه في الصيف كما انه اكبر في الليل منه في النهار وهو يزيد في المناطق البارده والمعتدله عليه في المناطق المدارية .
4- تغير اتجاه الرياح بالارتفاع
يزداد تأثير قوة كوروليوس كلما ازداد الارتفاع ولا سيما أنها تتناسب طرداً مع سرعة الرياح ولهذا فأن انحراف الرياح يزداد كلما ازداد الارتفاع . الا ان تصبح منحرفه عن اتجاهها الأصلي كلياً وتصبح قوة كورليوس هي القوة الوحيدة التى تتحكم في اتجاهها . يتحول اتجاه الرياح عند ذلك الحد تحولاً كليا فبدل أن تتجه من الجنوب الى الشمال أو من الجنوب الغربي الى الشمال الشرقي تصبح رياحا غربيه وتسير موازية لخطوط الضغط المتساو . يعرف هذا النوع من الرياح التى تسود في طبقات الجو العليا بالرياح الجيوستروفية او الرياح العليا .
5- الرياح العليا أو الرياح الجيوستروفية ( Geostrophic Winds )
بالرغم من كون الرياح السطحية رياحاً متغيرة السرعة والاتجاه . الا ان الرياح العليا تمتاز بالرتابة وثبات الاتجاه . وقد بات من المؤكد ان الرياح العليا في المناطق المعتدلة والباردة رياح غربية تهب موازية لخطوط تساوي الضغط ولا تقطعها وتعرف بالرياح الجيوستروفية .
اما في المناطق الاستوائية والمدارية فأن الرياح العليا رياح شرقية تماماً . ولعل السبب الرئيس في كون الرياح العليا في المناطق المعتدلة والباردة رياحا غربية هو انحرافها الكلي الى يمين اتجاهها بفعل قوة كوروليوس حيث ان الاتجاه الأصلي لهذه الرياح هو الجنوب وهي تتجه من مناطق الضغط المداري المرتفع الى المناطق القطبية الا ان تأثير قوة كوروليوس يحرفها عن اتجاهها الاصلي كليا ويجعلها رياحا غربية .
وقد بات من الثابت أن الرياح العليا تؤثر تأثيرا كبيرا في حالة الطقس قرب سطح الأرض أي أنها تتحكم الى حد كبير في حركة لاضطرابات الجوية السطحية وقوتها ومدتها وغير ذلك من مظاهر الطقس المهمة .
6- التيارات النفاثة ( Jet streams )
التيار النفاث مصطلح مناخي يطلق على نطاق طولي من الرياح العليا شديدة السرعة تتجاوز سرعة بعضها 385كم / الساعة ويزيد سمك التيار النفاث على 1000 متر ويتراوح عرضه بين 500-650 كيلو متر ويقترن ظهوره في السماء بنطاق طويل من السحب شديدة الارتفاع
يتغير المستوى الذي توجد عليه التيارات النفاثة بين الصيف والشتاء وهو يزيد عموما على سبعة كيلو مترات الا أن بعض التيارات النفاثة التى تزيد سرعة الرياح فيها على 100كم/الساعه تظهر احيانا بشكل مفاجئ على ارتفاعات منخفضة جدا لا تزيد على 300 متر وتشكل خطرا كبير على الطيران المنخفض خاصة فى اليل .
يوجد في النصف الشمالي عادة تياران نفاثان رئيسيان يعرف الأول منهما بالتيار القطبي النفاث ( Polar Jet Stream ) ويتفق موقعه مع موقع الجبهة القطبية . ويعرف الثاني بالتيار النفاث شبه المداري ( Sub-tropical Jet Stream ) ويتفق موقعه مع نطاق الضغط المداري المرتفع ويتطابق طرفه الشمالي مع خط عرض 30 شمالا


أهم المناطق التي توجد فيها التيارات النفاثة - عموماً - هي المنطقة الواقعة بين درجتي 30 - 35 مما يدل على وجود علاقة قوية بين الموقع المفضل لتلك التيارات وبين معدل انتقال الطاقة بين المدارية والقطبي الذي يبلغ أقصاه عند خط عرض 35 شمالا ولا تظهر التيارات النفاثة على الخرائط المناخية لأنها تغير موقعها من يوم لآخر ولأنه يوجد أكر من تيار واحد في طبقة التروبوسفير


ويلاحظ أن التيارات النفاثة أقوى في الشتاء منها في الصيف كما أن مسارتها في النصف الشمالي تتزحزح خلال فصل الشتاء باتجاه الجنوب بحيث تصبح جهات واسعة من حوض البحر المتوسط معرضة لتلك التيارات . اما في فصل الصيف فأن تلك التيارات تضعف كثيرا ويرتفع منسوبها عن سطح الارض كما تتزحزح مسارتها شمالا

ولعل ذلك يرتبط أيضا بمدى الفرق في درجة الحرارة بين المناطق المدارية والقطبية والذي يزيد في الشتاء عليه في الصيف ولهذا يلاحظ أن سرعة الرياح الجيوستروفية في الشتاء تزيد على ضعف سرعتها في الصيف .
تختلف درجة الحرارة على جانبي التيار النفاث . اذ يوجد الهواء الهواء البارد على الجهة القطبية من التيار بينما يتجمع على الجهة المدارية هواء دافي . وتتزحزح مواقع التيارات النفاثة نحو الجنوب في الشتاء ونحو الشمال في الصيف . وترتبط الاضطربات الجوية السطحية مع التيارات النفاثة ارتباطاً وثيقاً . فموقع الجبهة القطبية ( Polar Front ) التي تتكون على طولها الجبهات الجوية التي تتعرض لها المناطق المعتدلة والباردة يرتبط بمواقع التيارات النفاثة . واذا كان من غير الثابت أن تلك التيارات النفاثة هي السبب الرئيس في تلك نشوء تلك المنخفضات , فأن من المؤكد أن تلك التيارات تتحكم الى حد كبير في حركتها واتجاهتها وفي التعرجات التى تظهر في مسارتها احيانا وهي تؤثر على سقوط الأمطار وكثير من مظاهر الطقس الأخرى .
لا يقتصر تأثير التيارات النفاثة على الظروف الجوية فقط بل ان لها تأثير كبير يضا على طرق الملاحة الجوية فالطيارون يحاولون دائما ان يحلقوا مع اتجاه تلك التيارات حيث يزيد ذلك من سرعتهم ويوفر استهلاك الوقود فطول الرحلة عبر الأطلسي عندما تكون الطائرة مع تيار نفاث أقل بنصف ساعه من الوقت المحدد لها في العادة
7- المسار اليومي للرياح
يمتاز المسار اليومي للرياح السطحية - ولا سيما في الأيام الهادئة التى تخلو من تأثير الجبهات أو المنخفضات بنمط معين يختلف اختلافاً تاماً عن المسار اليومي للرياح الأعلى - فالرياح السطحية غالباً ماتكون خلال الليل رياحاً هادئة متقلبة الأتجاه
تأخذ سرعة الرياح - بعد شروق الشمس - بالزيادة المضطرة الى أن تبلغ أقصى حد لها بعد الظهر ثم تبدأ في التناقص بعد ذلك الى ان تبلغ أدنى لها قبيل شروق الشمس مباشرة . اما اتجاهها فهو اكثر انتظاماً وأقل تقلباً في النهار منه في الليل


يمثل المسار السابق التغير اليومي لسرعة الرياح واتجاهها ضمن طبقة الهواء القريبة من سطح الارض . اما المسار اليومي للرياح الواقعة على ارتفاعات اعلى فيختلف اختلافا تاماً عن ذلك المسار فهي أقوى في الليل واتجاهها اكثر ثباتا ًأما في النهار فأن سرعتها تضعف وتصبح متقلبة الاتجاه
يرتبط المسار اليومي لسرعة الرياح بالمسار اليومي لدرجة الحرارة فارتفاع درجة الحرارة خلال النهار يجعل الهواء القريب من سطح الارض خفيفاً مما يدفعه الى أعلى ليحل محله هواء أقل حرارة قادم من الطبقات الجوية الواقعة فوقه , وبما أن الهواء الذي يرتفع الى اعلى ينتقل من مستويات سرعة الرياح فيها قليله الى مستويات سرعه الرياح فيها اشد واقوى , وانه يبقي محافظاً على سرعته الاصلية التي اكتسبها من المستوى الذي صعد منه . فأنه يسبب ركوداً في سرعة الرياح ضمن طبقات الجو التي يصلها . اما الهواء الهابط من اعلى فيسبب نشاطاً كبيراً للرياح السطحية , ولا سيما ان سرعته اعلى من سرعة الرياح السطحية .
اما في الليل فأن درجة حرارة سطح الارض تأخذ في الانخفاض ويصبح الهواء السطحي مستقراً ويتناقص سمك طبقة الهواء المضطرب التي كانت موجودة في النهار , ويضعف تبادل الهواء بين المستويات المختلفة القريبه من سطح الارض فلا يأتي الى السطح اي هواء من اعلى .
ولا يصعد هواء من السطح ويتوقف انتقال قوة الدفع الذي كان سائداً في النهار . وهذا يجعل الرياح السطحية بطيئة بينما الرياح الاعلى اكثر سرعه واثبت اتجاهاً .
8- أنواع الرياح
يمكن التمييز بين اربعه انواع من الرياح تبعاً لنظام هبوبها كالاتي :
- الرياح الدائمة : وهي الرياح التي تتحكم فيها النطاقات الرئيسية للضغط الجوي في العالم .
- الرياح الموسمية : وهي الرياح التي يتغير اتجاهها بين الصيف والشتاء .
- الرياح المحلية الدورية : وهي الرياح التي يتغير اتجاهها بين الليل والنهار .
- الرياح المحلية : وهي الرياح التي ترافق المنخفضات الجوية
8-1 الرياح الدائمة
تمتاز بعض المناطق برياح سائدة معظم ايام السنة ويرتبط هبوب تلك الرياح بالتوزيع العام لنطاقات الضغط الجوي الرئيسية التى سبق ذكرها في التوزيع الجغرافي للضغط الجوي والنطاقات الرئيسية للرياح الدائمة في شهري يناير ويوليو , وأهم تلك الرياح
أ- الرياح التجارية
وهي الرياح التي تهب من مراكز الضغط المداري المرتفع الى منطقة الضغط الاستوائي المنخفض .
ونظرا لتأثير قوة كوروليوس في تلك الرياح فأنها تنحرف الى يمين اتجاهها في النصف الشمالي والى يسار اتجاهها في النصف الجنوبي . ولذا فأن تلك الرياح في النصف الشمالي رياح شمالية شرقية اما في النصف الجنوبي فهي رياح جنوبية شرقية .
والرياح التجارية من اكثر الرياح الدائمة على سطح الارض ثباتاً في الاتجاه الا في المنطقة الاستوائية حيث تتلاشى قوة كوروليوس تقريباً ,
وتصبح الرياح السائدة رياح خفيفة متغيرة الاتجاه . ومع هذا فان الفكرة القديمة السائدة عن الانتظام الشديد لاتجاه هذه الرياح فكرة مبالغ فيها كثيرا . والرياح التجارية في الغالب رياح جافه الى اذا مرت على مسطحات مائية كبيرة فأنها تتحمل ببخار الماء وتؤدى الى سقوط الامطار .
تختلف رطوبة الرياح التجارية التي تهب على السواحل الشرقية للقارات عن التي تهب على السواحل الغربية . فالرياح التجارية التي تهب على السواحل الشرقية تكتسب - نتيجة مرورها على مسطحات مائية - كميات كبيرة من بخار الماء مما يجعلها رياحاً رطبة ماطره كما هو الحال على السواحل الشرقية لجنوب افريقيا .
اما الرياح التجارية التي تتعرض لها السواحل الغربية للقارات فأنها - في الغالب - رياح جافة محملة بالغبار وذلك لمرورها على مساحات واسعه من اليابسة .
ب - الرياح الغربية
وهي الرياح السائدة في المناطق المعتدلة الواقعة بين خطي عرض 35 - 60 وهي من مراكز الضغط المداري المرتفع الى المناطق المعتدله ذات الضغط المنخفض . ولذا فأن تلك الرياح جنوبية غربية في النصف الشمالي وشمالية غربية في النصف الجنوبي . تختلف الرياح الغربية عن الرياح التجارية بكثرة مايحدث في اتجاهها من اضطراب ولا سيما خلال فصل الشتاء الذي يكثر فيه حدوث المنخفضات الجوية .
والرياح الغربية - عموما - رياح دافئة تجلب الى المناطق التي تهب عليها الدفء والحرارة والرطوبة وهي اكثر قوة على السواحل الغربية للقارات منها على السواحل الشرقية حيث تختفي احياناً وتحل محلها الرياح الموسمية كما هو الحال في شرقي اسيا .
جـ - الرياح القطبية
الرياح السائدة في المناطق القطبية رياح شمالية شرقية في النصف الشمالي وجنوبية شرقية في النصف الجنوبي وهي رياح بارده قليلة الرطوبة تهب من مراكز الضغط القطبي المرتفع باتجاه الضغط الجوي المنخفض الذي يتمركز حول الدائرة القطبية .
8-2 الرياح الموسمية
يطلق مصطلح الرياح الموسمية - عموما - على الرياح التي يتغير اتجاهها بين الصيف والشتاء وعلى الرغم من حدوث هذه الظاهره في مناطق كثيرة من العالم الا ان اهم منطقة تظهر فيها هي منطقة جنوب شرق اسيا الذي يتعرض خلال فصل الشتاء لرياح شماليه بارده قادمة من وسط القارة وتهب عليه في الصيف رياح موسميه جنوبيه دافئه رطبه تسقط منها امطار غزيرة ولا سيما على الجهات الجبليه المرتفعه



لقد اصبح واضحاً الان عجز النظرية الكلاسيكية القديمه التي تعتمد في تفسير نشأة الرياح الموسمية على الاختلاف في توزيع الضغط الجوي خلال فصلي الشتاء والصيف بين وسط القارة والمسطحات المائيه المجاورة ولا سيما ان الضغط المرتفع الذي يتمركز في وسط القارة في الشتاء لا يظهر الا ضمن طبقه ضحله من التروبوسفير ويختفي تماماً على مستوى الضغط 700 مليبار
اما النظريات الحديثة فتعتمد في تفسير نشأة الرياح الموسمية على مجموعه من العوامل منها ::
- اتساع القارة الاسيوية واتصالها باوروبا مما يساعد على زحزحة نطاق الضغط الاستوائي المنخفض في الصيف حتى دائرة عرض 25 - 30 شمالاً
- يساعد الضغط الجوي المنخفض الذي يتكون في وسط القارة في الصيف على زيادة جذب الرياح الموسمية شمالاً حتى يصل تأثيرها الى الجزر اليابانية ومنشوريا .
- اعتراض هضبة التبت لمسارات الرياح الغربية العليا . فقد اصبح واضحاً ان الرياح السائدة في طبقات الجو العليا في جنوب اسيا هي رياح غربية حتى ولو كانت الرياح السطحية هي رياح موسمية .
- تجاور مساحه واسعه من اليابسة ممثل في اوراسيا مع مساحه واسعه من المسطحات المائية مثل المحيط الهادي والهندي .
ويلحظ من الخرائط التي تبين مسارات الرياح الغربية العلوية في الشتاء ان هضبة التبت التي يزيد ارتفاعها على 400 متر تعترض مسارات تلك الرياح وتفصلها الى نطاقين يقع احدهما جنوبي تلك الهضبة ويقع الثاني شمالها . يكتسب النطاق الجنوبي خلال فصل الشتاء مزيدا من القوة ويظهر فيه تيار نفاث قوي يشكل حاجزاً قوياً يمنع الرياح الموسمية القادمة من المسطحات المائية من التوغل بعيداً نحو الداخل بل انه يجذب رياحاً شماليه بارده من مراكز الضغط المرتفع الذي يتكون في شمال غرب الهند وشرق الباكستان .
اما في بداية فصل الصيف - ولا سيما خلال الاسبوع الاخير من مايو فأن النطاق الجنوبي للرياح الغربيه ينهار تقريبا ويضمحل بشكل كبير ويتزحزح شمالاً ويتكون في الرياح التجارية الشمالية الشرقية تيار نفاث حول خط عرض 15 شمالاً ويتمركز فوق شمالي الهند مركز ضغط جوي منخفض مما يساعد الرياح الموسمية الصيفية على الوصول الى وسط القارة .
8-3 الرياح المحلية الدورية
تشهد المناطق الساحلية تغيراً يومياً لاتجاه الرياح بسبب حدوث نسيم البر والبحر كما تشهد بعض المناطق الجبلية تغيراً اخر بسبب نسيم الوادي والجبل . وبما أن التغير في هذه الرياح شبه دوري فأننا نميز بينها وبين الرياح المحليه التي ترافق المنخفضات الجوية التي لا يكون التغير في هبوبها دورياً .
أ - نسيم البر والبحر
العامل الرئيس الذي يحرك نسيم البر والبحر هو الاختلاف في درجة الحرارة والضغط الجوي بين اليابسة والبحر . فدرجة حرارة اليابسة في النهار اعلى من درجة حرارة المسطحات المائية المجاورة لها كما ان الضغط الجوي فوقها اقل منه فوق المسطحات المائية ولهذا تهب الرياح خلال النهار من البحر بأتجاه اليابسة وتعرف بنسيم البحر اما اثناء الليل فتصبح درجة حرارة اليابسة اقل من درجة حرارة المسطحات المائية كما يصبح الضغط الجوي فوقها اقل منه فوق المسطحات المائية مما يؤدي الى هبوب الرياح من اليابسة الى البحر على شكل نسيم بر .
يظهر نسيم البحر واضحاً في الايام التي تخلو من تأثير الاضطرابات الجوية ويبدء في الظهور بين الساعه 10 و 11 صباحا ويبلغ اقصى قوته بين الساعه الواحد والنصف والثانية بعد الظهر . الا انه يأخذ في الضعف والانحسار بين الساعه الثانية والثامنه مساء . اما في الايام التي تحدث فيها اضطربات جوية فأن الرياح المحلية المرافقه لتلك الاضطرابات تطغى على نسيم البر والبحر وتقضى عليه
يختلف طول المسافه التي يمكن لنسيم البحر ان يصل اليها في اليابسة تبعا لعدد من العوامل اهمها : مساحة المسطح المائي وطبيعة الساحل واتجاه الرياح السائدة والمدى اليومي لدرجة الحرارة ونسبة تغطية السماء بالسحب وعوامل اخرى . وهي تتراوح في المناطق المعتدلة بين 15 - 50 كم بينما يصل في المناطق المدارية الى اكثر من 60 كم اما اذا اتفق اتجاه نسيم البحر مع اتجاه الرياح السائدة فأنه يصل الى مسافات ابعد من ذلك بكثير كما هو الحال في بعض السواحل العربية المطله على الخليج العربي حيث يصل تأثير نسيم البحر احياناً الى اماكن بعيده عن الساحل
والواقع ان نسيم البحر اقوى من نسيم البر خاصة وان الاحتكاك بسطح الارض الخشن يفقد نسيم البر قوته ويقضي عليه احيانا ولذا فأن عدد كبير من ساعات الليل التي يفترض ان يهب خلالها نسيم البحر تكون الرياح فيها هادئه ومتغيرة الاتجاه .
ب - نسيم الجبل والوادي
تسخن سفوح الاودية المواجهه لاشعة الشمس اكثر من قيعانها مما يؤدي الى تمدد الهواء وارتفاعه على تلك السفوح على شكل نسيم وادي او رياح سفحيه صاعده اما في الليل فأن درجة حرارة تلك السفوح تنخفض كثيرا ويهبط الهواء منها الى قيعان الاودية على شكل نسيم الجبل الذي يطلق عليه احيانا رياح السفوح الهابطه .


ونسيم الوادي والجبل لهما دور مهم في منع تكون الصقيع على سفوح الاودية والحد من نمو طبقة الهواء البارد اثناء الليل وكما هو الحال في نسيم البر والبحر فأن نسيم الجبل اقوى في العاده من نسيم الوادي الذي يهب من اسفل الى اعلى معاكساً لاتجاه الجاذبيه مما يضعفه ويقضي عليه
8-4 الرياح المحلية المرافقه للمنخفضات الجوية
يرافق المنخفضات الجوية التي تتعرض لها المناطق المعتدله لأضطربات في مسارات الرياح السائده وظهور رياح محليه لا تتفق مع النمط العام للرياح ويطلق على تلك الرياح اسماء محليه تختلف من مكان لآخر وهي لا تدوم عادة الى اياماً معدوده وتنتهي بأمتلاء المنخفض وتلاشيه ويمكن ان نميز في هذه الرياح بين ثلاث مجموعات هي :
أ - الرياح الدافئة ب - الرياح البارده ج - رياح الفهن
أ- الرياح الدافئة
تهب في مقدمة المنخفضات الجوية وهي في الغالب رياح جنوبية مثل رياح الخماسين والسيروكووالسموم وغيرها ولا مجال لذكر كل الرياح المحليه في العالم ونكتفي بذكر بعضها فقط


رياح الخماسين -: وهي رياح حارة جافه تهب على مصر في فصل الربيع قادمه من الصحراء الكبرى وتؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة وازدياد نسبة الغبار في الجو .
السيروكو-: عندما تقطع رياح الخماسين البحر المتوسط وتصل الى السواحل الجنوبية لاوروبا فأنها تعرف بالسيروكو وهي مأخوذه من الكلمة العربية ( الشرقيه ) وعندما تصل هذه الرياح الى سواحل اوروبا فانها تكون قد تحملت بالرطوبه وتؤدي الى سقوط الأمطار .
القبلي -: وهي نوع اخر من رياح الخماسين تهب على اقطار المغرب العربي قادمة من الصحراء الكبرى .
السموم -: تهب هذه الرياح على بعض جهات الجزيرة العربية وشمالي افريقيا وهي مثل رياح الخماسين رياح حارة جافة محملة بالغبار .

ب - الرياح الباردة
تهب هذه الرياح في مؤخرة المنخفضات الجوية واتجاهها في الغالب شمالي ومن اشهر الامثله عليها :
- رياح المسترال ( Mistral ) : وهي رياح قطبيه شماليه بارده تهب على جنوبي فرنسا ولا سيما وادي الرون وتبلغ قوتها حداً كبيراً بسبب ضيق الوادي وهبوط الهواء البارد من سفوح الجبال المحيطه بالوادي .
- البورا ( Bora ) : وهي نوع من رياح الجاذبيه ( Gravity Wind ) حيث تساعد ظروف سطح هضبة دلماشيا على تجمعها في المنخفضات وينحصر هبوبها على جزء من ساحل دلماشيا .
- رياح الفهن : تزداد درجة حرارة بعض الرياح المحليه نتيجة لهبوطها الى سفوح جبليه مرتفعه ومن الامثله عليها رياح الفهن التي تتعرض لها السفوح الشماليه لجبال الالب خاصه الواقع منها في سويسرا وتؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة على تلك السفوح وذوبان الثلوج
اما رياح الشنوك فتظهر على السفوح الشرقيه لجبال روكي وتشبه الفهن تماما وتؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة اكثر من 20 درجه مئويه
في وقت قصير جدا

جهودك مميزه مشكوره

اسعدني حضورك


ما هو تعريف الرياح ؟