زعيم حزب «كومله» الكردي الإيراني: نختلف عن مجاهدين خلق في أننا موجودون بين أبناء شعبنا

زعيم حزب «كومله» الكردي الإيراني: نختلف عن مجاهدين خلق في أننا موجودون بين أبناء شعبنا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران، تبدي الأحزاب الكردية الإيرانية الموجودة على أراضي إقليم كردستان العراق تشاؤما حيال حدوث أي تغيير إيجابي في البلاد على الصعيد السياسي، مثل تحقيق الحرية والتعددية الحزبية والديمقراطية الحقيقية، في ظل استمرار النظام الحالي.
ويؤكد عبد الله مهتدي، زعيم العصبة الثورية لكادحي كردستان الإيرانية (الكومله) الذي يتخذ حزبه ومقاتلوه من جبال منطقة قرداغ على مشارف السليمانية معاقل لهم، أن من العسير جدا إن لم يكن مستحيلا وصول التيار الإصلاحي الذي يقوده الرئيس السابق محمد خاتمي إلى سدة الحكم في إيران من خلال الانتخابات القادمة «وذلك ليس لكون المحافظين يحظون بتأييد شعبي واسع، بل لأن قوات الحرس الثوري والقوات المسلحة والأجهزة المخابراتية والأمنية العديدة وقوات الباسيج (المتطوعين) ذات الأعداد الكبيرة والتي تحظى بدعم المرشد علي خامنئي، سوف لن تسمح بعودة التيار الإصلاحي إلى الحكم مجددا بأي حال من الأحوال، والمؤشرات الجديدة التي توحي باحتمال انسحاب خاتمي من المنافسة، بعد قرار مير حسين موسوي الذي كان رئيسا للوزراء إبان فترة الحرب العراقية – الإيرانية ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية خير دليل على ذلك».

وفيما يتعلق بقرار السلطات العراقية استبعاد منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة الموجودة في العراق منذ أكثر من عشرين عاما، واحتمالات أن تمارس إيران مزيدا من الضغوط على الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لإخراج الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة من أراضي العراق، قال مهتدي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا شك في ذلك فإيران ستمارس ضغوطها على بغداد وأربيل وقد فعلت ذلك مرارا في السابق، لكن الوضع بالنسبة لنا كمعارضة كردية يختلف كثيرا عما هو عليه بالنسبة لمنظمة مجاهدين خلق التي لا نرى في عملية طردها من العراق أمرا إيجابيا رغم تحفظاتنا الكثيرة حيال هذه المنظمة التي لم يربطنا بها أي شكل من أشكال العلاقة حتى الآن، مثلما لن ننسى ما اقترفته من جرائم بحق الكرد، إذ إنها لا توجد على أراضيها أو بين أبناء شعبها بخلاف الأحزاب الكردية الإيرانية الموجودة على أرض كردستان وبين أبناء شعبها الكردي، وهنا يكمن جوهر الاختلاف بيننا وبينها، أضف إلى ذلك أن إخراج الفصائل الكردية المعارضة لإيران، لن يكون في صالح حكومة إقليم كردستان ولا الحكومة العراقية، سيما أن القوى الكردية تشكل أوراق ضغط كبير ضد إيران، ولو ضاعت تلك الأوراق فلن تجد الحكومة العراقية ما تساوم عليه مع إيران، وإلى جانب ذلك فنحن أكراد إيران الذين تتراوح أعدادنا بين 10 – 12 مليون شخص، نشكل العمق الاستراتيجي بالنسبة لإخوتنا أكراد العراق، وعلاوة على ذلك كله فإن النظام في إيران زائل لا محالة عاجلا كان ذلك أم آجلا، سواء جراء انفجار الأزمات الداخلية أو مشاكله المتفاقمة مع المجتمع الدولي، عندها يكون وجودنا هو الأقوى على الساحة، لذلك نرى أن الوقت قد حان لنحظى بالمزيد من الدعم والمساندة كي يكون للكرد الإيرانيين دور أكبر في المستجدات التي ستحدث في إيران لاحقا». وحول احتمال أن تشهد إيران تكرارا لسيناريو التغيير السياسي الذي حصل في العراق قال مهتدي «نحن لم ولا نتطلع إلى تكرار السيناريو العراقي في إيران على صعيد الإطاحة بالنظام، بل نعتقد بأن التغيير ينبغي أن يولد من رحم الشعوب الإيرانية ذاتها ويتم بإرادتها، ونأمل أن يدعم المجتمع الدولي والولايات المتحدة الشعوب الإيرانية في نضالها السياسي لأحداث التغيير المنشود وتحقيق الديمقراطية في البلاد، وفي رأيي الشخصي أن مصالح العالم العربي أيضا تلتقي مع مصالح القوى الكردية فيما يتعلق بتغيير النظام في إيران، لأننا نعلم جميعا أن غاية ذلك النظام من امتلاك الترسانة النووية وإقامة الإمبراطورية الشيعية في المنطقة، والتدخل السافر والمباشر في الشؤون الداخلية للعراق وزعزعة الأمن والاستقرار فيه وتحريض حزب الله وحماس على تقويض عملية السلام العربي ـ الإسرائيلي، هي تحويل إيران إلى قوة إقليمية عظمى وبالتالي التحكم في الأوضاع الأمنية في المنطقة برمتها، وأعتقد بأن هناك إجماعا عربيا شبه تام على ضرورة العمل لوضع حد للمد الإيراني».

وكرر مهتدي الذي شهد حزبه العام الماضي انشقاقات لجماعات وفصائل من قياديي وكوادر الحزب ومقاتليه، دعوته للمنشقين أفرادا وجماعات للعودة إلى صفوف الحزب مؤكدا أن تلك الانقسامات لم تحصل بسبب أفكار أيديولوجية أو خلافات سياسية، مبديا في الوقت ذاته تفاؤله في إمكانية تحقيق العمل الجبهوي مع بقية فصائل المعارضة الكردية الإيرانية.

وفي تعليقه على الاتفاق المبرم بين حكومة الإقليم وإيران بخصوص إيقاف القصف المدفعي الإيراني على القرى الكردية الحدودية في سفوح جبال قنديل، الذي لم تلتزم به إيران حتى الآن قال مهتدي «لا شك أننا نرحب بأي اتفاق بين الطرفين يضمن أمن واستقرار المناطق الحدودية في الإقليم، سيما أن القصف المدفعي الإيراني لا يطال سوى القرويين العزل ولا يسفر عن شيء سوى عن تشريدهم وتدمير منازلهم وإحراق حقولهم، ولكنني أعتقد جازما بأن النظام في إيران لا يؤتمن إطلاقا فهو يدعي على الملأ شيئا ويفعل العكس تماما من خلف الكواليس، ولاحظ أنه كان أول نظام اعترف بالنظام الجديد في العراق وأقام معه وما زال علاقات متينة وهناك تبادل لزيارات المسؤولين بين الطرفين وعلى أعلى المستويات، إلا أن الحقائق توحي بأن إيران هي السبب الرئيس والعقبة الكبرى أمام تقدم وتطور الحكومة العراقية وعدم استقرار الأمن في العراق».

وبخصوص إمكانية ضم حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) المعارض لإيران ووثيق الصلة بحزب العمال الكردستاني المناوئ لتركيا، إلى صف القوى الكردية الإيرانية المعارضة الأخرى للعمل معا، قال مهتدي «بيجاك هو الوجه الآخر لحزب العمال وهو ليس حزبا مستقلا ولم يولد من صميم الشعب الكردي في إيران ولا يعمل لصالح الحركة الكردية التحررية، بل ينفذ ما يملى عليه من قيادة حزب العمال وفقا لما تقتضيه سياسات ومصالح الأخير الذي يستخدمه كأداة طيعة كما يشاء، ولسنا نمانع في ضم أي حزب وطني كردي أصيل إلى صفوفنا للعمل معا، وطالما ظل بيجاك جزءا من حزب العمال فلا».

شو الكوملة ظاهر على الشاشة

تم النقل