اطفال ياعلقون با العابهم

لينا عربيات - تكثر في حياة ابنائنا ممارسات نكاد لا نلتفت اليها لبساطتها الا انها في واقع الحال تعتبر ذات دلالات كبيرة, فهنا طفل لا ينام الا باحتضان لعبة الدب الخاصة به واخر باحتضان وسادة او غطاء ناعم ويغفى جراء ملامستها واخر لا يداعب النوم اجفانه الا بملامسة اذن الاب او الام .
يعزي علماء النفس تلك الممارسات الى نقص في الحنان الذي يتلقاه الطفل من الام وخاصة العاملات منهن بحيث يبحث الطفل عن بديل للامان والطمأنينة المنقوصة من الاهل .
يقول ابو عبدالله «لا تنام ابنتي نمارق ذات السبعة اعوام قبل ان تتحسس اذني وهو الامر الذي دأبت علية منذ الاشهر الاخيرة من السنة الاولى لعمرها ولغاية اللحظة
في حين تؤكد والدة الطفلة فرح الحياري ثلاث سنوات ان ابنتها لا تنام قبل ان تضع فوقها غطاء من الصوف الناعم الشتوي لا تستغني عنه لا صيفا ولا شتاء حتى في الايام الحارة.
واضافت تغفى فرح وهي تتحسس الغطاء الصوفي باصابعها وتصاب بحالات من الغضب اذا ما حاول احد اخذ ذاك الغطاء منها.
اما ام هيمت فتقول وصل ابني البكر هيمت للصف العاشر وهو لا ينام الا باحتضان بلوزة صوف لي من نوع « المهير» يقوم بتلمسها وشمها لحين يسترسل بالنوم مؤكدة انها حاولت المستحيل لثنيه عن هذه العادة دون جدوى.
في حين وصفت ام معتز ممارسات ابنها محمود بالخاطئة لانه لاينام الا بمص اذن لعبة على شكل دب مصنوعة من المخمل الناعم مشيرة الى انها كانت تخبئ ذاك الدب عن طفلها الا انه يبقى في بكاء متواصل لحين حصوله على الدب ومص اذنه لافته الى انها حاولت الاستعاضة عنه بالعاب خاصة الا ان ابنها لم يتقبلها.
ويتساءل الاهالي اذا ما كان هنالك دلالات لهذا السلوك من قبل الابناء ام انها عادات ليس لمدلولها شيء رغم الاهتمام الذي يعطى لهم.
استاذة علم النفس في كلية الاميرة عالية الجامعية الدكتورة نايفة قطامي تقول ان تلك الممارسات نوع من انواع التعلق الذي يمد الطفل بالشعور بالامان والدفء كبديل للام خاصة الام العاملة والتي تكون مشغولة عن ابنائها او التي لا تتواصل من اطفالها بطريقة سليمة بحيث لا تستطيع ترجمة مشاعر الحب لاطفالها بطريقة صحيحة رغم اعتقادها بانها تعطي اطفالها الحب والامان الذي يحتاجونه.
وتضيف ان ملامسة شي ناعم كالصوف او ريش الطيور يمد الطفل بالحنان والطمأنينة التي ينشدها موكدة ان اغلب الاطفال يمرون بهذه المرحلة الا ان مدى التعلق بها من عدمه يكون بكمية الامان التي تعطيها الام للطفل.
وبينت ان هنالك من الاطفال من يأخذ لعبته الى الروضة او المدرسة كنوع من انواع الشعور بأمان الام في حالة غيابها موضحة ان الروضات في امريكيا تخصص لكل طفل وسادة ناعمة مصنوعة من ريش الطيور حتى تمد الطفل بالامان والحنان اللازم حتى عودة الام العاملة لاحتضان طفلها.
وتنهى د.قطامي عن محاولة ثني الطفل عن تلك الممارسات بطريقة فجائية او عن طريق العنف حتى لا ينزعج الطفل ويشعر ان السند والامان اخذ منه بالقوة مما يؤثر على الحالة النفسية له مؤكدة على ان الفطام التدريجي الوسيلة الناجعة لهذه الحالات.
وتضيف ان منح المزيد من الحب والامان وتوفير الوقت من قبل الاهل في البيت وعدم الصراخ واستعمال العنف يساعد على انفصال الطفل عن الشيء المتعلق به إضافة الى الإكثار من ضم وعناق الطفل بشكل اكبر واظهار الحب من خلال الكلمات والتي تعمل على طمأنته.
وتبين ان الام غير العاملة والمتواجدة بالبيت طوال الوقت قد تقصر باعطاء الحنان لاطفالها مطالبة الامهات بالتساءل كم مرة قبلت ابني هذا اليوم؟ بغض النظر عن عمره سواء كان سنة او عشرين سنة مؤكدة ان الابناء يبقون في حالة بحث عن الحب والحنان من قبل الاهل والام بشكل خاص مهما بلغوا من العمر.

قضية مهمة و ضروري الام العاملة تهتم بطفلها و ما تبخل بحنانها و عطفها عليه

اشكر لكم مروركم الكريم المميز لكم مني خالص التحيه والتقدير