كتائب القذافي تقترب من بنغازي

كتائب القذافي تقترب من بنغازي

2011/3/19 الساعة 1:00 بتوقيت مكّة المكرّمة


تقدمت كتائب العقيد الليبي معمر القذافي نحو مدينة بنغازي، حيث تجري اشتباكات على بعد 50 كيلومترا من المدينة، كما واصلت قصفها لعدد من المدن الليبية، رغم إعلان النظام الليبي وقف إطلاق النار، وصدور بيان أميركي فرنسي بريطاني يطالب القذافي بوقف التقدم إلى بنغازي وسحب قواته.

وقال مراسل الجزيرة في بنغازي عبد العظيم محمد إن كتائب القذافي تتقدم بسرعة كبيرة للوصول إلى المدينة، وإن اشتباكات تجري حاليا في المقرون وسلوق على بعد 50 كيلومترا من بنغازي.

وأضاف أن قوات القذافي قامت بإنزال بحري في منطقة جرجورة على بعد 60 كيلومترا من بوابة سيدي عبد العاطي، وأن شبكات الاتصالات قطعت تماما عن المدينة.

وقال المراسل إن النداءات تصاعدت في المدينة للدفاع عنها من خلال المساجد، وإذاعة ليبيا الحرة التابعة للثوار الذين شككوا في إعلان نظام القذافي وقفا فوريا لإطلاق النار، مؤكدين أنه خدعة.

وفي وقت سابق أمس نقلت تقارير إعلامية عن سيف الإسلام القذافي نجل العقيد أنهم غيروا ما سماه التكتيك لمهاجمة بنغازي، حيث "سيتمركز الجيش حول المدينة ولن يدخلها. وسيرسل نظام العقيد الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الإرهاب" إلى داخل المدينة لنزع أسلحة من سماهم "المتمردين".

وكان متحدث عسكري من الثوار ذكر قبل ذلك أن مطار بنينة القريب من المدينة تعرض لغارات جوية من طائرات تابعة للقذافي، لكن هذه الغارات لم تسفر عن أضرار جسيمة ولم تعطل الحركة في المطار.

وأكدت مصادر الثوار إسقاط بعض الطائرات التي قامت بالقصف، في وقت تحدث فيه التلفزيون الرسمي عن دوي انفجارات وإطلاق نار قرب بنغازي، من دون ذكر تفاصيل أخرى.


مصراتة
وفي تطورات أخرى تعرضت مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) لقصف عنيف من طرف كتائب القذافي تركز في محيط قاعة الشعب، وشارع طرابلس أكثر شوارع المدينة حركة.

وقال شهود عيان إن قوات تابعة للقذافي ما زالت تقصف المدينة حيث قتل 25 شخصا.

وقال المتحدث باسم شباب 17 فبراير عبد الباسط أبو مزيريق -في اتصال مع الجزيرة- إن المدينة تتعرض لقصف عنيف تقوم به قوات القذافي، مستخدمة الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ.

وأضاف أن القناصة التابعين للقذافي يعتلون أسطح المباني وسط المدينة ويستهدفون المارة، وأن عدد القتلى يتعدى الـ25 بكثير، وأن ضواحي كثيرة للمدينة تعاني قطع التيار منذ يومين.

وقال طبيب في مصراتة إن من بين القتلى فتيات صغيرات سقطن خلال القصف العنيف الذي قامت به القوات الموالية للقذافي للمدينة، مستخدمة المدفعية والدبابات.

وكان متحدث باسم حكومة القذافي توقع أن تسيطر قوات القذافي على مصراتة بحلول صباح الجمعة. وتفيد المعلومات الواردة من هناك بأن كتائب القذافي تحتجز مدنيين في أحد الأحياء الجنوبية قرب القاعدة الجوية التي تسيطر عليها، وتستخدمهم دروعا بشرية تتقدم بهم إلى وسط المدينة.

أجدابيا
وفي أجدابيا الواقعة شرقي البلاد قصفت القوات التابعة للعقيد القذافي أحياء سكنية. وقال مقاتل من الثوار إن مناطق سكنية في أجدابيا تعرضت لقصف مدفعي عنيف وتدمير كبير.

وأدى القصف المكثف الذي تعرضت له المدينة إلى موجة نزوح كبيرة لسكانها إلى طبرق، حيث تحدثوا عن المآسي التي تعرضوا لها ووحشية القصف الذي لم يستثن مدنيا، طفلا كان أو امرأة أو شيخ، ولم يستثن حتى المساجد، وحول المدينة إلى أثر بعد عين.


تحذيرات
في غضون ذلك طالبت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية القذافي الجمعة بوقف تقدم القوات الموالية له، وإعادة توصيل إمدادات الكهرباء والماء إلى المدن الليبية التي قطعت عنها.

وجاء في بيان أصدره مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نيابة عنهم، أن القوات الليبية يجب أن توقف تقدمها إلى بنغازي، وأن تنسحب من ثلاث مدن أخرى هي مصراتة والزاوية وأجدابيا.

وتوعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بعمليات عسكرية إن لم يمتثل القذافي لقرار مجلس الأمن، مؤكدا مخاوف المجتمع الدولي من ارتكاب الزعيم الليبي فظائع إن لم يوضع له حد.