نعلم أن الأرض تدور حول نفسها في مدة نطلق عليها اليوم (تدور الأرض عكس
عقارب الساعة عند النظر إليها من أعلى نصف الكرة الشمالي) كما تدور الأرض
حول الشمس في مدة نطلق عليها السنة وتعادل 365 يوم (في الواقع المدة
الحقيقية تعادل 365 وربع يوم لذلك تم احتساب سنة كبيسة كل أربع سنوات حيث
يزيد عدد أيامها بيوم واحد عن السنوات العادية وهذا اليوم يعوض عدم إحتساب
الربع يوم في السنوات الأربع, ويمكن تمييز السنة الكبيسة عن غيرها حيث أنها
تقبل القسمة على 4).
يدور القمر حول الأرض في مدة نطلق عليها الشهر (الهجري) كما يدور حول نفسه
أيضا والجدير بالذكر أن مدة دوران القمر حول نفسه تساوي مدة دورانه حول
الأرض لذلك فإن القمر يظل مواجها للأرض بنفس الوجه طوال الشهر مما يجعلنا
نرى وجها واحدا للقمر.

ميلان محور الأرض:

لو تخيلنا أن الأرض تدور حول نفسها على محور فإننا سنرى أن هذا المحور يميل
بدرجة 23,5 وهذا الميلان في محور الأرض هو السبب في تكون فصول السنة.
نلاحظ من الشكل أدناه أنه في شهر يونيو يكون نصف الكرة الشمالي (في الشكل:
الخط الأصفر المائل في المنتصف هو الذي يفصل نصفا الكرة الشمالي والجنوبي)
مواجه للشمس مباشرة بعكس نصف الكرة الجنوبي ولذلك يكون الفصل صيفا في النصف
الشمالي بينما يكون شتاءا في النصف الجنوبي وينعكس الوضع في شهر ديسمبر
كما هو واضح في الشكل.


وفي شهري مارس وسبتمبر نلاحظ أن محور الأرض لا يميل باتجاه الشمس مما يعني
أن النصفان يتعرضان للشمس بشكل متساو ولذلك فإن فصلي الخريف والربيع يبدآن
في هذين الشهرين من السنة.

تدور الأرض حول الشمس في مدار بيضاوي ولا تقع الشمس في منتصف المدار لذلك
فإن بعد الأرض عن الشمس يتغير طوال السنة. ففي شهر يونيو (بداية فصل الصيف
في النصف الشمالي) تكون الأرض عند أبعد مسافة لها عن الشمس بينما في شهر
ديسمبر (بداية فصل الشتاء في النصف الشمالي) تكون الأرض عند أقرب مسافة لها
من الشمس كما هو موضح في الشكل أدناه.


طبقا لقانون حفظ الزخم الزاوي L = mvr فإنه كلما زاد بعد الأرض عن الشمس
قلت سرعتها والعكس صحيح, لذلك فإن الأرض تكون في أقصى سرعتها عند أقرب
مسافة لها من الشمس (في فصل الشتاء) بينما تكون في أبطأ سرعتها عند أبعد
مسافة لها عن الشمس (في فصل الصيف) وهذا يفسر لماذا يكون الصيف طويلا
والشتاء قصيرا في النصف الشمالي بينما يحدث العكس في النصف الجنوبي.

ويؤثر ميلان محور الأرض كذلك على طول الليل والنهار في مختلف فصول السنة.
نلاحظ من الشكل في الأسفل أنه في شهر يونيو فإن ضوء الشمس لا يصل إلى القطب
الجنوبي للكرة الأرضية بينما يغطي ضوء الشمس القطب الشمالي طوال اليوم
لذلك فإنه طوال هذه الفترة (فصل الصيف) يكون طول النهار 24 ساعة يوميا في
القطب الشمالي وطول اليل 24 ساعة يوميا في القطب الجنوبي. ويقل طول النهار
كلما ابتعدنا عن القطب الشمالي باتجاه خط الإستواء ليتساوى طول الليل
والنهار (12 ساعة لكل منهما) عند خط الإستواء, ويزيد طول الليل كلما
ابتعدنا عن خط الإستواء باتجاه القطب الجنوبي.


وينعكس الوضع في فصل الشتاء حيث يقل طول النهار في النصف الشمالي ويزيد في
النصف الجنوبي, بينما يتساوى طول الليل والنهار في فصلي الخريف والربيع.

في بريطانيا على سبيل المثال فإن طول النهار في فصل الصيف يساوي 16 ساعة أو
أكثر بينما يساوي 8 ساعات أو أقل في فصل الشتاء. إن أطول نهار يحدث طوال
السنة في نصف الكرة الشمالي يكون في 21 يونيو بينما أقصر نهار يحدث في 21
ديسمبر.
والجدير بالذكر أن محور الأرض المائل يدور حول نفسه مرة كل 26000 سنة وهذا
يؤدي إلى تغير أوقات فصول السنة وطولها على مر السنين.

ميلان مدار القمر:

يدور القمر حول الأرض في مدار يميل ب 5 درجات عن مدار دوران الأرض حول
الشمس ولذلك لا يحدث كسوف الشمس أو خسوف القمر كل شهر فلولا هذا الميل لكان
من الطبيعي أن يقع القمر بين الأرض والشمس على خط واحد (حالة الكسوف) وأن
تقع الأرض بين القمر والشمس على خط واحد (حالة الخسوف) كل شهر ولكن حدوث
الكسوف يعتمد على هذا الميل وبذلك تختلف رؤية الكسوف من مكان إلى آخر في
العالم.
وهذا عرض توضيحي لميلان مدار القمر.


وحتى نفهم متى يحدث الكسوف (مثلا) سنستعين بالشكل التالي:


نلاحظ من الشكل أن مدار القمر يتقاطع مع مستوى مدار الأرض في نقطتين
موضحتين باللون الأحمر وأثناء دوران الأرض حول الشمس فإن موضع هاتين
النقطتين يتغير, عندما تقع أحد هاتين النقطتين بين الأرض والشمس يكون من
المحتمل حدوث الكسوف إذا وقع القمر في هذه النقطة. في هذا الشكل لا يمكن
حدوث الكسوف بسبب عدم وجود أحد هاتين النقطتين بين الأرض والشمس.
الشكل التالي يوضح إمكانية حدوث الكسوف:


وإذا وقعت النقطة مباشرة أمام الشمس فإن الكسوف يكون كليا, بينما يحدث خسوف
للقمر عوضا عن كسوف الشمس إذا وقع القمر في النقطة الأخرى.
ومن إبداع خلق الله للكون فإنه عند حدوث الكسوف الكلي للشمس يغطي القمر
الشمس بأكملها فلا يظهر أكبر من الشمس أو أصغر منها بل نراهما بنفس الحجم
وهذا يعود إلى تناسب حجم الشمس والقمر مع بعديهما عن الأرض.