الجيولوجيا أو علم الأرض من العلوم الأساسية والمهمة والتي تقع ضمن العلوم البحتة، ولكنها أيضاً علم ميداني اقتصادي له تأثير كبير في حياتنا.
فالجيولوجيون هم أولئك الأشخاص الذين يتعرفون على الأرض من ناحية تطورها ومعرفة أسرارها وتاريخها بالإضافة الى كيفية استغلال معادنها ونفطها ومياهها من الناحية الاقتصادية. ولكن الجيولوجيين قد يتعرضون أحياناً إلى كثير من المخاطر التي يمكن أن تودي بحياتهم من أجل إنقاذ الآخرين، وخاصة في مجال مراقبة البراكين والزلازل.
وهذا ما حدث فعلاً للعالم الجيولوجي البريطاني جفري تشارلس براون!!.. كان معظم اهتمام البروفيسور جفري براون يتركز على صخور الجرانيت من الناحية العلمية، لكن اهتمامه بعد ذلك أصبح يتفرع إلى اتجاهين هما دراسة أصل الجرانيت وإمكانية استخدامه كمصدر للطاقة الحرارية، بالإضافة إلى الرواسب المعدنية الفلزية المصاحبة لصخور الجرانيت. أما الاتجاه الآخر فيتعلق بدراسة البراكين النشطة. وفي هذا الاتجاه فقد طور البروفيسور براون طرقاً جديدة ذات علاقة بالجاذبية الدقيقة، والتي يمكن أن تكشف الحركات تحت السطحية للصهير الناري أو الماجما (Magma). كما تتعلق هذه الطريقة باستخدام عداد الجاذبية الحساس الذين يمكن ان يكشف عن أي تغيرات في الكثافة تحت السطحية، والتي يمكن ان تنتج عن الحركة الرأسية للصهير الناري والغاز البركاني داخل البركان قبل انفجاره.
ولد ذلك العالم الجيولوجي في عام 1945م وحصل في عام 1983م على درجة دكتوراه العلوم (D. S. C) في عمر صغير نسبيا ( 38عاماً)، ودرجة دكتوراه العلوم هي أعلى درجة علمية بعد درجة دكتوراه الفلسفة (Ph. D.)، ويحصل عليها الباحث الجاد بعد خبرة طويلة في البحث العلمي المتميز. وقد نشر براون كتاباً علمياً مهما هو الأرض القلقة.
(The Inaccessible Earth)
والتحق بالجامعة المفتوحة في لندن في عام 1973م، ثم اصبح استاذاً للجيولوجيا في عام 1982م، ثم رئيساً لقسم الجيولوجيا بالجامعة المفتوحة في عام 1983م.
أما قصة المأساة فهي تتلخص في ان البروفيسور ونتيجة دراساته العميقة على البراكين، فقد تم ترشيحه مع مجموعة من علماء البراكين لدراسة بركان (جاليراس) بكولومبيا في أمريكا الجنوبية، وذلك اثناء انعقاد مؤتمر عالمي عن البراكين في يناير 1993م.
وهكذا سافر العالم براون مع زملائه العلماء إلى بركان جاليراس، ذلك البركان الهادئ، والذي ثار لآخر مرة في يوليو عام 1992م.
وياللهول.. ماذا حدث؟! انفجر البركان مرة أخرى في نفس اللحظة التي كان العلماء يدرسون البركان ويجرون تجاربهم عليه.. كان ذلك في 14يناير 1993م.
قتل جميع العلماء الذين كانوا يقومون بالدراسة (سبعة علماء جيولوجيين).. كان من بينهم البروفيسور جفري تشارلس براون.. أحد العلماء الجيولوجيين المعاصرين، والذي ترك بصمات واضحة في سجل الدراسات الجيولوجية في نهاية القرن العشرين
موضوع: مأساة عالم جيولوجي 
23/11/2010, 08:41
