بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال
لقد دخلت موقعتً على الإنترنت عن الأبراج، فأردت معرفة برجي من خلال الموقع، وقرأت معلومات عن البرج والوظيفة المناسبة لصاحب البرج، فهل في هذا دخول في قول الرسول صلى الله عليه وسلم من أتى كاهنا أو عرافا0000)؟ علما أنني لم أصدق ما يقولون، ولا أعتقد به، فقط مجرد تسلية.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يستريب مؤمن أن هذه الأمور التي ذكرت هي ضرب من أعمال الكهان، والله سبحانه وتعالى بين لنا في القرآن منافع النجوم، وأنها في ثلاثة أشياء: رجوم للشياطين، وعلامات يهتدى بها، وأنها زينة للسماء، فمن ادعى شيئاً من المنافع لها غير ذلك فقد قال بغير علم. وفي الحديث "ومن اقتبس علماً من النجوم، اقتبس شعبة من السحر". أخرجه أبو داود (3905)، وابن ماجه (3726) وغيرهما.
وإذا كان الأمر كذلك فإن قراءاتها والاطلاع عليها ـ ولو من باب التسلية ـ داخل في الحديث الوارد في النهي عن إتيان الكهان .
والعاقل يدرك ـ بدون تأمل ـ كذب هؤلاء الدجالين، فهم يرجمون بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، كما قال سبحانه: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" [النمل:65].
ومما يوضح لك دجلهم وكذبهم : أن هذه المواقع تذكر برجاً مثل (الدلو أو الجدي) فيقرأ هذا الكلام مليون أو أكثر من الناس ، فكيف يكونون كلهم ولدوا في برج واحد؛ ويقع لهم الشيء نفسه؟! وهذا دليل واضح على كذبهم، وإنما هو ضحك على الناس، ويلاحظ أنهم يقولون كلاماً عاماً : مثل: (لا يمكن لك أن تقدم على العمل الذي تريد) أو (أقدم)، أو (لا تتردد فيما تتوقع) ، وهذا كلام عام يصلح لكل أحد، فيقول أحدهم: فعلاً -والله- قرأت وما ترددت فكان ذلك، فيصدق بذلك السذج من الناس.
فالواجب الحذر من ذلك، وعلى المؤمن أن يكون صادق التوكل والاعتماد على ربه الذي بيده النفع والضر، وليتذكر أن ما أخطأ الإنسان لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه. والله المستعان.