عمان 6 تشرين الأول (بترا )- من سيف الدين صوالحة - قال مسؤول محاسبي كبير في شركة (كي بي أم جي) العالمية ان الأردن حقق نجاحا اقتصاديا مدهشا وتمكن من تهيئة بيئة ملائمة للأعمال التجارية ضمن إطار قانوني وتشغيلي متين جذب حجما كبيرا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ووصف الرئيس التنفيذي للشركة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا جون بول ثيل ما حققه الأردن بالنسبة لبلد صغير ومحدود الموارد بالمدهش، مؤكدا أن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ورؤيته الواضحة لتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار لجميع المواطنين ووضع خطط لذلك شكلت عوامل مهمة للنجاح.
يذكر أن تدفق الاستثمار الأجنبي إلى المملكة ارتفع من 98ر1 مليار دولار عام 2005 إلى 38ر2 مليار العام الماضي.
وأكد "ان وجود الرؤية والخطط مهم جدا لتحقيق التنمية في البلدان، وللأردن سجل جيد فيما يتعلق بهذا الموضوع"، مشيرا الى ان اعتبار الأردن التعليم أولوية كبيرة، وإدراج منهاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في نظام التعليم بهدف زيادة انتشار الإنترنت وإنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة اسهم بشكل رئيس في النمو الاقتصادي الذي وصل الى معدلات جيدة خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن توجيه جلالة الملك بتطبيق سياسات اقتصادية ليبرالية ساعد على فتح مجالات وفرص اقتصادية هائلة ،حيث تم تطبيق الخصخصة وجذب الاستثمارات وإنشاء المناطق التنموية والحرة ما ساهم في تنويع الاقتصاد وأصبح الأردن من بين الدول الأكثر تصنيعا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واقتصاده من أكثر الاقتصادات حرية وتنافسية في الشرق الأوسط.
وكان جلالة الملك استقبل العام الماضي رئيس شركة (كي بي ام جي) العالمية للخدمات الاستشارية والمحاسبة تيموثي فلن.
وقال ثيل الذي يزور المملكة منذ يومين انه يوجد لدى الأردن كذلك اتفاقيات تجارة حرة أكثر من أي بلد عربي آخر وهذا يعد من العوامل الجيدة لبيئة الأعمال التجارية وتحفيز المبادرات الخاصة ؛ مشيرا إلى نجاح الاردن بايجاد الظروف المناسبة للشركات لتحقيق الازدهار.
وزاد أن الأردن يمتلك عنصر قوة الأمن المهم بالنسبة لقطاع السياحة الذي يعد محورا وجزءا رئيسيا في قطاع الخدمات ولديه الكثير ليقدمه بهذا المجال على الرغم من الظروف السياسية غير المستقرة التي تمر بالمنطقة، مؤكدا انه من العدل القول ان "الأردن يعد من البلاد الآمنة التي يمكن للناس زيارتها بكل ثقة وارتياح، والتاريخ يثبت ذلك".
وحول قراءته للمشهد الاقتصادي العالمي حاليا رأى ثيل أن الاقتصاديات الناشئة تسير نحو النمو السريع اذ تجاوزت نسبته في الصين والهند 9 و 8 بالمئة على التوالي خلال 2010 كما أن أجزاء شاسعة من أميركا الجنوبية وأفريقيا تنمو بمعدل 5 بالمئة أو أكثر سنويا.
وقال " بالنظر إلى الدول الأوروبية نجد أنها قصة مختلفة تماما عن الدول الناشئة ومعظمها تمر بفترة نقاهة ومن الصعب القول بأنها تعافت من الأزمة ولا تزال معدلات البطالة مرتفعة ، لافتا الى ان انخفاض ثقة المستهلك وتشدد البنوك بمنح التسهيلات المالية لتخفيض العجز أدى إلى تقليل النقد المتوافر للمستهلك.
وحول المشهد الاقتصادي في المنطقة رأى ثيل أن الوضع يختلف من بلد لآخر حيث تستمر السعودية وقطر بتسجيل معدلات نمو مرتفعة لتدفق الاستثمارات وتشهد أمارة أبو ظبي معدلات نمو جيدة على عكس إمارة دبي التي تعاني حالة من الركود أما الدول الأخرى فتشهد بعض النمو لكنها ما تزال بعيدة عما كانت عليه خلال السنتين إلى الخمس سنوات الماضية.
وجزم ثيل بأن المحاسبة والتدقيق جزء من الإطار العام اللازم لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والمحافظة عليها حيث أن المستثمر الأجنبي يقوم باستثمار أمواله في البيئة الآمنة لتقليل مخاطر خسارة الاستثمار وهي من "المهن الضرورية التي تلعب دورا كبيرا في هذا المجال وتعد جزءا رئيسيا من الأسواق المالية العالمية".
وأوضح أن النمو الاقتصادي المتواصل في منطقة الشرق الأوسط يسهم في المحافظة على مستوى الطلب المرتفع على المحاسبين بالمنطقة وبخاصة العراق الذي يمر حاليا بمرحلة إعادة بناء ،مضيفا ان مهنة المحاسبة بدأت بالتنظيم ما يوفر فرص عمل كبيرة للناطقين باللغة العربية داعيا الأردن إلى استغلالها وخصوصا مع وجود300 خريج سنويا يحصلون على شهادات علمية .
وفي هذا الإطار نصح ثيل الجامعات الأردنية التي تقدم 300 خريج سنويا للسوق المحلية بالتركيز على معايير التقارير المالية الدولية ومعايير التدقيق الدولية المطلوبة أيضا في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج خاصة للخريجين الذين يتحدثون اللغة العربية.
يذكر ان شركة كي بي أم جي العالمية للخدمات الاستشارية والمحاسبة من كبريات شركات خدمات التدقيق والاستشارات المالية الضريبية تأسست عام 1892 وتتواجد في 140 دولة ولديها أكثر من 140 الف موظف.
--(بترا)س ص/م ب/خ6/10/2010 - 12:20 م
موضوع: مسؤول محاسبي عالمي يصف نجاح الأردن اقتصاديا بالمدهش 
8/10/2010, 16:24
