كورسيكا... جــــزيرة الربوع الهادئة

كورسيكا... جــــزيرة الربوع الهادئة



\
/




جزيرة فرنسية تقع قبالة خليج جنوا في البحر المتوسط، غربي ايطاليا، شمال جزيرة سردينيا وجنوب شرقي فرنسا. هي الرابعة من حيث المساحة في البحر المتوسط بعد صقلية، سردينيا، وقبرص وتبلغ مساحتها 8722 كلم2، طولها 183 كلم وعرضها 83 كلم.
تبعد 175 كلم عن نيس الفرنسية و14 كلم عن سردينيا الايطالية، 330 كلم عن مرسيليا، 190 كلم عن جنوا و90 كلم عن ميناء بيومبينو الايطالي.
طابعها الجبلي في وسط الماء جعل منها جزيرة سياحية بامتياز ومن الطائرة تظهر كأنها جبل في الماء. اعلى نقطة فيها جبل CINTO يرتفع 2710 م.
كما ان لديها عددا من الجبال يربو على الخمسين ولا يقل ارتفاعها عن الالفي متر. شريطها الساحلي يبلغ حوالي 1000 كلم ولديها اكثر من مئتي شاطئ من الرمل الناعم.. انها جزيرة كورسيكا.


يعود سكانها لاصول متعددة (ايبيريا، افريقيا، روما) عرفت في البداية باسم كيرنوس (اسم يوناني)، نظراً لموقعها الاستراتيجي في البحر المتوسط على خطوط مواصلات بحرية قديمة كانت دائماً عرضة لغزوات متعددة فقد مرّ عليها اليونانيون، ثم القرطاجيون، فالرومان، الفاندال، والقوطيون، وفي القرن الحادي عشر سيطرت عليها مملكة بيزا الايطالية لتنتقل بعد ذلك ليد حكام جنوا الذين باعوها الى الملك الفرنسي لويس الخامس عشر عام 1768. وللجزيرة اهمية تاريخية اخرى كونها مسقط رأس نابليون بونابرت.
تشكل الغابات حوالي 40% من مساحتها والجبال 50% والسهول 10%. فيها الكثير من الانهار والسواقي وتنقسم الى قسمين: العليا في الشمال وكورسيكا الجنوبية.
ايامها ولياليها طويلة وهادئة وحرارتها منعشة ومائلة للبرودة حتى في الصيف خاصة في اعالي الجبال، انها بحق جزيرة الجمال.


كورسيكا العليا
في الاول من يناير من عام 1976 تم تقسيم جزيرة كورسيكا الى قسمين اداريين: كورسيكا العليا (الشمالية) وكورسيكا الجنوبية. وذلك تطبيقاً لقانون صدر في 15 مايو من عام 1975.
التردد السياحي على كورسيكا العليا اقل من نظيرتها الجنوبية مع انها تتمتع بشواطئ جميلة، وجبال منتصبة وبلدات قديمة ومرافئ للصيادين.
وابرز معالمها كورت في الوسط، باستيا في الشمال الغربي، سالفي، بورتو، وجزيرة روس في الشمال الشرقي، وكلها تعبر عن جمال وروعة الشواطئ الطبيعية والاراضي الخضراء.


BASTIA
العاصمة الاقتصادية للجزيرة، اخذت اسمها من القلعة البحرية التي بناها الجنويون خلال فترة احتلالهم للجزيرة، زادت اهميتها بعد سنة 1975، موقعها في جنوب رأس كورسيكا، يشغل خليجا صغيرا ساحرا من الشاطئ الشمالي الغربي. وتشكل المدينة جزءا من الحدود الفاصلة بين سهول بيفوليا ومنحدرات رأس كورسيكا اجمل احياء الميناء البحري القديم.
من اهم معالمها كنيسة مار يوحنا المعمدان التي تنتمي هندسيا الى الفن الباروكي وتتميز بارتفاع اجراسها وزخرفة قبتها.
اما خليج المدينة الذي يقع بين الشاطئ الجنوبي وكاسر الامواج الذي بناه الجنويون فهو المكان الاكثر حيوية ونشاطا في باستيا.
تاريخ المدينة قديم، فقد مرَّ عليها الاتروسكيون (نسبة الى توسكانا) اليونانيون، القرطاجيون، والرومان الى ان احتلتها مملكة جنوا ثم ما لبثت ان اصبحت فرنسية عام 1768.
بيوتها وعماراتها الملونة تذكرك انك في حوض البحر المتوسط، ميناؤها يحتوي على اكثر من 300 مركب وسفينة خاصة للنزهات سحرها لا يقتصر على مبانيها القديمة فحسب، بل بأزقتها الضيقة المرصوفة بالحجارة.


رأس كورسيكا
من اجمل مناطق الجزيرة، خصوصا سلسلة جبالها التي تمتد مسافة تصل الى 40 كيلومترا على شاطئ البحر، اما عرضها فيتراوح بين 10 و15 كيلومترا، اعلى تلة فيها جبل ستيلو 1307امتار، ومنه للمياه لا يتطلب الطائر سوى خمس دقائق للوصول. ويطلق الكورسيكيون القدماء على رأس كورسيكا اسم «اصبع الله».
وللوصول اليه لا بد من سلوك طريق جبلي ملتو هو بدوره غاية في الجمال لانه يخترق الجبل ذهابا وايابا، قاطعا منحدرات مزروعة بكروم العنب الذهبية والمنازل الكورسيكية التقليدية القديمة.
شواطئ رأس كورسيكا الشرقية تتميز بانتشار عدد من القرى القرميدية على الساحل البحري، اما في الشواطئ الغربية فالوضع مختلف، ولا اثر للقرى الا في اعالي الجبال.
على المرتفعات الداخلية لـ Balagne تنتصب عدة قرى من القرون الوسطى اهمها PIGNA التي يزورها بشكل دائم عدد كبير من الشعراء والموسيقيين الكورسيكيين باعتبار انها تشكل مصدر الهام لهم، كانت في الماضي طاحونة القمح التي تغذي جنوى على أساس غناها الزراعي. بنيت في عام 1725، طرقاتها وأزقتها ضيقة، مسقوفة ومحاطة بمنازل ذات طابع كورسيكي، في الصيف يزورها يومياً حوالي 700 سائح.


سان أنطونيو
تجثم على رأس جبل من الغرانيت بطول 500م، أزقتها ضيقة ومسقوفة، أرضيتها مرصوفة بالغرانيت، فيها أقدم معصرة للزيتون في الجزيرة، تعود إلى بداية القرن التاسع عشر، تحيط بها أودية وسهول مفروشة بأشجار الزيتون.


«كالفي»
شعارها «الوفاء» محفور على باب قلعتها، اسمها مشتق من الاسم اللاتيني Calvus تشبه الكثير من المدن الاسبانية والإيطالية المستلقية على شاطئ البحر.
تشتهر بالمارينا حيث تنتشر المقاهي والمطاعم والمراكب، تنتصب على صخورها الغرانيتية قلعة «كالفي» من القرن الخامس عشر، بقيت شاهدة على 6 أجيال من السيطرة الجنوّية على الجزيرة.
تم تحويل الكثير من منازلها القديمة بعد ترميمها إلى مطاعم فخمة، وملاه ليلية.


كورسيكا الجنوبية
مساحتها 4014 كلم2، أعلى نقطة فيها جبل «مانيسيا» (2425م2)، تضم العاصمة أجاكسيو سكانها حوالي 119 ألف نسمة حسب إحصائيات سنة 1999.
تتضمن إقليماً واحداً، ومنطقتين إداريتين، 22 كانتونا، و124 بلدية.


اجاكسيو
تقع في القسم الجنوبي للجزيرة على الشاطئ الشرقي ميناؤها مفتوح على مياه البحر المتوسط، اسمها مشتق من اللغة الرومانية ويعني الميناء الجميل. تشكل نقطة التقاء للبضائع الداخلة والخارجة في الجزيرة، شهدت ولادة «أمير البحار والمحيطات» كريستوف كولومبوس في الخامس عشر من أغسطس عام 1769.
وفي عام 1794 هربته والدته بعدما قام الثوار الكورسيكيون باحراق منزلهم. تنشر في المدينة آثار قديمة اهمها برج «بارتا» الذي يعود بناؤه لسنة 1608. وما زال قائما حتى يومنا هذا.


حصن كومبومورو
شيد في سنة 1582 لصد هجمات البرابرة. ما زال بحالة جيدة وقد لعب قديما دورا مهما في الدفاع عن الجزيرة، والوصول اليه اما من البحر وإما من طرقاتها الجبلية المتعرجة.


سارتين
تقع على رأس تلة وتشرف على وادي «ريزانس» تبعد 15 كيلو مترا عن مرفأ «بروبريانو» منازلها كبيرة وعالية تشبه القلاع، تحيط بها الجبال الخضراء من جميع الجهات.
وبالانتقال نحو الشمال الغربي توجد بلدة «سان لوتشيا» وتعود في تاريخها للقرون الوسطى، كانت موطنا للعائلات الكورسيكية القديمة وتشبه القرية الحربية المحصنة.


بونيفاسيو
تجثم على مجموعة من الصخور البيضاء التي تلاطمها الامواج، تعلو 60 مترا عن مياه البحر تبعد 12 كيلو مترا عن سردينيا الايطالية ومحاطة بحصن يعود بناؤه للقرن السادس عشر، تنقسم الى قسمين:
المدينة العليا: تقع على شبه جزيرة كلسية، تحيط المياه بها من ثلاثة اتجاهات، طولها 1500 م، وعرضها 200 م، مشغولة بالكامل.
والمارينا: تقع خلف الجزيرة الكلسية تحتوي على مرفأ سياحي وتجاري تستقبل المراكب واليخوت السياحية الزائرة وموقعها المميز على فيورد «لسان مائي» يجعل منها اجمل مدينة بحرية في كورسيكا، اضافة الى الاناقة الظاهرة في مبانيها، قرميدها، كنائسها، مطاعمها ومقاهيها.


قلعة كورته
القلعة الوحيدة المبنية داخل الاراضي الكورسيكية البعيدة عن الشواطئ البحرية ترتفع 1000 م عن سطح البحر كانت فيما مضى تحمي الوادي والمدينة المجاورة. وعلى مسافة متوسطة تقع محمية «رستونيكا» على ارتفاع 2622 م تتميز باشجار الصنوبر والسنديان والانهار والسواقي المائية النظيفة.


جزيرة روس
تعتبر جزيرة روس قرية صغيرة في البحر، مقابل شاطى Balagne صخورها غرانيتية حمراء وتشكل محمية طبيعية في المياه فريدة من نوعها في العالم.
خليج بورتو
يمتد خليج بورتو في منطقة صخور بركانية حمراء تعانق مياه البحر الزرقاء. وهو مكان يستحق الزيارة لانه ذو طبيعة ساحرة وهو مدرج منذ 1975 على لائحة التراث العالمي للاونيسكو يضم حوالي 920 هكتارا من الجبال الصخرية و1000 هكتار من المسطحات المائية والمغاور الشاطئية.


جسور حجرية قديمة
لقد استعمر البيزنطيون ثم الجنويون كورسيكا لعدة قرون، وقد بنوا عددا من الجسور الحجرية بين القرنين الثالث والثامن عشر.
وتشهد الجسور على نهضة الجزيرة اقتصاديا اثناء حكم جنوا لها، فعبرها كان يتم نقل القمح، النبيذ، الكستناء، زيت الزيتون، وكانت تشكل هذه المنتجات اساس اقتصادات الجزيرة.
معظم هذه الجسور ما زالت قائمة حتى اليوم وتشكل تحفا فنية، واضافة لها هناك الابراج الدائرية وفيها فتحات للمراقبة تقع اما على البحر لمراقبة الشواطئ واما في الداخل لمراقبة طرق النقل والمواصلات. ولم يبق منها سوى 22 برجا من اصل المئات التي دُمرت او تداعت مع الزمن.

بكزب عليك ما قرأت بس اول مرة بشوف انو عندك هالقد هداية

كورسيكا... جــــزيرة الربوع الهادئة