وقفة مع مشاركة منتخب الشباب في البطولة العربية للمصارعة

نتائج دون الطموح .. وترتيب متواضع !
عمان - محمد العياصرة - شكلت نتائج منتخب الشباب للمصارعة في البطولة العربية التي اختتمت مؤخراً في عمان خيبة أمل كبيرة بعد ان جاء الحصاد بعكس الطموحات ودون التوقعات.
ورغم المعسكرات الاعدادية محلياً وخارجياً الى جانب التدريبات المكثفة التي سبقت البطولة بأشهر طويلة، فان الحصيلة جاءت متواضعة بعد ان صعد مصارعو المنتخب على منصة التتويج مرتين -ذهبية وفضية-، في حين جمع المنتخب سبع برونزيات «ترضية» تحت شعار «الثالث مكرر».
قبل البطولة بايام، عقد الاتحاد مؤتمراً صحفياً تحدث خلاله عن طموح المشاركة واهداف التنظيم والحضور، حيث كانت التصريحات الادارية والفنية تتصاعد بتفاؤل واضح مفاده ان المنتخب سيحقق نصف الذهبيات الممكنة على اقل تقدير، وسيكون الترتيب العام للمنتخب بين الزعامة أو الوصافة ايضاً، لكن البساط كشف مدى ضعف الدراية بالمستوى الحقيقي للاعبي المنتخب أو بامكانات الدول المنافسة، لتنجلي الصورة النهائية وتكشف تراجع المنتخب في اطار الروماني بحصوله على ذهبية من بين سبع ممكنة، في حين كان الوضع اكثر صعوبة في الحرة بعد ان جاءت بفضية من اصل سبع ممكنة ايضاً، واذا ما احتسبنا الميداليات البرونزية بانها انجاز ايضاً، فان منتخب البلد المنظم اخفق في (7) اوزان كاملة وترك بصمته على (9) اوزن بين الحرة والروماني.
في الروماني، حقق ابراهيم عرعر الميدالية الذهبية في وزن (ت55 كغم)، لكن زملائه عجزوا عن بلوغ المشهد الختامي وتراوحت نتائجهم بين المركز الثالث والخامس والسابع، الامر الذي يؤكد تراجع المستوى الفني العام للمنتخب خاصة بعد احتلاله المركز الثلاث في الترتيب العام على الرغم من مشاركته في كافة الاوزان، كما ان اعتذار المنتخب المصري عن البطولة شكل حافزاً للمصارعين على اعتبار غياب ابرز المنافسين، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويستقر الاردن في المركز الثالث خلف العراق وسوريا وتقدم بفارق بسيط عن اليمن!
وعند الحديث عن الحرة، فان الامر يطول ولا ينتهي، واذا التمسنا العذر لمصارعي الروماني بعد ان الغي معسكرهم الاعدادي قبيل البطولة، فان معسكر الحرة جرى كما خطط له في داغستان وتخلله نزالات قوية مع نخبة مصارعي دول المقدمة، وجاءت التصريحات الفنية بعد ذلك لتؤكد مدى الفائدة المكتسبة من المعسكر، لكن النتائج على ارض الواقع اكدت بان منتخب الحرة ليس له في البطولة لا ناقة ولا جمل، وعجز ايضاً عن تحقيق ميدالية ذهبية وحيدة، واكتفى بفضية وثلاث برونزيات، فهل اقيم معسكر داغستان للحصول على هذه النتائج والاستقرار في المحصلة بالمركز الرابع؟
كما توقفنا طويلاً مع نتائج المنتخب المتواضعة خلال البطولة، فان الاتحاد لا بد وان يقف على مواطن الخلل واسبابها والتي اودت بمصارعة الشباب الى هذا المستوى الضعيف، وان كان الجهاز الفني للمنتخب يعمل وفق الامكانات المتاحة، فان انتقاء المعسكرات ورسم الخطط الاعدادية يجب اعادة النظر فيه بشكل جذري حتى لا يقع المحظور!