صورة الاردنيين امام السفارات الغربية مخجلة ومؤسفة جدا
*اعداد الاردنيين الواقفين في طوابير السفارات الغربية والخليجية في عمان ، تتزايد..
* لماذا الاردنيين غير مستقرين وغير مرتاحين في بلدهم؟ من المسؤول عن ذلك؟..
الاردنيون الذين يذهبون الى السفارة الامريكية في عمان ، من اجل تأشيرة سفر ، ما زال عددهم كبيرا ، واذا كانت السفارة ترفض من تريد ، وتعطي من تريد ، فان عدد طالبي التأشيرات ما زال في ازدياد.
السفارات الغربية الاخرى تشهد طلبا متزايدا للحصول على التأشيرات لاسباب مختلفة ، وهجرة الشباب الى الخارج ما زالت الحل الوحيد لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب ، ورغم الشروط غير السهلة التي يتم فرضها ، الا ان حلم الهجرة يسيطر على كثيرين ، رغم التراجع الاقتصادي في الغرب.
عدد الاردنيين في الولايات المتحدة واوروبا كبير ، وخلال العامين الفائتين عادت عائلات كثيرة الى الاردن ، لاعتبارات تتعلق بسوء الوضع الاقتصادي في امريكا ، مثلا ، ولاسباب اجتماعية من بينها "تربية البنات" الا ان ذلك لم يؤثر على العدد الاجمالي ، لان الهجرة ما زالت ترسل شبابا الى الخارج ، خصوصا ، من ذوي الكفاءات العلمية.
وحدنا نفتخر في هذه الدنيا بوجود كفاءات في الخارج ، ونستمتع كل فترة بالحديث عن تحويلاتهم المالية الى عمان ، وهذا فخر زائف ، ويؤشر على اننا نفرط بالكفاءات تحت مسمى دورنا في بناء العالم ، بعد ان يكون كل واحد منهم قد درس وتعلم وتعب وشقي ، وعاش بدراهم محدودة ، وسط مناخات طاردة للكفاءة من الحسد والتحاسد والكيد ، وقلة البركة ، فيضطر كثيرون الى الهروب الى الغرب ، للعيش بطريقة افضل.
المؤسف ان الذين عادوا الى عمان بعد مغترباتهم في العالم ، يعانون اليوم اشد المعاناة ، من الغلاء وصعوبة الحياة ، وسرعة صرف الدينار ، وعدم القدرة على مضاعفة المال ، وهم تحت مطارق مخاوفهم الاجتماعية يضطرون للتكيف ، لكنك تعرف انهم في واد اخر ، جراء عدم قدرتهم على مطابقة حياتهم السابقة على حياتهم الحالية ، وينصحون من يسألهم النصيحة ممن يرغبون بالعودة الى البلد ، ان لا يعودوا ، وان يقتنعوا بما لديهم ، حتى لا يندموا في وقت لاحق.
اعداد الاردنيين الواقفين في طوابير السفارات الغربية في عمان ، تتزايد والكل يحمل اوراقه وصوره وكشفه المصرفي ان توفر ، ودعوة من هنا وهناك ، من اجل الخروج ، بحيث بتنا نتسبب بطرد اللامعين والمبدعين والمميزين ، الى المهاجر ، والارقام تقول ان عدد الذين يهاجرون بات في ازدياد ، خلال الفترة الماضية ، خصوصا بعد جنوح الظرف الاقتصادي نحو الاصعب.
المؤشرات السلبية تأخذك الى قصص هيكلة المؤسسات والشركات الاردنية ، وبدء استغناء كثرة ، عن موظفيها ، وفي التوقعات ان تشتد حمى الهيكلة والفصل خلال النصف الثاني من هذا العام ، وهذا يعني مصاعب كبيرة لعدد من الكفاءات التي لديها خبرتها ، ولن تجد سوى بوابات السفارات الغربية للسفر تحت اي ذريعة ، دون ان نبذل جهدا ، لوقف هذا النزيف في الموارد البشرية.
لا يهاجر الانسان من وطنه الا مرغما ، غير ان فخرنا الزائف بعدد مواطنينا في الخارج ، اعتراف بشكل غير مباشر ، اننا لم نؤمن لهم الحياة الكريمة ، ففروا الى مشارق الارض ومغاربها ، وصورة الاردنيين امام اقسام التأشيرات في السفارات الغربية صورة مؤسفة جدا.