رجيح إعلان نتائج الانتخابات السودانية

الخرطوم - طايل الضامن - اغلقت مراكز الاقتراع للانتخابات السودانية ابوابها امس في السادسة مساء بالتوقيت المحلي معلنة انتهاء خمسة ايام من عملية الاقتراع التي اتسمت بالهدوء في غالبها وان حصلت بعض الاخطاء الفنية حسب المفوضية العليا للانتخابات .
ووفق المفوضية العليا للانتخاب ستتم عملية فرز الاصوات ابتداء من اليوم الجمعة ، متوقعة اعلان النتائج الثلاثاء المقبل .
وأعلن المؤتمر الوطنى السوداني فى نهاية فترة الإقتراع أمس الخميس أنه لا يخشى وقوع أعمال عنف مع إعلان النتائج, حسب ادعاءات المتمردين في دارفور .
وقال مستشار الرئيس السودانى, مسؤول ملف دارفور د.غازي صلاح الدين في لقاء مع الصحفيين:إن « الشعب السوداني قدم نموذجا حضاريا بمشاركته الواسعة فى الإنتخابات دون وقوع أحداث عنف « , نافيا وقوع أى أعمال تزوير أثناء الانتخابات, مضيفا أن ما وقع لم يتجاوز بعض الأخطاء الفنية والتي من الطبيعي أن تقع في ظل تعقيدات العملية الانتخابية نفسها.
واعتبر صلاح الدين أن قوى المعارضة التي عزلت نفسها بعدم المشاركة في الانتخابات يجب أن تكف عن توزيع الاتهامات في هذا الشأن أو أن تثبت حديثها بالأدلة ،مؤكدا أن المراقبين الدوليين لم يتحدثوا عن أي حالات تزوير ، مشيرا إلى أن الأحداث أثبتت أن قرار قيام الإنتخابات في موعده كان صحيحا.
وجدد مستشار الرئيس السوداني الإعلان عن اعتزام حزبه المؤتمر الوطنى تشكيل حكومة قومية ذات قاعدة عريضة ،تشمل حتى الأحزاب التى قاطعت الإنتخابات فى حال موافقتها ،وذلك بهدف مواجهة التحديات التى اكد أن أهمها يتمثل فى حق تقرير المصير لجنوب السودان مطلع عام 2011.
وقال : « نحن حريصون على ألا يحدث مثلما حدث فى دول
أخرى من إنقسامات وعنف, مضيفا لابد أن نكون فى حالة تفاهم مع القوى السودانية الأخرى لمواجهة مثل هذه التحديات, رغم أن حزبنا أثبت أنه الأكثر تنظيما وإقناعا،وأنه يمكن أن يحكم بمفرده, لكن مبادئنا هى التي تحكمنا فى هذا الأمر .
و حول تأثير الإنتخابات على المسار التفاوضي في الدوحة قال أن الإنتخابات ستفرز أوضاعا جديدة وأنها ستؤثر بدورها على الطريقة الحالية لحل مشكلة دارفور, حيث أن الحركات المسلحة بدارفور التى يجري التفاوض معها لن تكون الممثل الوحيد لأهل دارفور.
وقال إنه سيوصى الحكومة المقبلة بإعتباره مسؤولا عن ملف دارفور بأن تظل مفاوضات الدوحة فى حجمها الطبيعى, على أن يكون لها أجل محدد , مؤكدا أن الانتخابات ستؤثر إيجابا في دارفور, مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى نسبة المشاركة العالية التى حظيت بها الانتخابات فى الإقليم, فإن هذا سيضيف معطيات جديدة فى دارفور, لأن من إنتخبوا هم من يعبرون عن أهل دارفور, ولابد أن يكون لهم دور في حل قضاياهم .
وحول قرار مشاركة المؤتمر الشعبي منذ بداية الانتخابات قال صلاح الدين أن قرارالشعبى بدخول الإنتخابات كان قرارا صحيحا, مؤكدا أن هذا لا يعنى وجود أى إتفاق بين المؤتمرين الشعبى والوطنى فى هذا الأمر ،ووصف مقاطعة حزب الأمة للإنتخابات بأنها جعلته في عزلة, وقال إن المؤتمر الوطنى لم يتوان حتى آخر لحظة عن حث حزب الأمة علي المشاركة والاستجابة لشروطه حتى أن زعيم الحزب الصادق المهدى إعترف بذلك صراحة وأعلن أنه استجيب ل80% من شروطه .
وبشأن موقف واشنطن من الإنتخابات السودانية ،نفى صلاح الدين أن تكون هناك صفقة بين حزبه وواشنطن, وإستغرب الأقوال الصادرة فى هذا الشأن ،وقال :إن الانتخابات استحقاق سوداني وقد أقرها الدستور منذ 2005 ،ولم تأت فجأة ،وحول ما إذا كان موقف واشنطن المؤيد للإنتخابات هو تمهيد لإنفصال الجنوب, قال صلاح الدين أنه لم يلمس من السياسيين الأمريكيين ميلا نحو تأييد إنفصال الجنوب, لأنه سيؤثر على أفريقيا عموما ، مشيرا إلي أن حزبه سيعتمد على تحريك الإرادة الشعبية فى الفترة المقبلة بإتجاه الوحدة ،وأضاف :لسنا محايدين فى قضية الوحدة ،التى يجب أن تكون طوعية .
ومن جانبه قال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع امس الخميس في تصريحات للصحفيين بالقصر الرئاسي ان فوز البشير في الانتخابات سيثبت بان قرار المحكمة الدولية بحقه خاطئ وان السودانيين يرفضونه بشدة .
الى ذلك قال حزب المؤتمر الوطني الخميس إن الجيش الجنوبي قتل تسعة من مسؤولي الحزب أثناء أول انتخابات تعددية في البلاد منذ ربع قرن.
وقال مسؤول حزب المؤتمر الوطني بالجنوب اغنيس لوكودو إنه قبل ثلاثة أيام جاء بعض جنود جيش جنوب السودان إلى منزل رئيس حزب المؤتمر الوطني في مدينة راجا بولاية بحر الغزال وقتلوه مع ثمانية أعضاء آخرين في الحزب.
واضاف لوكودو إن عمليات القتل ذات دوافع سياسية بسبب الغضب من تصويت كثيرين في المنطقة لصالح حزب المؤتمر الوطني. ونفت الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة سابقا والتي تسيطر على حكومة الجنوب مشاركة جيش جنوب السودان في عمليات القتل.