من (ايدي ) اذا بتصير

فـرخ الـبـط «عــوّاد»



كان أستاذنا 'أبو العبد' إذا ما ملّ من التدريس، أو وقف عاجزاً أمام حل مسألة معقدة كتبها هو بيده ، أو إذا لم يتمكن من إيجاد الجذر التكعيبي لرقم من أربع خانات ..يهرب إلى هوايته المفضّلة ،حيث يجلس على طرف المقعد الأمامي بزاوية 45 ويضع طرف العصا تحت لحيته ويبدأ بسؤالنا واحداً تلو الآخر..



- المعلّم: خلدون شو حاب تصير؟

- خلدون: مهندس.

- المعلّم:شو أبوك بيشتغل؟

- خلدون: عنده 'محل جاج'!

- من إيدي إذا بتصير!!

**

ثم يسأل الذي بعده..

-المعلّم: ناصر ..شو بتحب تصير؟!

- طيّار !

- شو أبوك بيشتغل؟

- مصلّح صوبات!.

- من إيدي إذا بتصير!!

**

- ها يا ابو خشوم .. شو حاب تصير؟

- رائد فضاء!

- شو أبوك بيشتغل؟

- شوفير بكم.

- من إيدي إذا بتصير !.



**

ثم يمد رقبته قليلاً ويرفع نظارته عن عينيه لينتقل بالسؤال إلى آخر مقعد في الصف:

- المعلّم: ها عوّاد شو حاب تصير؟

- حاب أصير..زلمة!

- المعلّم: أف؟.... بس 'الزّلمة' مش مهنة!

- عوّاد: لأ مهنة!

- المعلّم: كيف مهنة!

- عواد: أنا بسمع أمي كل يوم بتقول لأبوي نفسي تصير زلمة زي هالزّلم ويكون إلك كلمة قدام الناس!.

- المعلّم: وما طلّقها بعده ؟

- عوّاد: لأ.!

- المعلّم: لعاد شو قال لها ؟؟!.

- عوّاد: قال لها ..إنت بس طوّلي بالك عليّ شوي والله غير أصير..!



- المعلّم:

عوّاد.. اقعد وابشر بالخير عمّوه..إذا أبوك بصير إنت بتصير!



أحمد حسن الزعبي