جالسة أنا في عتمة الليل، مع ضوء القمر ولمعة النجوم
نظرت إلى السماء فأخذتني أفكاري، بدأت تجوب بي في أواسط السماء، في الأفق البعيد
بدأت أبحث في قلوب الناس، أنظر إلى أفئدتهم، فرأيت مشاهداً ما زالت تكويني...
كلام ليس كالكلام وحروف ليست حروفاً، نظرة عين واحدة، ولمحة واحدة كشفت خبايا الزمان
لم أرى أي قلب لم يُجرح بعد، فقد رأيت قلباً مجبولاً بالأحزان، معللته غائبة ولكنها حاضرة
ذهبت عنه وحوّلت البستان الأخضر إلى صحراء قاحلة، ذبلت الورود وماتت، وبقيت الأشواك تنخز قلب صاحبها
قلب يتوسّل، يضحّي، يطأ النار كي يعتق صاحبه، يخضع ويرضخ للواقع، الواقع المرير الذي يعيش فيه، بعدما كانت حياته رغداً، أصبحت بالنسبة له جحيم...
ورأيت قلباً يرقص فرحاً، كبلبل يغرّد في عش صاحبه، ملهمته ترسل ذبذبات تجعل الدنيا خضاراً، تتفتح الأزهار لتنشر رائحتها، وتعيد صحوة القلوب النائمة الغافلة...
ولكن بعدما بحثت في ماضيه، اكتشفت أنه مليء بالأحزان، وجدت ثقوباً في جدرانه كما لو أن أناساً وضعوا فيه مسامير ثم سحبوها محاولين إزالة الأذى الذي سببوه، لكن للأسف بقيت الثقوب موجودة، ومع ذلك فقد أسدل الستار محاولاً إخفاء هذه الثقوب ليرسم بسمة الأمل والفرح على جبينه، وقد نجح في ذلك..
أحبائي...
بقي يوم واحد لعيد الحب، فهل سأُكلّل بعض القلوب التي أعلنت توبتها وأُعزيها؟
أم سأحمل قيثارتي وأغنّي أتغنّى بأصحاب القلوب الرغيدة؟
ول سيبقى هناك من القلوب الأحرار؟
هذا ما سأتركه للغد، لأكتشف ماذا سيحدث، وأدوّن ذلك في دفتر مذكراتي آملةً أن تزهو صفحتي لهذه السنة بالكلمات الفرحة، وأقول:
طوبى لمن أحبّ وحافظ على حبيبه، وطوبى لمن عرف قيمة الطرف الآخر واستحقه.