غيب الموت، يوم أمس، المناضل والمفكر القومي والشاعر الفلسطيني ناجي علوش، في عمّان، عن سبع وسبعين عاما، قضاها في العمل الوطني والقومي. وقد خلف وراءه عشرات الكتب وتراثاً من العطاء الفكري والشعري والنضالي، وعقوداً من الكفاح العسكري والسياسي في خضم الثورة الفلسطينية، وسجلاً مشرقاً من المواقف السياسية المشرفة.
وكان ناجي علوش قد أصيب بشللٍ نصفي منذ أكثر من أربعة عشر عاماً وبقي يصارع حتى النفس الأخير، وفي الصيف الماضي تم تشخيصه بمرض السرطان، ولم يقعده ذلك عن الاستمرار في تبني النهج القومي الجذري، ومن التفاعل مع قضايا الأمة العربية، حتى اللحظة الأخيرة.وعلوش شاعر وباحث وناقد قومي، ولد في مدينة بير زيت، التي تقع قرب رام الله، عام 1935، وتعلم في مدارسها. وبعد أن علم في مدارس الأردن سنة واحدة سافر إلى الكويت عام 1956 حيث وجد هناك تعاطفا مع مبادئه القومية العربية وأفكاره السياسية الثورية بين المغتربين العرب الآخرين. ركز علوش على دراسة الفكر العربي المعاصر، وكتب كتابه الأول (الثوري العربي المعاصر) عام 1960.
ويعد علوش واحدا من أبرز الكتاب والمفكرين العرب القوميين، حيث ترأس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين أكثر من مرة وقاتل بقلمه وبندقيته في منتصف السبعينيات دفاعا عن عروبة لبنان والثورة الفلسطينية، وله إنجازات فكرية وثقافية كثيرة أسهمت في رفد المكتبة العربية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين.
أمضى حياته في خدمة القضايا العربية والفلسطينية، وشعره مكرس للتعبير عن الأوضاع السياسية في الوطن العربي. ويعد علوش واحداً من الشعراء الملتزمين، وقد كتب الشعر العمودي حتى عام 1957 ثم بدأ فيما بعد كتابة الشعر الحر. أصدر عدداً من المجموعات الشعرية مثل «هدية صغيرة» (1967) و»النوافذ التي تفتحها القنابل» (1972)، وقد طبعت هذه المجموعات في مجلد واحد تحت عنوان «المجموعة الشعرية الكاملة» عام 1979. نشر فيما بعد مجموعة شعرية أخرى بعنوان «الزهر والناي» (1991).
من بين مؤلفاته الأخرى: «الثورة والجماهير» (1962)، «المقاومة العربية في فلسطين» (1967)، «الماركسية والمسألة اليهودية» (1969)، «الثورة الفلسطينية أبعادها وقضاياها» (1970)، «مناقشات حول الثورة الفلسطينية» (1970)، «نحو ثورة فلسطينية جديدة» (1972)، «الحركة القومية العربية» (1975)، «حول الحرب الأهلية في لبنان» (1976)، «الوطن العربي: الجغرافية الطبيعية والبشرية» (1980)، «المشروع القومي من الدفاع إلى الهجوم» (1991)، «الديمقراطية: المفاهيم والإشكالات» (1994).