اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Princess

Princess



مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف Empty
مُساهمةموضوع: مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف   مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف Icon-new-badge12/5/2012, 04:57

مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف
مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف

هناك ضباب كثيف أحاط بالمشهد العام لجميع القوي السياسية والاجتماعية في مصر منذ قيام ثورة يناير‏..‏ بعض هذا الضباب كان تراكمات عهد كئيب من الفساد والاستبداد وغياب الرؤي‏..‏ والبعض الأخر كان نتيجة صراعات خلفتها الثورة امام نخبة فقدت بصيرتها‏.
.. وقوي سياسية بالغت في تقدير قوتها.. وإدارة حاكمة لم تستوعب بالقدر المطلوب حساسية المرحلة وضرورة الحسم.. كان التخبط هو السمة الغالبة علي مواقف وسلوكيات كل أطراف اللعبة السياسية في مصر, وهنا غاب الحوار وطفت علي السطح أمراض كثيرة خلفها لنا العهد البائد واختفت تماما الرغبة في المشاركة امام نزعات فردية أسرفت في أنانيتها وإقصاء الآخرين. وفي هذا المناخ تعثرت الثورة وبدت في مراحلها الأخيرة وكأنها تتعرض لحالة إجهاض مقصودة تشرذم الشارع السياسي. وتجاوزت بعض القوي السياسية في شططها وبدأت عمليات صدام وصلت إلي الدم.. وفي هذا المشهد الكئيب بدا أن حالة الإحباط التي أصابتنا جميعا وإن بدت قاتمة إلا أن وراءها يبدو في الأفق ضوء خافت بعيد.. لا أدري لماذا قرأت أحداث الأسبوع الماضي في العباسية قراءة مختلفة رغم كل شواهد العنف والصراع والتشرذم فيها.
في تقديري ان المجلس العسكري ولأول مرة اكتشف ان الحسم أصبح ضرورة وان المواقف المترددة التي اتسمت بها مواقف المجلس شهورا طويلة تحولت إلي عبء كبير عليه أولا وعلي بقية القوي السياسية وعلي المجتمع كله.. هناك مواقف كثيرة منذ قيام الثورة غابت فيها تماما هيبة الدولة ولا أقول قوة الدولة, لأن هناك فرقا بين الهيبة والقوة, لأن القوة لا تعني الهيبة في كل الأحوال.. ولكن المجلس العسكري فيما يبدو حاول ان يكسب كل أطراف اللعبة السياسية ثم دخل في صفقة غير مفهومة في بداية الثورة مع التيار الإسلامي ممثلا في جماعة الإخوان المسلمين علي أساس خلفيات قديمة بينه وبين هذا التيار ومفاوضات قديمة لم تكن بعيدة عنه في ظل النظام السابق.
ولا أحد يعرف لماذا اختلت الصفقة وبدأت مرحلة الصدام وكانت أحداث العباسية قمة هذا الصدام.. ربما إكتشف المجلس العسكري ان هناك أحاديث تدور حول ميليشيات مدربة لبعض القوي السياسية وان بعض المواقف تجاوزت سقف الحوار وأقتربت كثيرا من مناطق الصدام حتي المسلح فيه.. وهنا أعاد المجلس العسكري ترتيب مواقفه ليكتشف اننا علي حافة الهاوية امام الصدام الصريح بين مؤسسات الدولة بما فيها السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.. وامام غياب الحسم.. وتراجع هيبة الدولة كان قرار إخلاء منطقة العباسية بقوات الجيش.. وهنا ولأول مرة تدخلت قوات الجيش الحقيقية ومنها فرق الصاعقة,وفي تقديري ان الموقف لم يكن استعراض قوة بقدر ما كان استرداد هيبة ليس امام قوي سياسية تجاوزت ولكن امام مجتمع يريد الحماية ويبحث عنها..
أعادت أحداث العباسية منظومة غابت وهي ان تدرك القوي السياسية حجمها وان الجميع لا بد ان يقبل مبدأ المشاركة وليس الإقصاء.. في تقديري أيضا ان المجلس العسكري في نهاية المطاف قد تخلي عن ثوابت قديمة كانت تري ان حكم مصر لابد ان يبقي عسكريا.. ومن خلال التعامل والصدام مع القوي السياسية طوال عام ونصف العام ادرك الجنرالات ان الساحة لابد ان تتسع للجميع, وأنه لا يمكن ان يكون مصير هذا الشعب بعد الثورة في يد قوة واحدة حتي لو كانت الجيش وان مصدر القوة الحقيقية لهذا الجيش أنه يحمي شعبه. وما بين مرحلتين من الوفاق والصدام بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين أدرك المجلس ان نجاحه الحقيقي في ان يفتح الساحة لجميع القوي بحيث يأخذ كل تيار ما يستحقه في الشارع حسب وجوده الحقيقي وان يكون الجيش حاميا لكل هذه التيارات وليس طرفا فيها.
بقدرما دفعت ثورة يناير بالتيار الإسلامي ممثلا في الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية الأخري إلي مقدمة المشهد السياسي بقدر ما سحبت هذا الرصيد في فترة قصيرة جدا.. ولا شك ان هذا الحدث كان من اهم وأخطر إنجازات الثورة.. فاجأت التيارات الإسلامية الشارع المصري مابين الدهشة والترحيب, والقبول أو الرفض ثم كان التفاعل شديد الإيجابية في الانتخابات البرلمانية وامام عدد من الأخطاء الجسيمة عدل الشارع مواقفه بسرعة رهيبة أكدت وعي هذا الشعب ليعتدل الميزان ويأخذ التيار الإسلامي حجمه الحقيقي دون نقص أو زيادة.
من يري صناديق الانتخابات البرلمانية في غزوة الصناديق, ومن يشاهد رد الفعل السلبي الشعبي امام جمعة الزحف علي وزارة الدفاع يدرك المسافة بين تأييد أعمي ورفض واع, وان هذا الشعب ليس قطيعا يساق امام شعارات حتي ولو كانت باسم الدين.. مع عودة التيار الديني إلي حجمه الطبيعي في الشارع المصري اكتشاف لقوة سياسية مؤثرة ولكنها لا يمكن ان تكون القوة الوحيدة كما تصور أصحابها.. وربما كانت أحداث العباسية أخطر رسالة وصلت إلي هذا التيار فلا قدسية لشيء امام أمن الوطن والمواطن حتي لو تطلب الأمر اقتحام مسجد وكشف الأسلحة فيه.. كانت هذه آخر رسالة للجميع لا أحد فوق القانون حتي ولو حمل هلالا أو صليبا أو سلاحا فلا قداسة لعدوان.
كعادته دائما في الانتهازية بدأ التيار الليبرالي يغازل المجلس العسكري بعد فترة عداء طالت امام اعتقاد ربما كان صحيحا ان المجلس اتخذ مواقف كثيرة ضد هذا التيار إرضاء للتيار الإسلامي, وربما اكتشف التيار الليبرالي ان الوقت لم يعد مناسبا لأن يكرر تجاربه السابقة في الاحتماء بالسلطة كما حدث في سنوات مضت تحت شعار مواجهة المد الديني اكتشف هذا التيار انه لا يضمن الحماية من أحد وان مصر فعلا تغيرت وان الشارع المصري يعيش مرحلة تحول حقيقية,وكان أكبر دليل عليها عملية تغيير سريعة ما بين القبول والرفض للتيار الإسلامي..
والتحول الضخم في ثقل المرأة المصرية ودورها في الشارع ومواكب الشباب التي خرجت علي جميع القوي واتفقت رغم ميراث قديم من الخلافات.. لم يكن غريبا ان نجد توحدا فريدا بين الشباب الإسلاميين وشباب الليبراليين و6 أبريل وكفاية.. لقد تخلصت أجيال الشباب من خطايا الآباء الفكرية والسياسية وبدأت تبني مواقع جديدة تقوم علي الحوار وثقافة الاختلاف والمشاركة.. هذا التحول في قطاعات الشباب فتح ابوابا جديدة للفكر لدي التيار الليبرالي.. وعلي جانب آخر فقد أصبحت المشاركة قضية محسومة امام جميع الأطراف لأن الوطن لن يكون لفريق واحد تحت أي شعار.. من هنا كان إنشاء أحزاب جديدة قامت علي روح الشباب وفكره وفي مقدمتها حزب الدستور وتجمع الشباب حول د. البرادعي رغم كل ماواجه من الصعاب والأزمات.
في آخر المشهد وربما في القلب منه فأنا اراهن ومن الآن علي أن غوغائية المشهد الإعلامي في طريقها للاختفاء.. لقد كشفت الأحداث الضخمة التي مرت بها مصر منذ قيام الثورة عورات وعوار الإعلام المصري.. كشفت حقائق الأموال الضخمة التي تدفقت من أطراف كثيرة ولكن روائحها زكمت الأنوف وأصبحت فضائحها علي كل لسان, ويجب علي أجهزة الدولة ان تعلن هذه الجرائم وتحاسب المسئولين عنها.. تكشف دور الإعلام في الوقيعة والدسائس بين القوي السياسية المتصارعة.. تكشفت الوجوه القبيحة التي تلونت وتحولت ومارست البغاء الإعلامي امام كل التيارات, ان المشهد الإعلامي سوف يعود أيضا إلي دوره وحجمه الطبيعي من حيث التأثير والمسئولية بعد ان تحددت كل الأدوار وكل القوي, وليس امام الجميع غير ان يعود إلي المسار الصحيح أخلاقيا ومهنيا وسلوكيا..
لقد لعب الإعلام دورا خطيرا في ضرب القوي السياسية وافتعال المعارك والأزمات بينها, وهناك أقلام كثيرة سقطت في هذا المستنقع وهناك من دافع عن العهد البائد وكان واضحا وصريحا ثم ركب مسيرة الثورة وتاجر بها وتربح منها.. وإذا كان المواطن المصري قد كشف بوعي موازين القوي السياسية الحقيقية فقد كشف ايضا مساويء الإعلام وخطاياه.
نحن الآن امام انتخابات رئاسية سوف يكتمل من خلالها المشهد التاريخي في مصر المحروسة, وامام المتشائمين الذين يقولون ان الثورة لم تفعل شيئا ولم تغير أي شئ يكفي ان نتوقف عند بعض المشاهد لندرك عمق هذا التغيير.. نحن امام وطن تحددت فيه أحجام القوي السياسية امام شعب اكتشف أنه علي درجة من الوعي بحيث استطاع في فترة وجيزه ان يضع كل طرف في حجمه..
نحن امام جيش أدرك بحسه الوطني قبل انتمائه العسكري انه لا بديل عن المشاركة في حكم هذا الشعب وان ثوابت العصور الماضية قد انتهت وان مصر تغيرت. نحن امام شعب خرج من صمت سنوات الاستبداد والبطش ليصبح صاحب رأي وقضية وموقف ولن يعود مرة أخري إلي صمته القديم. نحن امام أجيال جديدة من الشباب لن تعود إلي المعتقلات والسجون مرة أخري في ظل قانون الطواريء, ولن تقبل حكما غير القانون وكرامة المواطن وحقه في العدل والمساواة وإن هذه الأجيال علي استعداد لأن تخرج إلي الشارع آلاف المرات دفاعا عن حريتها ولن تقبل حكم فرعون آخر.
نحن ولأول مرة في تاريخنا الحديث امام 13 مرشحا يتسابقون علي منصب رئاسة الجمهورية.. نحن امام قوي سياسية أدركت من خلال الممارسة والصدام والانقسام انه لا بديل امامها غير الحوار واختلاف الرؤي والآراء وان علينا جميعا ان نحتكم لثقافة الإختلاف إذا كنا نريد ان نعيش في مصر الجديدة. وقبل هذا كله نحن امام تيارات فكرية وسياسية لابد ان تضع الوطن فوق كل الانتماءات حتي ولوكانت دينية أو عسكرية أو فكرية لأن الوطن يسبق الجميع.
..ويبقي الشعر
يقـولـون: سافر.. وجرب وحاول
ففوق الرءوس.. تـدور المعــاول
وفي الأفـق غـيم.. صراخ.. عويل
وفي الأرض بركان سخط طويـــل
وفوق الزهور يموت الجمــــــال..
وتـحت السفوح.. تئن الجـبـــــال
ويخـبو مع القهرعزم الرجــــــال
وما زلت تحمل سيفـا عتيــــقـــا..
تصارع بالحلم.. جيش الضـــلال
يـقـولون: سافر.. فمهما عشقـت
نهاية عشقك حزن ثقيـــــــل
ستغـدو عليها زمانـا مشـاعـا
فـحلمك بالصبح وهم جمــيـــل
فكل السواقي التي أطربــتـــك
تـــــلاشـــي غنــــــاهـــــا
وكل الأماني التي أرقتــــك..
نســـــــيت ضيــــــاهـــــا
ووجه الحياة القديم البــــــريء
تكسر منـك.. مضي.. لن يجيء
يقـــولـون: ســافـــــــــر..
فـــمهما تـمادي بك العمر فيها
وحلـــقــت بالنـاس بين الأمــل
ستـصبح يوما نـشيدا قـديمــــا
ويطـويك بالصمت كهف الأجـل
زمانـك ولـي وأصبحت ضيفــا
ولـن ينجب الزيف.. إلا الدجــل..
يقولون سافر.. ولا يـعلمــــون
بأني أموت... وهم يضـــحكون
فمازلت أسمع عنـك الحكــايـــا
وما أسوأ الموت بين الظنــون
ويخفيـــك عني ليل طويــــــــل
أخبئ وجهك بين العيــــــــــون
وتـعطين قلبك للعـــابثيــــــــــن
ويشقـي بصدك من يخلصـــون
ويقصيك عني زمـــان لقيـــــط
ويهنأ بالوصل... من يخدعون
و أنثر عمـــري ذرات ضــوء
وأسكـب دمي.. وهم يسكرون
و أحمل عينيك في كــل أرض
و أغرس حلـمي.. وهم يسرقون
تساوت لديك دماء الشـهيـــد
وعطر الغواني وكأس المجون
ثلاثون عاما وسبع عجـــاف
يبيعون فيك.. ولا يخجـــلون
فلا تتـركي الفجر للسارقيـــن
فعار علي النيل ما يفعلــــون
لأنك مهما تناءيت عنــــــــي
وهان علي القلب ما لا يــهون
و أصبحت فيك المغنـي القديــم
أطوف بلحني.. ولا يسمــعون
أموت عليك شهيدا بعشقــــي
وإن كان عشقي بعض الجنـون
فكل البلاد التي أسكرتنــــــي
أراها بقلـبي.. تراتيــــــل نيل
وكل الجمال الذي زار عينـــي
و أرق عمري.. ظلال النـخيـل
وكل الأماني الـتي راودتـنـــي
و أدمت مع اليأس قلبي العليــل
رأيتك فيها شبابا حزينــــــا
تسابيح شوق.. لعمر جميـــل
يقولــــــون سـافـــــــــر..
أمــــــــوت عليــــــــك..
وقبـــل الرحـــــيـــــــــل
سأكتب سطرا وحيدا بدمــــي
أحبـــــــــــك أنــــــــت..
زمانـا من الحلم.. والمستحيـل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال فاروق جويدة مصر الثورة وثقافة الإختلاف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: