من يطفئ الحريق في مصر مقال للكاتب صالح عوض

من يطفئ الحريق في مصر مقال للكاتب صالح عوض

من يطفئ الحريق في مصر مقال للكاتب صالح عوض

من يطفئ الحريق في مصر مقال للكاتب صالح عوض


منذ انتصرت الثورة المصرية، توالت الأحداث في أكثر من مكان عبر البلاد معبرة عن رفض مجموعات ذات نفوذ تقبل ما حدث بانهيار النظام واستمرت هذه الأحداث مشكلة واقعا هو الأبرز في المشهد المصري، وقد كان من الممكن أن تَحول هذه الأحداث دون استكمال انجازات الثورة والتي يقف على رأسها تكريس الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية.

انتصرت الثورة ليس فقط بإسقاط رموز النظام وإنما أيضا بكسر حاجز الخوف لدى ملايين المصريين الذين اكتشفوا أن لأصواتهم قوة سحرية في تغيير الواقع، وانتصرت الثورة كذلك عندما أظهرت بجلاء انتماء الشعب وهويته وخياراته، وانتصرت الثورة كذلك عندما كانت دربا آمنا لجماهير المصريين نحو صناديق الانتخابات وانتصرت كذلك عندما أخرجت للعالم كله برلمانا قلّ نظيره على مستوى النزاهة والمصداقية في التمثيل.

إن الثورة الآن في المرحلة الثانية مرحلة العدالة الاجتماعية التي تتطلب تشريعات اقتصادية وسياسية تجعل من أساس المساواة في الفرص والحقوق قاعدة ارتكاز لها يعني ببساطة أن يصبح المصري كريما وأن تصبح مصر عزيزة، وبأكثر بساطة أن تصبح مصر تدرك موقعها الجيوسياسي في مواجهة الكيان الصهيوني المتغطرس المعتدي، وبذلك تكون مصر حصن العرب والمسلمين وتقود قطار النهضة والتحرر.

من هنا نكتشف الأسباب العميقة وراء هذه الأحداث الدامية والمتوالية في مصر، الأمر الذي يقود إلى ضرورة تحليل مواقف كل الأطراف الدولية والإقليمية، وبهذا المنهج في التحليل نضع هذه الأحداث في سياق الثورة المضادة التي تخدم بشكل جوهري وجود الكيان الصهيوني وتغطرسه وعدوانه.

الحريق الأخير الذي اندلعت نيرانه من بورسعيد ويمتد إلى مدن مصرية أخرى لا يمكن تصنيفه إلا على اعتبار انه حلقة من حلقات المؤامرة على الثورة المصرية، وهو يظهر إلى أي مدى وصلت الخسة والنذالة بأولئك الذين جعلوا من مصالحهم الشخصية الدنسة أفق تصوراتهم ومشاريعهم لا يبالون بما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في مصر.

إلا أننا ومن عميق معرفتنا بمصر التاريخ والثقافة والحضارة نجزم بأن الشعب المصري كما النيل لن يعرف توقفا وهو يسير نحو أهدافه المقدسة، وكل ما يحاوله أولئك النفر المندسين الخبثاء لن يكون سوى زوبعة في كأس فارغة، وستنتصر الثورة المصرية وسينعم الشعب المصري بثمار دماء أبنائه الزكية وستصبح مصر كما كانت دوما معقل صمود ومصدر إلهام وانطلاقة حضارة، ورغم كل الأسى والألم الذي يعتصرنا لما يجري في مصر هذه الأيام، إلا أننا على يقين بأن هذا الحريق لن يكون سوى بردا وسلاما على مصر.

جزيت كل خير

تسلم الف شكر

الله يحمي مصر