اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل»

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Princess

Princess



مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل» Empty
مُساهمةموضوع: مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل»   مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل» Icon-new-badge8/1/2012, 16:20

«المجد للشيطان معبود الرياح/ من قال لا فى وجه من قالوا نعم».
كانت هذه المفردات الأولى من قصيدة «كلمات سبارتكوس الأخيرة» هى التى التقيت فيها أول مرة مع أمل (1940 - مايو 1983) كنا فى إحدى ندوات رابطة الأدب الحديث، التى كان يرأسها الناقد محمد عبداللطيف السحرتى، وكان من يقف فى دائرة الضوء شاب نحيل جهير الصوت، حاد الملامح غير هياب، بينما الحضور صامت من هول النبرة الطازجة الجارحة. كنت برفقة الناقد الراحل على شلش عضو الرابطة، وما إن اقترب أمل حتى قدم كل منا إلى الآخر، ونزلنا الدرج العريض المعتم. انصرف على، وقضيت وأمل ما تبقى فى ليل القاهرة الكبير.

(2)
ما بين ذلك اللقاء الأول، وحتى رحيله، ظلت العلاقة بيننا قائمة لا تنقضى. فى مقهى ريش غالباً، حيث أراه يستقبلنى بابتسامته العذبة، وهو يضع ساقاً نحيلة على ساق، وأمامه على المنضدة علبة أو اثنتين من السجائر وعلبة الكبريت، فى بعض المرات قد يمتدح شيئاً كتبته، فإذا ما جاء يحيى فجأة، وكان يحبه كثيراً، يتوقف فوراً عن المديح، ولما يعابثه رفيق الجلسة قائلاً: «يعنى سكت؟»، كان يضحك وهو يرمق يحيى بجانب عينيه ويقول: «خلاص. ما اقدرش». ونضحك جميعاً. وغالباً ما كنا ننتقل ثلاثتنا إلى بيتنا فى الكيت كات، نتناول ما تيسر ثم نعود لعالم المقاهى مرة أخرى. أذكر أنه فى العام 1967 كان قد نشر قصيدته المعروفة «حديث خاص مع أبى موسى الأشعرى». أيامها جننت بها ورحت أردد بعض أبياتها:

«رأيتها – فيما يرى النائم – طفلة.. حبلى!/رأيتها.. ظلا! وفى الصباح: حينما شاهدتها مشدودة إلى الشراع / ابتسمت، ولوَّحَت لى بالذراع..». إلا أن صديقى خليل كلفت متعه الله بالصحة، وكان أيامها أيديولوجياً متشدداً رفض هذه القصيدة وهذا الحماس، وكدنا نتماسك فى مقهى (فينكس) فى عماد الدين، حيث اعتدنا اللقاء وسط النهار. واحتكمنا إلى ناقدنا الكبير إبراهيم فتحى الذى طيب خاطرنا وضحك.

(3)
تمر السنون ويظل أمل فى القلب.
ليال طوال مشحونة بالقراءة والتجوال والجدال والمتعة والمناكفة والأحلام التى لا تنقضى. لا تعرف عن ماذا تحكى وعن ماذا لا تلتفت. قضيت معه ومحمد البساطى (لعله يذكر) أياماً هى الأجمل فى شقة لا نغادرها، كان قد استأجرها صديقنا الروائى العراقى حينذاك، عائد خصباك، هو الآن «الهر» عائد منذ هاجر إلى ألمانيا قبل سنوات. ربما كانت هذه آخر أطول ما قضيناه سوياً، قبل أن تتغير الأمور قليلاً. كنا تزوجنا فى شهر واحد، وعندما علم أن زوجتى حامل فى هشام قال مبتسماً: «مستعجل يعنى» وأنا ابتسمت وقلت: «أبداً والله»، ليهمس لى على سالم بعدها ونحن بالمقهى: إن صديقك أمل أصيب بالمرض اللعين، وهو يرقد الآن بمعهد الأورام. لا أظننى سمعت خبراً أسوأ. ولم أجسر منذ اللحظة على رؤيته هكذا. ولم نلتق أبداً.

(4)
كنت أتابع أخباره بوجل لا ينتهى. وفى أحد الأيام سمعت أنهم يبحثون له عن نوع من المرهم اسمه «هيموكلار» ليخفف الألم، ولكنهم لا يجدونه (هو متوافر الآن فى كل مكان) ورحت أجوب صيدليات القاهرة باحثاً دون جدوى، وبينما أتحدث وجدت زميلاً فى المواصلات اللاسلكية يخبرنى بأنه سيستعين بأبيه، الذى يعمل مسئولاً بالمؤسسة العامة للأدوية، وأحضر لى أنبوبتين، وأنا حملتهما مثل كنز يحتاجه أمل، ورحت أمشى بهما فى كل مكان، وبينما نحن فى مقهى فينكس، سمعت صديقنا الناقد الشاب أيامها سيد البحراوى يقول: إنه ذاهب لزيارة أمل. أعطيته العلبتين وقلت:
- سلم لى عليه. وقول له إبراهيم أصلان باعت لك العلبتين دول.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل» Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل»   مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل» Icon-new-badge12/1/2012, 06:19

مقتطفات جميلة ومميزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال إبراهيم أصلان كلمات صغيرة عن «أمل»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: