احتشدت نساء مصر بجميع طوائفهن مسلمات.. سافرات.. محجبات.. منتقبات ومسيحيات في مسيرة لا يمكن وصفها سوى بالحاشدة، حيث قام الرجال بالتكاتف مكونين حلقة كبيرة أحاطت بالنساء من جميع الجهات ليقدموا رمزاً واضحاً ومهماً بأن رجال مصر يحمون نساءها.
بدأت المسيرة عند مجمع التحرير ثم انطلقت باتجاه منطقة وسط البلد، ثم تحركت لتهتف النساء بهتافات منددة بما حدث للفتيات باعتصام مجلس الوزراء واعتداء رجال الجيش على الفتيات بالضرب والسحل حتى وصل الأمر إلى تعرية الفتاة صاحبة الفيديو الأشهر والذي جاب العالم كله حتى تحول إلى وصمة عار في جبين المجلس العسكري والجيش المصري كله.. وبعد أن طافت المسيرة منطقة وسط البلد اتجهت نحو شارع معروف ثم شارع رمسيس، حيث عرجت على نقابة الصحفيين، ثم عادت مرة أخرى إلى ميدان التحرير.
تعالت الهتافات " ارفعي راسك رجلك أشرف م اللي داسك"، " آه يا شيوخ الفضائيات راح فين عرض البنات"، "يا إخوان يا سلفية خدتوا كام في القضية"، "قتلوا شيخنا قتلوا مينا كل رصاصة بتقوينا"، اضربوني عروني مش هتشوفوا الخوف في عيوني"، "الرجالة فين البنات أهم"، "عروا فينا كمان وكمان آه يا كلاب الأمريكان"، "بنات مصر خط أحمر"، "يا عساكر يا أوباش بنات مصر ما تتعراش"،"ثورة ثورة حتى النصر إحنا بنات هنحرر مصر"، " قال إيه بيحمينا وهو بيعرينا"، "اللي يهتك عرض مصر ما ينفعش يحمي مصر"، "يسقط يسقط حكم العسكر"، "مصري مصرية إيد واحدة"، "انزلوا من بيوتكم طنطاوي عرا بناتكم"، "قالوا حرية وقالوا عدالة البسوا أسود على الرجالة"، "يا عساكر يا أوباش المصرية ما تتعراش".
توقفت النساء عن الهتاف بمجرد أن ارتفع أذان المغرب احتراماً له، وما أن انتهى الأذان حتى هتفن جميعاً : " يا رب يا رب على طنطاوي واللي معاه". تقدمت المسيرة عدد من النساء المعروفات مثل المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية، الإعلامية بثينة كامل، والأديبة الكبيرة رضوى عاشور التي كانت تسير جوار زوجها مريد البرغوثي، إضافة إلى ممثلات للجمعيات النسائية والحقوقية المصرية.
استطاعت المسيرة أن تلفت أنظار الجميع، وانضم إليها الكثير من رواد منطقة وسط البلد، كما شارك فيها عدد من النساء الأجنبيات اللاتي أعلن اعتزازهن بموقف النساء المصريات، واحترامهن لصلابة موقفهن في مواجهة الهجمة الشرسة عليهن وعلى مشاركتهن السياسية، كما أبدت مختلف النساء المصريات اعتزازهن بالناشطة غادة التي عراها الجيش في اعتصام مجلس الوزراء وأطلقوا عليها لقب " ست مصر وتاج راسها"، كذلك حملت بعض النساء يافطات مكتوبًا عليها " تم التعرف على اسم الفتاة التي عراها الجيش بالكامل؛ اسمها جمهورية مصر العربية".
من التعليقات الطريفة التي أطلقها الشباب المشاركون في المسيرة ؛ أن الفتيات اللاتي لم يشاركن في المسيرة لن يجدن من يتزوجهن، كما قال آخر إن بعد هذه المسيرة سيرتفع مهر البنات المصريات، وردد آخرون أن النساء المشاركات في المسيرة هن تاج رأس رجال مصر.
جدير بالذكر أن أعمار النساء اللاتى شاركن بالمسيرة بدأت من عام واحد تحملها أمها على ذراعها، وحتى فوق الستين عاماً يتأبطن أذرع بناتهن طوال المسيرة.