القارة الأفريقية: قصة خمسين عامًا من الاستقلال مارتن ميريديث

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

القارة الأفريقية: قصة خمسين عامًا من الاستقلال
مارتن ميريديث

تغير طالع أفريقيا تغيرًا جذريًّا في الخمسين عامًا التي انصرمت منذ بدأت حقبة الاستقلال، ففيما انسحبت القوى الاستعمارية الأوروبية، قامت عشرات من الدول الجديدة في ظل حبور العالم وتصفيقه. ولقد بدت الظروف مبشرة، وجاء الاستقلال في خضم الازدهار الاقتصادي. وعلى الساحة العالمية أثارت أفريقيا اهتمام كتل العالم المتنافسة على السلطة؛ ففي فترة الحرب الباردة، كانت أفريقيا هي جائزة قيمة من المؤسف خسارتها.

أما اليوم فلا يأتي ذكر أفريقيا إلا مصحوبًا بنغمة يائسة، فما بلغته من محن، كالحروب والديكتاتورية والفساد والجفاف يعد بحق مروعًا، ولا تثير أي منطقة أخرى في العالم ما تثيره أفريقيا في النفس من هواجس الشؤم، ولم تتمكن من النجاة من دوامة الغرق إلا قلة من الدول.

أين كان الخطأ؟ كيف تحول ما وصفه هارولد ماكميلان «برياح التغيير» إلى ما وصفه توني بلير «بجرح في ضمير العالم»؟ ماذا حدث لهذه القارة الشاسعة الغنية بالموارد والثقافة والتاريخ، ليجعلها على حافة العوز واليأس في مدى فترة لم تتعد الجيلين؟

يسعى عرض مارتن ميريديث الرصين — بالتركيز على الشخصيات الرئيسية والأحداث والموضوعات التي زامنت عهد الاستقلال — إلى استكشاف وتوضيح عدد كبير من المشاكل التي واجهتها أفريقيا في نصف القرن الماضي ولا تزال تواجهها. يتناول الكتاب الأحداث منذ الحماسة المتطرفة في الستينيات من القرن العشرين وحتى «قدوم الطغاة» و التدهور السريع، لذا فـإن القارة الأفريقية هو قراءة ضرورية لكل من يسعى إلى فهم الكيفية التي آلت بها الأمور إلى ما هي عليه، وما السبيل إلى الحل، إذا كان هناك حل.