اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 جـفـرا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Princess

Princess



جـفـرا Empty
مُساهمةموضوع: جـفـرا   جـفـرا Icon-new-badge19/9/2011, 08:08

قصة الـ"جفرا" هي حكاية من عشرات الحكايات التي صنعت وبلورت التراث الفلسطيني, والتي تركت بصمتها في الحياة الثقافية الفلسطينية. هذه القصة التي بقيت طي الكتمان منذ عشرات السنين
ولدت الـ"جفرا" في قرية اسمها "كويكات" في الجزء الشرقي من سهل عكا ,وهي إحدى قرى قضاء عكا في لواء الجليل الأعلى, وتقع إلى الشمال الشرقي منها وتبعد عنها حوالي 9كم.
وتبلغ مساحة قرية "كويكات" 4723 دونما, وقد اشتغل أهلها في الفلاحة والرعي كباقي قرى الجليل الأعلى.
كانت الـ"جفرا" وحيدة أبويها فلا إخوة ولا أخوات, ولم تتلق التعليم, في حين كان أولاد القرية الذكور يتلقون التعليم في مدرسة (كفر ياسيف) القريبة من قرية "كويكات". وتقول الإحصاءات بأن عدد سكان القرية كان يقارب الـ 1050 في عام 1945، ومتكون من 163 بيتاً.
أما اسم الجفرا الحقيقي فهو كما تروي لنا الحاجة (هـ.ح) : (("رفيقة نايف نمر الحسن" من عائلة "الحسن" وامها "شفيقة إسماعيل". كانت سمراء اللون، ذات ملامح ناعمة، وكانت أمها خياطة تهتم بابنتها الوحيدة وتحرص عليها وتعززها وتكرمها وتظهرها بأجمل حلة. وكان "أحمد عزيز" ابن عمها مفتول العضلات ويحترف قول العتابا والزجل ،تقدم لخطبتها وتمت الموافقة وتزوجوا فعلا وهي في سن الـ16 تقريبا. أما " أحمد عزيز" فكان في حوالي الـ20 من عمره. وأعراسنا كانت كسائر أعراس الفلاحين في فلسطين، يعزف فيها المجوز والشبابة والدربكة، وكان الأهالي يرقصون الدبكة نساءا ورجالا.
ولم يتوفقا في زواجهما، وأرادت أمها ان يتم الطلاق وطلقت فعلا. ولم يستمر زواجهما سوى أسبوع واحد، ولم يكن الطلاق أمرا سهلا فقد قامت بالهروب، وهو قام بملاحقتها حتى استقرت في بيت أهلها. وتمت محاولات لإرجاع الجفرا لبيت زوجها إلا أنها رفضت ذلك.
بعد ذلك بفترة تزوجت الجفرا من ابن خالتها " محمد إبراهيم العبدالله ". وعندما قطع "أحمد عزيز " أي أمل في رجوع جفرا إليه شعر بمرارة شديدة لحبه الشديد لها. وكان أهالي القرية يمرون امام بيت الجفرا لأنه يطل على الطريق المؤدية لعين الماء، وكانت هي أيضا تخرج مع الأهالي متوجهة للعين، فكان يقول فيها شعرا كلما رآها وهي في طريقها للسقاية من عين الماء، حاملة جرة من فخار
وقد لقب الشاعر نفسه بـ"راعي الجفرا"، وذكر الشاعر عز الدين مناصرة بأن الأغنية ولدت حوالي عام 1939، وأصبحت نمطا غنائيا مستقلا في الأربعينات، وانتشرت في كافة أنحاء فلسطين ثم وصلت بعد عام 1948 إلى الأردن ولبنان وسوريا.
وقد عرف الشاعر الشعبي "أحمد عزيز" بصوته الشجي الحنون، ومن أغانيه (على دلعونا):
ست الجفاري يا ام الصـنارة وأخدت الشهرة عاكل الحارة لوفُت السـجن مع النظـارة عن كل اوصالك ما يمنعونـا
إجا لعنّا حبــي بــالسهرة راكب عَ كحيلة ووراها مهرة واسمعت إنو صارت له شهرة بقول الغناني وشعر الفنونـا
ويقول الحاج عبد المجيد العلي في كتابه عن قرية كويكات : ((كان موقع "أبوعلي" (أحمد عزيز) في أول الصف روّاسا على تقسيمات الشبابة ونقتطف من بستانه جفرا ويا هالربع بعض المقاطع:
جفرا ويـا هالربـــع بتصيح يـا اعمـامي ماباخـــذ بنيّكــم لو تصحـنوا عظامي وان كان الجيزه غصب بالشـرع الإسلامـي لرمي حالي في البـحر للسمـك في المــيه
تمنيت حـالي أكــون ضابـط بالوظــيفة لاعمل عليـها حـرس مع وقـف الدوريـه وقعد لــها خــدام حتى تـظل نظيـفـه يظلوا يخــدموا فيها في الصبح وعشـية))
والقارئ للأبيات الأخيرة يلحظ بأن الشاعر "أحمد عزيز" يغني على لسان الجفرا التي رفضته زوجا، ثم لسانه وهو يصف حبه لها.
وقد روى "أحمد عزيز" بلهجته الفلسطينية الجميلة تجربته في وقعة "البروه" وذكرها الحاج عبد المجيد العلي في كتابه عن قرية كويكات، يقول "أحمد عزيز" : ((شاركت في وقعة البروه سنة 1936. وكان عمري 18 سنة. كان الشيخ عارف حمدان وأبو زعرورة مطوقين في تمرة. وأجانا الخبر أنهم مطوقين.فزعنا. وصلنا إلى الليات، مرقت مصفحة، ضربنا عليها، لمصفحة أعطت خبر للطيارات في تمرة، أجوا الطيارات ورحنا انزلنا على البروه: طيارات تروح وطيارات تيجي: يرموا أزانات علينا وانحشرنا كان معي كتاب قيادي إنه لما تيجي طياره علي لازم أركي على صخرة أو زتونة أعبطها ولا أعمل ولا حركة. في وقعة البروه كنت لابس أواعي الثوار، إنأسرنا في البروه وفي البيوت هناك كانوا يعلقوا على الحيطان أطباق قش، قمت شلحت الأواعي وخبيتها تحت أطباق القش إللي على الحيط. ولمن دخل الإنجليز ما شافوا علي لبس الثوار. أهل البيت كانوا جابوا لي منديل حرير وفستان حرير ولبستها وقعدت بين البنات)).
ويبدو أن الإنجليز سرعان ما كشفوا أمره، يكمل راعي الجفرا : ((أخذونا الإنجليز في السيارة وكان في السيارة وجوه طمره وكانت القيادة عندهم : الشيخ عارف، أبوعلي زعرورة، صالح سليمان، عبد السلام الحاج، أنزلونا في حيفا وبعدين في عكا. قال المحامي إنه كان ضايع لي جمل ورحت أدور عليه، حكموني 3 أشهر وكل ما تخلص يمددوها.ظليت سنة في المعتقل (منع جرايم) وبعدين طلعت وحملت البارودة، وكان أبو محمود من صفوريه والشيخ سلمان أبوعلي وأبوعلي النجار)).
بعد انتهاء الانتداب البريطاني وخروج قواته بدأت القوات الصهيونية بالاعتداء على المدن والقرى العربية. وكان رجال القرية يقومون بالحراسة بما لديهم من بنادق وعددها حوالي 50 بندقية ،ورشاش (برنغن) واحد. وقد نقم الجيش الصهيوني على أهل القرية بسبب مشاركتهم بمعركة الكابري عام 1947، وقامت قوة منه بأول هجوم على القرية في ليلة 19 كانون الثاني 1948 فصدهم الأهالي، وليلة 7 شباط قاموا بهجوم آخر وصدهم أهل القرية مرة أخرى. ولم يصب أي من أهل القرية بأذى، ولم يقم الجيش الصهيوني بأي اعتداء بعد ذلك.
وقبل الهجوم الأخير، جرت عدة اتصالات غير مباشرة من قبل الصهاينة بوجود وجهاء وكبار القرية، يدعونهم إلى البقاء فيها والعيش بأمان. رفض أهالي القرية هذا العرض، وقرروا الدفاع عنها والمقاومة، على أمل أن تنجدهم الجيوش العربية. وبدأت قرى تتساقط وحدة تلو الأخرى في معارك طاحنة ،غير متكافئة. وارتكب الجيش الصهيوني مجازر في المناطق التي احتلوها، وقد تردد بين القرى روايات الناجين بأن القوات الصهيونية بقروا بطون النساء الحوامل ومزقوا الأطفال أمام أمهاتهم.
كانت قرية كويكات وأهلها على موعد مع الموت في ليلة الحادي عشر من شهر يناير عام 1948، والذي صادف أول يوم من شهر رمضان. قامت الكتائب الصهيونية "شيفا" و"كرميلي" بالهجوم على القرية في عملية "ديكيل". وقد دمرت هذه المنظمات الصهيونية المسلحة القرية وشردت أهلها.وفر معظم أهالي هذه القرية مذعورين باتجاه الأراضي اللبنانية. وقد نجحت الجفرا وعائلتها وابن عمها "أحمد عزيز" من الفرار من موت مؤكد، وبدأت بذلك أولى فصول النكبة، والتي لم يتصور أهلها الذين أخبروا بأنهم سيبتعدون لمدة 10 أيام فقط، بأنها ستسمر لـ60 سنة قادمة!
بعد رحلة طويلة وشاقة، وصل معظم لاجئي قرية كويكات إلى بيروت حيث أقاموا في برج البراجنة، ومنهم من لجأؤوا إلى مخيمات أخرى كالراشدية وعين الحلوة...
وتقول الحاجة (هـ.ح) : ((قالوا لنا أن نخرج من القرية لمدة 10 أيام، وقد صدق الناس هذا الكلام وظنوا أنهم سيرجعون. وشيئا فشيئا مرت الأيام وبدأت الأمم المتحدة بتوزيع أماكن للسكن وكانت ضيقة)).
مخيم برج البراجنة
وقد لجأت الجفرا وعائلتها إلى مخيم برج البراجنة والذي أنشئ في عام 1948، على مساحة 104 دونم، ويقع على الطريق الرئيس المؤدي لمطار بيروت. وعاش أهل المخيم ولا زالوا ظروف معيشية صعبة للغاية في مساحة 500 متر طولا و400 عرضا. ويبلغ عدد اللاجئين فيها اليوم ما يقارب الـ20405 لاجئ.
مخيم برج البراجنة
ومع مرور الأيام ازداد المخيم اكتظاظا حتى أن 13 فردا ينامون في حجرة واحدة مساحتها 4*4 امتار، مع انتشار كبير لمختلف أنواع الامراض. وقد شهد المخيم في عام 1985 حصارا من قبل حركة "أمل"، فاضظر الناس لأكل العشب، وكان مصير أي إنسان يحاول الخروج من المخيم القتل، فأكل الناس القطط والكلاب.
تقول الحاجة (هـ.ح) : ((عاشت الجفرا في مخيم برج البراجنة، وعملت في الخياطة والتطريز كأمها، إلى أن كبر ابنها كامل وتعلم ثم توظف واشترى بيتا في حارة حريك، بعدما ضاق البيت بساكنيه. وقد رزقت بأبناء :كامل ،عاهد ،خليل ،صائب ،مايز. منهم من ترك لبنان ليعيش في كندا وأمريكا الشمالية.))
وقد توفي زوج الجفرا " محمد إبراهيم العبدالله " قبل ما يقارب 3 سنوات كما روت لنا الحاجة.
صورة قبر الحاج "محمد إبراهيم العبدالله" في مقبرة برج البراجنة في بيروت
راعي الجفرا
أما "أحمد عزيز" فقد فرقت النكبة بينه وبين الجفرا إذ لجأ إلى مخيم الراشيدية كما تروي لنا الحاجة، بينما قالت روايات أخرة بأنه لجأ إلى مخيم عين الحلوة. وكان الشاعر المناصرة قد التقى بالشاعر "أحمد عزيز" وكنيته "أبو علي" في مخيم عين الحلوة في أواخر شهر شباط عام 1982.
وعن لقائه بالشاعر "أحمد عزيز"، يقول الشاعر المناصرة في كتابه "الجفرا والمحاورات" : ((لقد التقيت أحمد عزيز علي حسن من أهالي كويكات، في مخيم عين الحلوة، وهو من مواليد 1915 تقريباً، وفق "وثيقة اللاجئين الفلسطينيين" التي تصدرها الحكومة اللبنانية، وأجريت معه مقابلات شخصية، في أواخر شباط(فبراير) عام 1982. على شريطين..... وأحمد عزيز (كما رأيته) إنسان هادئ ووقور وعلى وجهه مسحة من الأسى والغموض. وخلال الحوار استمر يجيب على الأسئلة دون أن يقاطعنا إلا مرة واحدة للصلاة، وقد غنى معظم النصوص، وهو يمتلك صوتاً حنوناً وجميلاً رغم هذا السن((.
وعن كتاب "الجفرا" الذي ألفه يقول "أحمد عزيز" : ((أنا أول واحد ألف كتاب عن الجفرا، طلبوني لإذاعة القدس سنة 1944، عشان أغني، كنت أعرف فخري بن عارف يونس الحسيني من أيام وقعة البروة سنة 1936، وكان عمري 18 سنة، ذهبت عند فخري فأوصلني للإذاعة وهناك التقيت يحيى السعودي. فقال لي إنه سيدفع لي 4 ليرات فلسطيني عن كل ربع ساعة أغنيها في الإذاعة. فقلت له إنني أستطيع أن أغني من أول الجمعة إلى آخر الجمعة، فقال لي: سنعطيك ربع ساعة فقط لكل أسبوع، لأن هناك مغنيين آخرين سيغنون أيضاً كل أسبوع))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Princess

Princess



جـفـرا Empty
مُساهمةموضوع: رد: جـفـرا   جـفـرا Icon-new-badge19/9/2011, 08:09

وتاريخ الكتاب يعود إلى ما بين 1940-1941، ونقل عزالدين المناصرة في كتابه (الجفرا والمحاورات) عن الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي الذي يعيش في الناصرة: ((...لم أعثر خلال تنقيبي عن كتب الشعر الشعبي عندنا إلا على كتاب لأحمد حسن عبد العزيز من كويكات قضاء عكا، والنسخة بدون تاريخ، وقد طبعت في عكا، إلا أن فترتها تخميناً قد تعود إلى أواخر الثلاثينات)).
ومن المفارقات أن اسم "أبو علي الجفرا" غلب على اسم "أحمد عزيز" بعد فترة، حتى عرفت زوجته "خديجة الخالد" بـ"أم علي جفرا" مع أنها ليست هي الجفرا!
وقد توفي راعي الجفرا "أحمد عزيز" كما أفادنا الكاتب والصحفي الفلسطيني "ياسر علي" في عام 1987 في منطقة الناعمة، في أثناء حرب "مغدوشة" ،عندما انتقلت حرب المخيامات إلى عين الحلوة، بعد عمر من النضال والإبداع والصبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جـفـرا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: منتدى الاسرة :: منوعات عربية :: منتدى فلسطين-
انتقل الى: