مناشدات للأوقاف

مناشدات للأوقاف

خلال الأيام القليلة الماضية، أطلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف نداء للمصلين بعدم إيقاف وصف مركباتهم بصورة عشوائية في أوقات الصلاة، وبالذات صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، “حتى تكون الطرق حول المساجد سالكة، وتتمكن آليات الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني من الدخول عند الحاجة دون إعاقة”.
والحقيقة أن ما يشاهده المرء من ممارسات بعض المصلين والصائمين خلال هذا الشهر الكريم، يدفع للاستغراب من هذا الإصرار على مضايقة الآخرين والتضييق على حركتهم باسم العبادة أو الصيام، ولكن ما كنا ننتظره من الهيئة إلى جانب هذه المناشدة القيمة، توجيه أئمة المساجد لتوضيح أمور قيام الشهر الكريم، بالأسلوب القويم والمعتدل بعيداً عما يجري حالياً في بعض هذه المساجد من إطالة، اعتقدت معها شريحة من المصلين أنها هي الأصح في التقرب لله وأداء طاعات الشهر الفضيل، وبالتالي نجد إقبال هؤلاء على مساجد معينة وهجر أخرى في مناطق سكناهم، مما يؤدي إلى هذا الازدحام بسبب محدودية أماكن إيقاف السيارات، وبالتالي لا يتوانى البعض في صف السيارات بطريقة عشوائية، لا يفكر معها في أنه يسد مدخل طريق أو على شخص آخر يريد الخروج بسيارته أو يسد موقف سكن خاصاً. وكنت قد أبلغت الهيئة في مناسبات مماثلة بما يجري في أحد هذه المساجد من ممارسات الإمام خلال صلاة التراويح من إطالة غير مبررة، مما يرهق المسنين والأطفال والنساء، وما يجري معها من طرق بعيدة عما عرف عن مجتمعنا من وسطية واعتدال، ولكن سمعت رداً غريباً منهم بأن الرجل لا يتبعهم إنما يستقدمه صاحب المسجد خصيصاً لهذا الشهر، وأن له جمهوره على طريقة “ما يطلبه المشاهدون” أو”الجمهور عاوز كده”. وبالفعل ترى كثيراً من ذلك الجمهور قد اضطر للجلوس على المقاعد التي رصت كما لو كانوا في مسرح أو قاعة سينما، وصراخ وبكاء الأطفال والرضع، وسط روائح بقايا الطعام في مظهر يخدش الطمأنينة التي يفترض أن يسكن لها المصلي، في مظهر يبعد كثيراً عن شعار الهيئة بأن “نظافة مساجدنا عنوان حضارتنا”.
وعند مداخل الطرق المؤدية والمحاذية لمسجد كبير في منطقة مصلى العيد، نجد أن الشركة المكلفة بتنفيذ مشروع تطوير منطقة المصلى السابق قد اختارت هذا التوقيت لبدء تنفيذ المشروع، فأغلقت مواقف المصلى السابق من كافة الجهات، لتصنع أزمة تضاف للموقف المتأزم أصلاً من جراء تدفق سيارات مصلين من خارج المنطقة. وهي صورة كذلك من صور عدم التنسيق بين الجهات العاملة، فتلك الساحات كانت قد صبغتها “مواقف” ونشرت أجهزة التحصيل الآلي التي ظلت في المكان لوقت بعد “التسوير”، في صورة من صور الهدر جراء عدم التنسيق الذي نعاني منه.
وكانت مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي قد كثفت الرقابة على مناطق الأسواق والمراكز التجارية وبالقرب من المساجد، للحد من وقوف المركبات بصورة عشوائية أثناء أداء صلاة التراويح ومنع الازدحام المروري”. لذلك أعتقد أن المطلوب من الهيئة توجيه تلك الفئة من الأئمة قبل المصلين.