امتدت موجة شكاوى أصحاب مخابز من عدم القدرة على الاستمرار في العمل، الى محافظتي الزرقاء وإربد، ما يرفع عدد المخابز المهدد بالإغلاق الى نحو 1200 مخبز مقارنة بـ 120 مخبزا أول من أمس.
وأكد وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي أن الخبز "خط أحمر لا يجوز المساس به".
ووفقا لنقيب أصحاب المخابز عبدالإله الحموي، فإن تهديد المخابز بالإغلاق جاء نتيجة ارتفاع كلف انتاج الخبز العربي ما يحول دون استمرارها بالعمل الأمر الذي تسبب بخسائر لأصحاب تلك المخابز.
وتتمثل كلف مدخلات إنتاج الخبز العربي في عدد من العناصر أبرزها العمالة وأجور نقل الطحين وأسعار الكهرباء والسكر.
وقال الحموي إن كلف إنتاج الخبز العربي لم يطرأ عليها أي تغير منذ عام 1998 رغم تقديم دراسة الى وزارة الصناعة والتجارة منذ 6 أشهر تثبت ارتفاعها مؤكدا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن الدراسة.
وزاد الحموي أن المخابز بقيت منذ تقديم الدراسة للوزارة تتحمل الخسائر بانتظار تنفيذ وعود حكومية بتعديل أسعار مدخلات إنتاج الخبز العربي.
وأوضح الحموي أن مطالب المخابز واضحة وتتمثل في فرق أجور العمالة التي ارتفعت في حدها الأدنى من 90 دينارا الى 150 دينارا، إضافة الى زيادة اسعار سكر كيلو السكر من 35 قرشا الى 75 قرشا.
كما تتمثل في زيادة تصريح العمال من 200 دينار الى 270 دينارا وارتفاع أجور نقل كل طن طحين من 4 دنانير الى 7 دنانير عدا عن رخص المهن والنظافة وأجور المحال.
وفيما يتعلق بالمحروقات، قال الحموي إن وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع النقابة تقوم بتخفيض أسعار الطحين المدعوم في حال زيادة أسعار المحروقات فيما تقوم برفع أسعار الطحين المدعوم حال تخفيض أسعار المحروقات وتثيبت أسعار الطحين حال ثبات أسعار المحروقات.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة خفضت في يوم السادس عشر من الشهر الماضي أسعار الطحين الموحد بحوالي 2%، وذلك بعد ارتفاع أسعار المحروقات بنسبة بين 1.8 و4.3%.
ويهدف الاتفاق بين الوزارة والنقابة إلى الحفاظ على أسعار الخبز عند مستوى 16 قرشا للكيلو، فيما يشمل القرار الطحين المنتج من قبل مطاحن القطاع الخاص ومطحنة الجويدة والمقدم للمخابز.
وزير الصناعة والتجارة المهندس عامر الحديدي أكد أن الوزارة ستعيد النظر بجدية بالدراسة المقدمة من قبل النقابة وسيتم اتخاذ قرار بهذا الموضوع قريبا.
وقال الحديدي في تصريح الى "الغد" إن اجتماعا يعقد اليوم مع اعضاء نقابة أصحاب المخابز لمناقشة كلفة إنتاج الخبز العربي والتوصل الى حل ينصف المخابز.
وأكد الحديدي حرص الوزارة على توفير الخبز العربي للمواطنين في كافة انحاء المملكة بسعر 16 قرشا للكيلو من دون حدوث أي نقص في هذه المادة.
وقال "الخبز خط أحمر لا يجوز المساس به تحت أي ظرفا كان".
من جانبه، قال مدير التجارة والمخزون في وزارة الصناعة والتجارة المهندس عماد الطراونة إن المديرية لم تبلغ عن أي تهديد من قبل المخابز بالإغلاق والتوقف عن العمل. كما أكد أنه لم يرد للوزارة شكاوى من المواطنين حول الموضوع.
وبين الطراونة المسؤول عن المخابز وسير عملها، إنه يتم توزيد المخابز بالطحين، وفقا لما هو مخصص لكل مخبز حيث يصل المخصص من الطحين في حده الأدنى لكل مخبز 3 أيام.
وقال إن المخابز الموزعة في جميع أنحاء المملكة "تعمل على أحسن ما يرام" من دون تسجيل أي شكاوى من قبل المواطنين حول الامتناع عن البيع.
وأكد الطراونة أن فرق الرقابة التابعة للمديرية ترصد من خلال زيارات مفاجئة سير عمل المخابز واستخدامها للطحين المدعوم لإنتاج الخبز العربي مبينا أن دعم الطحين يهدف الى توفير الخبز العربي عند سعر 16 قرشا للكيلو الواحد.
وقال إنه "بشكل عام يجري تغريم أي مخبز تم بيعه طحينا مدعوما وتوقف عن الإنتاج بواقع 140 دينارا عن كل طن".
ووفقا للطراونة تقدر كلفة دعم الطحين المدعوم والقمح نحو 100 مليون دينار سنويا.
من جانب آخر، دعا رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات المخابز الى عدم اللجوء الى التهديد بالتوقف عن العمل وانما استخدام لغة الحوار مع الجهات المعنية للتوصل الى حل لهذا الخلاف.
وأكد عبيدات أن الخبز سلعة أساسية في حياة كافة المواطنين لا يجوز المساس بها تحت أي ظرف كان.
وقال "نتمنى على وزارة الصناعة والتجارة أن تلتقي مع أصحاب المخابز بأسرع وقت وتستوضح مطالبهم تفاديا لحدوث أي إغلاق للمخابز".
ويوجد في المملكة نحو 2100 مخبز تستهلك قرابة 450 ألف طن طحين سنويا فيما يقدر استهلاك الأسر الأردنية من الخبز نحو 8 ملايين رغيف يوميا.
وتقع المخابز التي هددت بإغلاق أبوابها في كل من مناطق سحاب والأغوار والبقعة.
على صعيد متصل، دعا الحموي وزارة الصناعة والتجارة الى الإسراع في اتخاذ قرار بتغير كلف إنتاج الخبز العربي تفاديا لتوقف مخابز عن العمل.
كما طالب الحموي الوزارة بإشراك النقابة في الآلية التي ستعتمدها الوزارة للبت في القرار.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة ونقابة أصحاب المخابز شكلتا العام الماضي لجنة فنية لدراسة كلف إنتاج الخبز العربي بعد تراجع ربحية المخابز جراء استقرار تكاليف الإنتاج عند مستويات مرتفعة.
يشار إلى أن طن الطحين يستهلك عند تحويله الى خبز ما مقداره 107 ليترات من السولار إضافة الى 30 كيلوواط من الكهرباء، 15 كيلوغراما ملح، 800 لتر ماء، 10 كيلوغرامات خميرة، بحسب دراسة أعدتها نقابة أصحاب المخابز.
موضوع: الحديدي: الخبز خط أحمر لا يجوز المساس به 
14/2/2010, 20:32
